صفحة الكاتب : جبار عبد الزهره

السعودية والتطبيع مع اسرائيل
جبار عبد الزهره

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ذات يوم قرأت كتابا لا اذكر عنوانه كان يتحدث عن آل سعود وتحالفهم مع محمد عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية الإرهابية متحدثا عن جرائم القتل الوحشي التي ارتكبوها عبر ذلك التحالف بحق العرب الآخرين حتى سيطرواعلى المنطقة سياسيا من الناحية السلطوية ومذهبيا من الناحية الإثنية 0

وقد وقعت عيني في هذا الكتاب على تعهد خطِّي اعطاه الملك السعودي عبد العزيز آل سعود وبخط يده الركيك لحكومة التاج البريطاني قال فيه وانا اعتمد على ذاكرتي في تدوين كلام الملك الموجود فيه إذ قال:- لا مانع لديّ من اعطاء فلسطين لليهود المساكين من قبل حكومة بريطانيا العظمى ، والتي لا اخرج عن طاعتها 0

ولا اريد ان اطيل فالتطبيع مع اسرائيل من قبل مملكة يعترف ملكها الأول بانه عبد لبريطانية وخادم لمصالحها في المنطقة ومتناغم مع سياستها الخارجية ومع قرارها في وعد بلفور بتخصيص فلسطين كوطن لليهود امرمفروغ منه 0

وقد سبقت وزير الخارجية السعودي الى تأكيد التطبيع السعودي مع اسرائيل سفيرة السعودية لدى واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود كما اشرت الى ذلك سابقا والتي حددت موعدا لإستئناف التفاوض للاعتراف بإسرائيل وذلك خلال ندوة ضمن مشاركتها بمؤتمردافوس0

وبعبارة اخرى اوسع فإن التطبيع منهم مع اسرائيل ليس بمستبعد ولا بمستغرب وإنما هو بالنسبة لهم امر طبيعي ولكن المسألة هي مسألة اختيارالوقت المناسب للإفصاح عن ذلك علناً 0

وفي اطار تأكيد استكمال عملية التطبيع والإعتراف باسرائيل التي بدأها الملك عبد العزيز آل سعود في بداية القرن العشرين كما ذكرت قبل قليل فقد :- صرّح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، بأن بلاده منفتحة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل فقط في حال كانت هناك عملية إنشاء دولة فلسطينية لا رجعة فيها ، وهذا الكلام فيه تناقض صارخ مع عهد الملك عبد العزيز الذي اعرب فيه لبريطانيا عن موافقته بتخصيص فلسطين بكامل مساحتها كوطن قومي لليهود المساكين على حد تعبيره 0

وقد سبقت وزير الخارجية السعودي الى تأكيد التطبيع السعودي مع اسرائيل سفيرة السعودية لدى واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود كما اشرت الى ذلك سابقا والتي حددت موعدا لإستئناف التفاوض للاعتراف بإسرائيل وذلك خلال ندوة ضمن مشاركتها بمؤتمردافوس0

لذلك فإن تصريح وزير الخارجية لا يمكن ان يقال عنه على انه الكلام الأول وتوجه السعودي الأول المتعلق بالتطبيع فانا اعتبر الوثيقة التي كتبها بخط يده ووقعها بتوقيعه وختمها بمختمه الملك هي اول خطوة من قبل السعودية على طريق التطبيع مع اسرائيل واعتبر ان السعودية هي اول من اعترف بدولة إسرائيل من الدول العربية بشكل خاص ومن دول العالم بعد بريطانيا بشكل عام 0

أما بالنسبة للإسرائيليين فهم مهتمون غاية الإهتمام وحريصون كل الحرص على إقامة علاقات دبلوماسية على اعلى مستوى دبلوماسي وبأقوى قوة مع الدول العربية القوية ذات التأثير الفعال في ساحة السياسة والعلاقات الدبلوماسية العربية وفي منطقة الشرق الأوسط ايضا ومن بين هذه الدول التي تحظى باهتمام دبلوماسي لدى السياسي الإسرائيلي هي المملكة العربية السعودية لأن لها تأثير اقتصادي كبير في المنطقة والعالم عبر وارداتها النفطية اضافة الى المخزون النفطي الطبيعي الهائل في باطن ارضها والذي يعطيها قدرة التحكم الإقتصادي عن قرب وعن بعد بمضامين شبكة الإقتصاد العالمي 0

وتتوقع تل ابيب انه في عهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، فان العلاقات الطبيعية ستقوم بين اسرائيل والسعودية ولا يوجد هناك عائق في طريقها ، وهناك من يرى على أنه منذ عهد الملك الراحل فيصل لم تعد القضية الفلسطينية في اولويات السياسة السعودية والتزاماتها0

وهذا واضح للعيان من خلال المرهجانات الغنائية الراقصة والحفلات الساهرة التي يقيمها ولي العهد السعودي على أديم ارض الحرمين الشريفين ويدعو إليها القاصي والداني من المطربين والمطربات والراقصين والراقصات من مختلف اصقاع الأرض ومن مختلف الجنسيات في الوقت الذي تحصد فيه الآلة الحربية الإسرائيلية ارواح الفلسطينيين بالآلاف وتهجر الآلاف وتدمر المساكن والبنية التحتية لقطاع غزة 0

اضافة الى تجويع الفلسطينيين من خلال منع المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة المنكوب والفقير علما ان اسرائيل ومصر قد تبادلا الإتهامات في منع وعرقلة وصول الإسعافات الإنسانية وما تسمحان به لا يسد حاجة اهالي غزة من المواد الغذائية والمواد الطبية وغيرها وقد قرأت ان طبيبا فلسطينيا بتر ساق ابنة أخية بدون تخدير لعدم توفر المادة المخدرة المهمة في حالة الإصابات التي تحتاج الى تداخل جراحي وهناك الكثير من هذه الحالات التي ادت الى وفاة المصابين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جبار عبد الزهره
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/03



كتابة تعليق لموضوع : السعودية والتطبيع مع اسرائيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net