مُحتَمِلاً لِعِلمِكَ
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

هذه العبارة وردت في إحدى زيارات الأمام الكاظم عليه السلام والمروية عن السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه ، ضمن فقرة ( اَتَيتُكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً ، عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُقِرّاً بِفَضلِكَ ، مُحتَمِلاً لِعِلمِكَ ، مُحتَجِباً بِذِمَّتِكَ ، عائِذاً بِقَبرِكَ ، لائِذاً بِضَريحِكَ .. مُستَبصِراً بِشَأنِكَ .. ) ، وكذلك ورد مثل هذه العبارة بصيغة الجمع في الزيارة الجامعة الكبيرة ( عارِفٌ بِحَقِّكُمْ ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ ) .
والعبارة بالوهلة الأولى غير مفهومة ، ولا يتبادر معناها الى الذهن بسرعة ، ولهذا سنحاول التأمّل بها وتوقّع معانيها ضمن تقريبات أربعة :
١. الداعي هنا يعرض نفسه كأحد الحاملين لعلم الائمة - عليهم السلام - كإسلوب للتقرّب وتقديم بعض استحقاقات الإجابة لديه ( المعرفة بحق الامام - الإقرار بفضله .. ) ومنها حمل علم الإمام .. وحمل العلم مفهوم تشكيكي يصدق على قليل العلم وكثيره ، وهو متحصّل على كل حال عند كل زائر لو تأملنا ..
٢. يمكن أن نفهم ( محتملاً ) بمعنى مستعدّاً لتحمّل ما يرد عنهم عليهم السلام وساعياً في تحمّل وتحصّل ذلك .
٣. من الاحتمال ، فنحن أمام ما يردنا من أوصاف عظيمة لعلم الائمة بين منكرٍ لهذا العلم ومبعدٍ ذلك عنهم ، وبين من يُحسن الظن بهم صلوات الله عليهم وغير مستكثرٍ عليهم .. فالداعي كأنما يصنّف نفسه من النوع الثاني .
٤. هو بالتالي دعاء ، إن كانت المعاني أعلاه موجوده فيسأل صاحبها البقاء والزيادة ، وإن كانت غير موجودة فيسأل الداعي التوفيق لها ..
آجركم الله
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat