صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

كلمات ليس معناها الدارج من القرآن الكريم (عضدا، عضدك)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن عضدا و عضدك "مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا" ﴿الكهف 51﴾ عضدا اسم، عَضُدًا: أعواناً. ما أحضرتُ إبليس وذريته -الذين أطعتموهم- خَلْقَ السموات والأرض، فأستعين بهم على خلقهما، ولا أشهدتُ بعضهم على خَلْق بعض، بل تفردتُ بخلق جميع ذلك، بغير معين ولا ظهير، وما كنت متخذ المضلِّين من الشياطين وغيرهم أعوانًا. فكيف تصرفون إليهم حقي، وتتخذونهم أولياء من دوني، وأنا خالق كل شيء؟ قوله عز وجل "قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ" ﴿القصص 35﴾ عَضُدَكَ: عَضُدَ اسم، كَ ضمير، سَنَشُدُّ عَضُدَكَ: ندعمك ونقويك ونعينك. قال الله لموسى: سنقوِّيك بأخيك، ونجعل لكما حجة على فرعون وقومه فلا يصلون إليكما بسوء. أنتما يا موسى وهارون ومَن آمن بكما المنتصرون على فرعون وقومه، بسبب آياتنا وما دلَّتْ عليه من الحق.
دعا الامام الحسين عليه السلام عبيد الله الجعفي لمرافقته ولكنه اعتذر فقال له الامام (اذا بخلت علينا بنفسك فلا حجة لنا بمالك) اي بسيفك وحصانك الذي قدمهما للامام بدل نفسه، وتلا عليه السلام" وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا" (الكهف 51). جاء في معاني القرآن الكريم: عضد العضد: ما بين المرفق إلى الكتف، وعضدته: أصبت عضده، وعنه استعير: عضدت الشجر بالمعضد، وجمل عاضد: يأخذ عضد الناقة فيتنوخها، ويقال: عضدته: أخذت عضده وقويته، ويستعار العضد للمعين كاليد قال تعالى: "وما كنت متخذ المضلين عضدا" (الكهف 51). ورجل أعضد: دقيق العضد، وعضد: مشتك من العضد، وهو داء يناله في عضده، ومعضد: مرسوم في عضده ويقال لسمته عضاد، والمعضد: دملجة، وأعضاد الحوض: جوانبه تشبيها بالعضد.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز وجل "وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا" (الكهف 51) أي: الشياطين الذين يضلون الناس أعوانا يعضدونني عليه وكثيرا ما يستعمل العضد بمعنى العون وإنما وحده هنا لوفاق الفواصل وقيل إن معنى الآية أنكم اتبعتم الشيطان كما يتبع من يكون عنده علم لا ينال إلا من جهته وإنا ما أطلعتهم على خلق السماوات والأرض ولا على خلق أنفسهم ولم أعطهم العلم بأنه كيف تخلق الأشياء فمن أين تتبعونهم وقيل معناه ما أحضرت مشركي العرب وهؤلاء الكفار خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم أي وما أحضرت بعضهم خلق بعض بل لم يكونوا موجودين فخلقتهم فمن أين قالوا إن الملائكة بنات الله ومن أين ادعوا ذلك. قوله جل جلاله "قال سنشد عضدك بأخيك" (القصص 35) هذه استعارة والمعنى سنجعله رسولا معك ونؤيدك بأن نقرنه إليك في النبوة وننصرك به. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله سبحانه "وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا" (الكهف 51) والعضد ما بين المرفق والكتف من الإنسان ويستعار للمعين كاليد وهو المراد هاهنا.
عن كتاب القصص القرآني للسيد محمد باقر الحكيم: بعثة موسى عليه السلام ورجوعه إلى مصر: وبعد أن قضى موسى الاجل (السنوات العشر) بينه وبين صهره سار بأهله فإذا به يشاهد نارا من جانب الطور الأيمن وهو جبل صغير، وقد كان بحاجة إليها، وجد شجرة وجاء نداء الله سبحانه من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من جانب الشجرة: "أني انا الله رب العالمين * فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إليك" (القصص 30-32). وبعد ذلك أمره الله سبحانه أن يذهب إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى الله سبحانه، فخاف موسى من تحمل هذه المهمة، فقال: "ربي اني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلوني * وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي" (القصص 33-34) وذلك من أجل أن"يصدقني إني أخاف أن يكذبوني" (القصص 34). قال الله له: "سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما" (القصص 35).
جاء في مركز الابحاث العقائدية عن الادلة عن ايمان ابي طالب عليه السلام: يقول تعالى "وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً" (الكهف 51) ولا شك إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يحب أبا طالب كثيراً وصرح بذلك وحزن على وفاته كثيراً وبكى عليه وسماه عام الحزن حيث فقد فيه أهم شخصيتين احتضنتاه وعطفتا عليه كثيراً وضحتا من أجله ألا وهما أبو طالب وخديجة عليهما السلام فكيف يستقيم هذا وذاك. وقد قال صلى الله عليه وآله لعقيل: أني احبك حبين: حباً لقرابتك وحباً لما كنت أعلم من حب عمي إياك. الاستيعاب لابن عبد البر(3/1078). وفي رواية: يا عقيل والله أني أحبك لخصلتين: لقرابتك ولحب أبي طالب إياك. أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال (11/740) وابن عساكر في تاريخ دمشق (41/18) والذهبي في سير أعلام النبلاء (3/100) وغيرهم كثير. فكيف يحب رسول الله صلى الله عليه وآله كافرا مشركا عدوا لله تعالى ويحب من يحبه ذلك الكافر على وجه الخصوص.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/22



كتابة تعليق لموضوع : كلمات ليس معناها الدارج من القرآن الكريم (عضدا، عضدك)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net