صفحة الكاتب : خضير العواد

الوطنية أم التخاذل والخيانة
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التعدي على أرض العراق تعدي على سيادته واستقلاله وهذا يرفضه كل إنسان وطني وشريف يحب بلده ويضحي بالغالي والنفيس من أجله ، ولكن علينا مناقشة الأسباب والعوامل التي أدت الى انتهاك سيادة العراق من قبل دول الجوار.

هناك سببان رئيسيان هيئا الأجواء والظروف لهذه الانتهاكات للسيادة :

الأول : التواجد العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية .

الثاني : استقلال حكومة كردستان في قراراتها ومواقفها وتحركاتها وعلاقاتها عن الحكومة المركزية.

السبب الأول : القوات الأمريكية تتنقل وتتحرك بكل حرية واستقلالية على أرض العراق وتبني القواعد وتدرب المجاميع الإرهابية في قواعدها ومعسكراتها والحكومة العراقية ليس عندها أي علم عن أي تحرك او عمل تقوم به القوات الأمريكية واستخبارات هذه القوات مكاتبها تخطط وتتآمر على البلدان الجارة كإيران وسوريا ، وتتدخل السفارة الأمريكية في شون العراق الداخلية بشكل علني فهي تقف أمام اي تحرك حكومي من أجل تقديم خدمات افضل كتجميد الاتفاقية الصينية العراقية وكذلك الالمانية العراقية وإخراج العراق من مشروع طريق الحرير وغيرها كثير بالإضافة الى أعمال السفارة والقنصليات الأمريكية العدائية للعراق وشعبه ودول الجوار وخصوصاً إيران وسوريا ، هتك السيادة العراقية من قبل الأمريكان بصورة علنية واستفزازية ألم يقتلوا قادة النصر الحاج سليماني وأبي مهدي المهندس على أرض عاصمة العراق بغداد ؟؟؟ ألم يزور الرئيس الأمريكي قواعده العسكرية بدون علم الحكومة المركزية ؟؟؟ ألم تتخذ الاستخبارات الأمريكية أرض العراق وخصوصاً كردستان كقاعدة لنشر الإرهاب في المنطقة وخصوصاً سوريا وإيران ، ألم تقدم القوات الأمريكية كل الدعم والمساندة للصهاينة في قتل الفلسطينيين وتدمير غزة وتعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية للعراقيين ألا يعتبر هذا الدعم استفزازاً للشعب العراقي ويعارض مواقف الحكومة العراقية الثابتة ؟؟؟.

السبب الثاني : استقلال حكومة كردستان في جميع قراراتها ومواقفها عن الحكومة المركزية ، فقد اصبح اقليم كردستان العراق الأرض التي تحتضن مكاتب الموساد الصهيوني والاستخبارات الأمريكية بالإضافة الى معسكرات التنظيمات الإرهابية ، هذه المكاتب والمعسكرات عملها الأساسي زعزعت استقرار وامن دول الجوار وخصوصاً ايران وتركيا ، ويعتبر شمال العراق منطلقاً للعمليات الإرهابية التي تقتل شعبيّ ايران وتركيا ، وقد حذرت الدولتان حكومة العراق مراراً ولكن الحكومة المركزية ليس عندها القرار ولا القوة في منع أو انهاء هذه العمليات وغلق جميع مكاتب الصهاينة والأمريكان بالإضافة الى معسكرات تدريب التنظيمات الإرهابية .

هذان السببان اكبر وأخطر العوامل التي تؤدي الى إنتهاك سيادة العراق ، فإذا كانت الحكومة العراقية حريصة على صيانة السيادة العراقية وإجبار حكومات دول الجوار على احترامها عليها إخراج القوات الأمريكية من العراق وإجبار حكومة اقليم كردستان على الالتزام بدستور العراق واحترام وتنفيذ قرارات الحكومة العراقية وغلق مكاتب الموساد الصهيوني وكذلك الاستخبارات الأمريكية ومنع اي تحرك ترفضه الحكومة المركزية مع طرد التنظيمات الإرهابية من ارض كردستان العراق وغلق جميع معسكراتها وعلى حكومة كردستان العراق عدم التدخل بالشؤون الداخلية لدول الجوار .

فمن يريد التحدث عن الوطنية عليه ان يحمي سيادة العراق وصيانة استقلاله من خلال رفض ومنع الانتهاك نفسه وكل سبب او ظرف يشجع دول الجوار على انتهاك هذه السيادة ، ومع عدم القضاء على هذين السببين سيجعلان سيادة العراق معرضة في كل يوم الى الانتهاك والذي يقف متفرج وصامت ويغطي على وجود هذين السببين التواجد الأمريكي واستقلال قرار حكومة كردستان عن الحكومة المركزية فهو اما متخاذل او خائن لأنه يهيئ الاسباب والظروف التي تؤدي الى انتهاك سيادة العراق واستقلاله وضرب استقراره وأمنه


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/20



كتابة تعليق لموضوع : الوطنية أم التخاذل والخيانة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net