كلمات لها علاقة بأستشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام في القرآن الكريم (المظلومة) (ح 4)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

روي عن الاِمام أمير المؤمين عليه السلام أنّه قال (اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، وعند الاَذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة، وعند دعوة المظلوم، فإنّها ليس لها حجاب دون العرش). قال الامام محمد الباقر عليه السلام (ما ياخذ المظلوم من دين الظالم اكثر مما ياخذ الظالم من دنيا المظلوم). قال رسول الله عليه الصلاة والسلام عن لعن قاتل وضارب المظلوم ومن يدافع عنه (لا تقفن عند رجل يقتل مظلوماً، فان اللعنة تنزل على من حضر ولم يدفع عنه). وروي عنه، انه قال (ولا تقفن عند رجل يضرب مظلوماً، فإن اللعنة تنزل على من حضر ولم يدفع عنه). من قول الإمام الصادق عليه السلام: (ما من مؤمن يعين مؤمناً مظلوماً إلّا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر علىٰ نصرته إلّا ونصره الله في الدّنيا والآخرة، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر علىٰ نصرته إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة). عن سيّد العابدين عليه السلام: (ترك إغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: (ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ). قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام (يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم)
وكانت الحوراء زينب عليها السلام تستلهم ايات القرآن الكريم في خطبها كما قالت لاهل الكوفة عند قدومها مع السبايا من كربلاء الى الشام: فالإمهال ليس دليلاً على الإهمال، قال تعالى "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ" (ابراهيم 42-43). استشهدت السيدة زينب عليها السلام بالاية المباركة ال عمران 178 امام يزيد عند وصول السبايا دمشق (أظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض وآفاق السماء فاصبحنا نساق كما تساق الاماء ان بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة، وان ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والامور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا مهلا مهلا أنسيت قول الله تعالى: "وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (ال عمران 178).
جاء في كتاب مقامات فاطمة الزهراء عليها السلام في الكتاب والسنة للشيخ محمد سند: قال تعالى "ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتين" (التحريم 12). عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها مثلاً ضرب الله لفاطمة عليها السلام وقال: انّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريتها على النار). وقبل ذلك، لابد من التنبيه إلى قاعدة في باب المعارف أشارت إليها روايات أهل البيت عليهم السلام وهي أن ما ذكر في القرآن الكريم من الأنبياء والرسل والأوصياء والحجج وما لهم من مقامات ومناصب وشؤون إلهية ان من غاياته المهمة كونه مثلاً ضربه الله تعالى لمقامات وشؤون النبيّ وأهل بيته عليهم السلام، وهذه القاعدة باب ينفتح منه أبواب عديدة. فالمماثلة بين حالتي فاطمة عليها السلام وبين مريم عليها السلام تتم من وجوه قرآنية - قرآنية أي ستكون المقارنة بينهما على أساس استقراء قرآني للآيات الواردة في مقامات مريم عليها السلام وبين الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في مقامات فاطمة عليها السلام لنجد مدى الترابط الوثيق ووضوح المشتركات التي تؤهّل الباحث من متابعة أوجه التشابه بين المقامين. مقامات السيدة مريم عليها السلام: إذا كانت مريم عليها السلام قد فضّلها الله بكمالات تقارب كمالات الأنبياء والرسل وهي سيدة نساء عالمها فكيف بسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين فاطمة بنت محمد صلوات الله عليها. عن المفضل بن عمر قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام أخبرني عن قول رسول الله في فاطمة: أنها سيدة نساء العالمين، أهي سيدة نساء عالمها ؟ فقال: تلك مريم كانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين). والمراد من قوله تعالى "انّ اللّه اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين" (ال عمران 42) ليس مطلق العالمين إلى يوم القيامة، بل هو عالم زمانها بقرينة نظير قوله تعالى في بني إسرائيل "اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنّي فضلتكم على العالمين" (البقرة 7) (البقرة 122) وقوله تعالى على لسان موسى خطاباً لبني إسرائيل "قال أغير اللّه أبغيكم إلهاً وهو فضلّكم على العالمين" (الاعراف 140) وكذا قوله تعالى "ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين" (الجاثية 16) وقوله تعالى "ولقد اخترناهم على علم على العالمين" (الدخان 32) فانّه ليس المراد تفضيلهم على كل الأمم وانّما المراد بها تفضيلهم على عالمين زمانهم لقوله تعالى "كنتم خير أمّة أخرجت للناس" (ال عمران 110) وقوله تعالى "وكذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً" (البقرة 143) مما يعني أنّ هذه الأمة هي أفضل من بني إسرائيل مما يعني أنّ هذه الأمة وإن أريد منها بعض الأمة الاسلامية، مضافاً إلى ما سيأتي من دلالة الآيات من أفضلية مقامات الزهراء عليها السلام على مريم عليها السلام.
جاء في موقع الدفاع عن فاطمة الزهراء اعظم مظلومة في التاريخ: ماذا؟ لانها البنت الوحيدة لخاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم، لانها ام الائمة المعصومون عليهم السلام، هي حلقة الوصل بين النبوة والإمامة، لانها قال الله عزوجل فيها (لولا فاطمة، لما خلقتكما) أي الرسول وامير المؤمنين. لانها ليست امرأة عادية كسائر النساء وهناك الآف الاحاديث من السنة النبوية الشريفة التي تدل بصورة مباشرة على هذا المعنى والذي لايريد ان يرى هذه الحقيقة فاليذهب الى جهنم وبئس المصير. ومع كل هذه الخصائص والفضائل، ما الذي جرى عليها بعد وفاة ابيها خاتم الانبياء رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم يا ترى؟ فهذا التاريخ يشهد على مظلوميتها بعد وفاة ابيها وها قد جمعت المصادر في مظلوميتها ومع ذلك هناك المزيدمن المصادر الذي لم انقلها بعد. هي حرمت من البكاء على ابيها، واي بنت في التاريخ منعت من البكاء على والدها؟ هي اخذت منها فدك وهي نحيلة ابيها لها دع الارث والميراث، فدك كانت في يدها. هي سلبوا حق بعلها الشرعي في الحكم، ومع ذلك لم يكتفوا بذلك بل جاءوا بحطب على باب دارها واعجبا. هي عُصرت وراء الباب الى ان اسقطت جنينها، ودخل مسمار الباب في صدرها وكُسر ضلعها، هي ضُربت في دارها وفي سكك مدينة والدها وفي اوقات شتى امام عيني ولدها الحسن عليهما السلام. هي دفنت في الليل وما حضر دفنها الا القليل لا يتعدى عددهم اصابع اليد وهي ابنة اعظم شخصية في الكون. هي شككت اناس يدعون الانتساب اليها -وهي بريئة منهم كل البرائة- في مظلوميتها وقالوا عنها هي لم تكن مظلومة. كل هذا واكثر من هذا الحقائق المؤلمة التي قد حذفها التاريخ الأموي البغيض الذي اوضحه يزيد بن معاوية اكثر حينما قال منشدا: لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل. ففاطمة الزهراء تلك الصديقة الشهيدة اعظم مظلومة في التاريخ لانها اعظم شخصية بعد الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم باستثناء بعلها امير المؤمنين عليه السلام وعندما يقع العظيم في مصيبة فمصيبته وقضيته تكون اعظم وافجع من غيره.
جاء في كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: نعم قد أمر القرآن بالعدل، وسلك في تعاليمه مسلك الاستقامة، فنهى عن الشح في عدة مواضع، وعرف الناس مفاسده وعواقبه. وإلى جانب هذا لم يجعل المظلوم مغلول اليد أمام ظالمه، بل أباح له أن ينتقم من الظالم بمثل ما اعتدى عليه، حسما لمادة الفساد، وتحقيقا لشريعة العدل: "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ" (البقرة 194). يقول المفكر الإسلامي الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره:. (وأنَّ الظلم مهما تجبَّر وامتدَّ في أرجاء العالم وسيطر على مقدراته، فهو حالة غير طبيعية ولا بد أنْ ينهزم. وتلك الهزيمة الكبرى المحتومة للظلم وهو في قمةِ مجده، تضع الأمل كبيراً أمامَ كل فردٍ مظلومٍ، وكل أمةٍ مظلومةٍ في القدرة على تغيير الميزان وإعادة البناء). جاء في محاضرة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره عن الموعظة: يقول سبحانه وتعالى "وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (البقرة 57) ولكنه بحسب درجة من درجات الإدراك عند العقل العملي إننا ظلمناه لماذا؟ لأننا لم نشكر نعمته لم نوقر عظمته لم نعط له هيبته وحقه، إذن فهو المظلوم (اللهم أنت المظلوم وأنا الظالم).
يقول الشيخ جلال الدين الصغير متحدثا عن الشفاعة فيقول: وفي عقيدتنا فإن مظهر الشفاعة الكاملة تمثل برسول الله وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ونظراً لموقف تيار الانحراف السلبي من عصمة ومقام وظلامة الصديقة الطاهرة والمظلومة الكبرى فاطمة الزهراء عليه السلام وددت أن أنقل هذه الرواية التي وردت في الأثر الشريف عن الإمام الباقر عليه السلام فيما نقله عن قول جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة عليها السلام على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنين، خطامها من لؤلؤ رطب قوائمها من الزمرد الأخضر، ذنبها من المسك الأذفر، عيناها ياقوتتان حمراوان، عليها قبة من نور يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، داخلها عفو الله، وخارجها رحمة الله، وعلى رأسها تاج من نور، للتاج سبعون ركناً، كل ركن مرصع بالدر والياقوت يضيء كالكوكب الدري في أفق السماء، وعن يمينها سبعون ألف ملك وعن شمالها سبعون ألف ملك وجبرائيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد. فلا يبقى يومئذ نبي مرسل، ولا رسول ولا صديق ولا شهيد إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة. فتسير حتى تحاذي عرش ربها جلّ جلاله وتروح بنفسها عن ناقتها وتقول: إلهي وسيدي أحكم بيني وبين من ظلمني. اللهم احكم بيني وبين من قتل ولدي. فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله: يا حبيبتي وابنة حبيبي سليني تعطي، واشفعي تشفعي وعزتي وجلالي لا أجازي ظلم ظالم، فتقول: إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ومحبي ومحب ذريتي، فإذا النداء من قبل الله جلًّ جلاله: أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبّو ذريتها؟ فيقومون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدمهم فاطمة حتّى تدخلهم الجنة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat