مصير اهل غزة في مهب الريح
جبار عبد الزهره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جبار عبد الزهره

في تسلسل ماسلو للحاجات والسلع التي يحتاجها الإنسان في المسار اليومي لحياته وضع ماسلو المواد الغذائية في المقدمة وقد سبق القرآن الكريم ماسلو منذ ما يزيد على (14) قرناً في وضع تسلسل لأحتياجات الإنسان حسب اهميتها وذلك في (سورة قريش) فقال سبحانه :- ( {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)} [قريش] 0
فقد وضع الله تعالى الغذاء بمختلف صنوفه والوانه في مقدمة ما يحتاجه الإنسان من مواد لأنها تحمل روح ( اكسير) الحياة الذي يقي الأنسان الموت سغباً واردفها بالأمان على اعتباره هو الحاجة الإنسانية والإجتماعية الملحة في الحياة بعد الطعام فالإنسان يبحث طوال حياته عما يقيه المؤثرات السلبية في ليله ونهاره ومنها الوطن لأنه يشكل اهم عامل استقرار في حياة المرء ففيه يولد وفيه يترعرع وفيه يحصل على السكينة والطمأنينة بين جدران بيته الذي يحتضنه الوطن لأن الإنسان يخاف على حياته من كل شيء من حوله فهو يجد الراحة والاستقرار وهدوء البال وانتعاش النفس في بيته تحت ظل خيمة وطنه الوارف 0
ويبدو ان اسرائيل بعد الدراسة والتمحيص والتحليل اهتدت واعتمدت ثنائية الغذاء والأمن في اعلان حرب الحجات الإنسانية جنبا الى جنب الحرب العسكرية امعانا منها في الانتقام من اهل غزة 0
وعليه فإن مأساة اهل غزة فاقت كل مأساة في تاريخ الأنسانية بمختلف عصوره فقد تخلى عنهم امام اسرائيل الأخ قبل الصديق ، الأخ الذي هو قادر كل الإقتدارعلى ان يتدخل للذب عنهم والدفاع من اجلهم بكفاءة لأنه يلمك وسائل كثيرة للدفاع عنهم وبذلك وفر فرصة لإسرائيل لكي تنفِّذ ما يحلو لها من مخططات بحق اهل غزة مخططات انتقامية شديدة البأس بعيدة كل البعد عن مخططات رعاية المصالح وتعزيز النفوذ التي يستهدف الخصم خصمه من اجل الحصول عليها منه 0
فإسرائيل تستهدف اهل غزة في كل شيء وفي المقدمة الغذاء وفي سبيل تحقيق هذا الهدف توجهت نحو وكالة (الأنوروا) لأنها الجهة التي تتولى تقديم الغذاء لقطاع غزة عبر موظفي فرعها العاملين فيه ووجهت اصابع الإتهام لـ(12) منهم بأنهم كانوا ضالعين في هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته حماس ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من اكتوبر في العالم الماضي 0
وعلى الفورسارعت 18دولة من الدولة المانحة ومنهم امريكا الى قطع تمويلها المالي لهذه الوكالة وما كان من الادارة الأمريكية ايضا إلاّ ان توجهت عبر الكونكرس الى إتخاذ قرار يتناغم مع المزاعم الإسرائيلية مع العلم أن أمريكا عادة تمنح ( للأونروا) ما بين 300 مليون و400 مليون دولار سنويا0
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي من أنها أوقفت بشكل مؤقت ( وهي كاذبة ) التمويل الجديد للأونروا بينما تحقق في مزاعم اسرائيل بمشاركة 12 موظفا من موظفي الأونورا في هجمات السابع من أكتوبرعلى إسرائيل وكان القرار قد تم اتخاذه فقد تضمن مشروع قانون كشف عنه أعضاء بمجلس الشيوخ بندا يمنع الوكالة من تلقي الأموال 0
وقد بيَّن موضحا حيثيات الموقف الأمريكي نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل قائلا :- إن واشنطن تدعم الأونروا "لعملها شديد الأهمية" باعتبارها وكالة الإغاثة الرئيسية للفلسطينيين، لكنها ترغب في رؤية "نتائج ملموسة" من تحقيق الأونروا في مزاعم إسرائيل، رافضا تحديد متى ستتخذ الولايات المتحدة قرارا بشأن استئناف التمويل0
وبذلك وضعت اسرائيل في جيبها موقفا رسميا لا بل قراراً يتألف من دول كثيرة من بينها امريكا بأن لقمة عيش الغزاويين من طريق التمويل الدولي والإقليمي قد تقلّصت إن لم نقل تلاشت وانعدمت وأن التحكم بها اصبح بيدها وتحت رحمتها التي لا وجود لها حتى في عالم الأحلام وكذلك في قبضة الفيتو الأمريكي سيئ الاستخدام0
اما بالنسبة للهدف الثاني وهو حرمان اهل قطاع غزة من (الأمن) فقد تحركت اسرائيل نحوه وكانت اداتها في تحقيقه هو حرب الإبادة التي تمارسها ضد اهل القطاع من البر والبحر والجو منذ اربعة اشهر لتهجيرهم من جهتين جهة التهجير الأختياري عبر اغراء بعض العوائل الغزاوية بمختلف انواع المغريات المادية لكي يوافقوا على ترحيلهم الى دول اخرى مثل الكونغو ورواندا 0
والجهة الثانية عبر التهجير القسري من خلال تكثيف الآلة الجهنمية لأسلحتها على رؤسهم فقد ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان إلى "27 ألفا و478 شهيدا و66 ألفا و835 مصابا" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق وزارة الصحة الفلسطينية،ووففق الامم المتحدة 0
اما النازحون من ويلات القصف الاسرائيلي باتجاه سيناء إذ لا يوجد امامهم وجهة سواها ينزحون إليها بحثا عن الأمان فإن مصر العروبة وارض الكنانة وارض خير اجناد الله كما يزعمون وام الدنيا كما يدعون فقد استقلبتهم بوضع مزيدا من الأسلاك الشائكة على السياج الحدودي لمنع الفلسطينيين من العبور في ظل حالة الحصارالشديد الذي يفرضها جيش الإحتلال الإسرائيلي على اهل قطاع غزة0
ويقول المتابعون لمسار احداث الأوضاع في غزة من ان تعزيز الجدار الخرساني من قبل السلطات المصرية قد جاء مع انتشار خيام النازحين الفلسطينيين بمحاذاة السياج الحدودي 0
فضلا عن قيام الحكومة المصرية قبل فترة باغلاق وردم اكثر من 1500نفق كان الفلسطينيون يستغلونهن في حربهم مع اسرائيل من اجل تحرير وطنهم والحصول على دولتهم المستقلة 0
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat