المهدي ، المُعتقد والمُستند / ٧
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

[ ولا يجوز أن تنقطع الإمامة وتحول في عصر من العصور ، وإن كان الإمام مخفيا ، ليظهر في اليوم الموعود به من الله تعالى الذي هو من الأسرار الإلهية التي لا يعلم بها إلا هو تعالى . ولا يخلو من أن تكون حياته وبقاؤه هذه المدة الطويلة معجزة جعلها الله تعالى له ، وليست هي بأعظم من معجزة أن يكون إماما للخلق وهو ابن خمس سنين يوم رحل والده إلى الرفيق الأعلى ، ولا هي بأعظم من معجزة عيسى إذ كلم الناس في المهد صبيا وبعث في الناس نبيا . وطول الحياة أكثر من العمر الطبيعي أو الذي يتخيل أنه العمر الطبيعي لا يمنع منها فن الطب ولا يحيلها ، غير أن الطب بعد لم يتوصل إلى ما يمكنه من تعمير حياة الانسان . وإذا عجز عنه الطب فإن الله تعالى قادر على كل شئ ، وقد وقع فعلاً تعمير نوح وبقاء عيسى عليهما السلام كما أخبر عنهما القرآن الكريم .. ولو شك الشاك فيما أخبر به القرآن فعلى الإسلام السلام . ومن العجب أن يتساءل المسلم عن إمكان ذلك وهو يدعي الإيمان بالكتاب العزيز ] عقائد الإمامية - الشيخ محمد رضا المظفر - الصفحة ٧٩
لمّا آمنّا بالائمة الاثني عشر كخلفاء للنبي الأكرم ص وآله ، وأنهم معرّفون ومشخّصون لدينا بصورة تامّة ، وأن الإمام الثاني عشر هو الإمام المهدي وهو ابن الامام الحسن العسكري ، وأنه ولد قبل ١٢٠٠ سنة من كتابة هذه السطور .
وكذلك آمنا بأن الإمامة لا تنقطع في عصر من العصور ، استلزم بأن يكون الامام المهدي في هذه الفترة الطويلة مختفياً وغائباً عن الناس رغم وجوده بينهم أو في مكان ما على الأرض ، روى الشيخ الصدوق في أمالي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة الله فيها ، ظاهر مشهور ، أو غائب مستور .
وهذا يستلزم أيضاً أنه يعيش عمراً طويلاً جداً بل إعجازياً وخارقاً للعادة .. غير أن هذا العمر ممكناً من الناحيتين ، الدينية والدنيوية .. أما الدينية فإن القرآن الكريم أشار الى العمر الطويل للنبي نوح عليه السلام ( وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَلَبِثَ فِيهِمۡ أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِينَ عَامٗا فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ ) العنكبوت ١٤ ، وكذلك نبي الله عيسى عليه السلام الذي رفعه الله اليه وأنه لم يمت .. وهذا لا ينكره ولا يشك به مسلم وإلا فهو يُكذّب القرآن الكريم ..!!
وكذلك علم الطب لم يمنع بدوره من بقاء الانسان هذه المدّة الطويلة ، غير أنه لم يصل بعد الى كشف أسرار البقاء .. نعم تشير بعض الأبحاث العلمية الى وجود تجارب ودراسات من شأنها تطيل عمر الانسان وتأخّر الشيخوخة لديه ، ولقد أجريت بعض التجارب فعلاً على دودة الربداء الرشيقة واستطاعوا من مضاعفة عمرها الى عشرة أضعاف .. وتجارب أخرى على الفأر واستاطعوا أن يطيلوا من عمره بما يعادل 30% .
وبين يدينا أخبار المعمرين واسماءهم ، وهي معروفة ومتواترة في كتب التاريخ وكتب الأدب ، فمنهم من عاش ثلاثمائة سنة وأكثر ، وتوجد مصنفات خاصة بأسمائهم وأخبارهم ..
اذن .. لا شيء يمنع من بقاء المهدي بهذا العمر الطويل ، مع وجود المقتضي لذلك .. يتبع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat