صفحة الكاتب : محمد  عبد الجبار الشبوط

احزاب اقليات
محمد عبد الجبار الشبوط

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات ان الاحزاب العراقية الفائزة بمقاعد في هذه المجالس انما هي في الواقع احزاب اقليات، بمعنى انه لا يوجد حزب يمكنه الادعاء بانه يمثل الشعب او يمثل الجماهير العريضة او يمثل شريحة كبيرة من الناخبين. كل حزب فائز انما استطاع ان يستحوذ على عدد قليل من اصوات الناخبين بالنسبة الى العدد الكلي للمصوتين، وبالتالي ينال عددا صغيرا من مجالس المحافظات نسبة الى المجموع الكلي لمقاعد المجالس. ليس لدينا حزب كبير، او حتى حزب متوسط الحجم، انما هي احزاب صغيرة، او احزاب صغيرة جدا، او احزاب مجهرية لا ترى بالعين المجردة، او احزاب موسمية، حسب عناوين وتقسيمات اقترحتها في مقالات سابقة.

وهذه ظاهرة مضطردة منذ ان بدأت الانتخابات في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري حتى اليوم، وفحوى الظاهرة ودلالتها ان المجتمع العراقي وشريحته السياسية لم يستطع ان يلد حزبا كبيرا يستطيع الادعاء عن حق وصدق بانه يمثل الاغلبية من الناخبين. ولهذه الظاهرة غير الصحية اسباب كثيرة منها على وجه الخصوص عدم قدرة الفاعلين السياسيين احزابا وافرادا على  التجمع و العمل معا ضمن حزب كبير. فمازال الانتماء الطائفي او المناطقي او القومي او التنافس على الزعامة او تضارب المصالح الضيقة يمزق الجسم السياسي للمجتمع العراقي، وكنت وما زلت آمل ان يدرس علماء الاجتماع والسياسة هذه الظاهرة السلبية ويشخصوا اسبابها بطريقة علمية ومحاولة رسم حلول ناجعة لمعالجتها. كما كنت  وما زلت آمل ان يتجاوز الفاعلون السياسيون اسباب الفرقة والخصام ويتوصلوا الى بناء عدد قليل من الاحزاب الكبيرة، الوطنية، العابرة لاسباب التشتت والتنافس والخصام.

هناك مستويان للانقسام في الجسم السياسي العراقي، وهما:

الانقسام الاول: الانقسام الطائفي والعرقي والديني، حيث ان الكيانات المتنافس مغلقة طائفيا وعرقيا و دينيا على ابناء جلدتها.

الانقسام الثاني: الانقسام الحزبي حيث ينقسم ابناء المكون الواحد على انفسهم الى احزاب وزعامات متنافسة فيما بينها ولا يجمعها وحدة الانتماء الطائفي او القومي او الديني.

والنتيجة ان كل الاحزاب العراقية هي احزاب محلية، بمعنى انها منحصرة في تجمع واحد community وليست احزاب وطنية بمعنى انفتاحها على كل المواطنين بغض النظر عن الطائفة او القومية او الدين. لكن الاحزاب لا تعلن عن ذلك، يعني "تغلّس" عن هذه الحقيقة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد عبد الجبار الشبوط
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/12/30



كتابة تعليق لموضوع : احزاب اقليات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net