صفحة الكاتب : د . عبد الحسين العطواني

الاعلام الجديد وتفاعلاته
د . عبد الحسين العطواني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عرفت المجتمعات الانسانية الاعلام ومارسته منذ ان كانت تعيش في قبائل بدائية تسكن الكهوف ، فليس الاعلام وليد الساعة ، فهو عملية قديمة قدم الانسان نفسه ، وعندما اخترع الانسان الكتابة منذ الاف السنين كانت بمثابة نقطة تحول في تاريخ البشرية ، وكان ماقبل ذلك يعرف ( بقبل التاريخ) وعرف العرب الاعلام قبل القرن العاشر الميلادي ، وحتى عصور ماقبل الاسلام ، وكانت وسائلهم في ذلك الخطابة والشعر اللذين كانا ينتقلان مشافهة ، وفي القرن العاشر بدأ الرومان ينشرون الصحف الحائطية التي اخذت بالتطور حتى اختراع الطباعة بواسطة العالم الالماني ( جوتنبرج 1338 – 1468 ) م ، حيث كان المجتمع في تلك الفترة متهيئا ومستعدا لتطوير ذلك الاسلوب الجديد في الكتابة وتدوير الافكار ، وفي القرن السابع عشر الميلادي اصبحت المجتمعات مستعدة تماما لتقبل وسائل الاعلام الجماهيري .
وفي بدايات القرن التاسع عشر ظهرت الصحف وايضا وسائل الاعلام الكهربية ، مثل التلغراف والتليفون ، فقد اخترع التلغراف عام 1832 ، ومن ثم بدأ عصر اللاسلكي بأكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية عام 1873 ، اما عصر وسائل الاعلام فقد بدأ في مستهل القرن العشرين ، بظهور وانتشار الفيلم والراديو والتلفزيون بين عددد كبير من الناس , وكانت وسائل الاعلام هذه هي التي بدأت مرحلة الانتقال الكبير التي نعيشها الان ، فقد نشأ الاعلام الالكتروني اثر مراحل تطور الشبكة المعلوماتية العالمية الانترنت وتزايد استخدامها ، وظهرت ملامحه الاولى منذ ظهور الانترنت عام 1969 في الولايات المتحدة الامريكية ، ثم تطورت لتصبح شبكة المعلومات العالمية المسماة بالانترنت والتي بدأت تقدم للناس عمليا في سنة 1985 وكان عدد المشتركين يتزايد بشكل كبير حتى اصبحت اكبر شبكة في تاريخ البشرية ، وبدأمفهوم الاعلام الالكتروني بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بظهور التطبيقات والمدونات الالكترونية التي فتحت افاقا جديدة للجمهور بأعتبارها وسائل اعلامية جديدة سريعة الانتشار وقليلة التكلفة .
لقد اصبحنا اليوم نعيش عصر الصحافة الالكترونية ، هذه الصحافة التي فرضت وجودها في الواقع الافتراضي بدورها في رصد الاحداث وصناعة الخبر ، وهذا جنبا الى جنب مع الصحافىة التقليدية ، ولتجاوز القيود الجغرافية التي تعاني منها نظريتها الورقية ، والصحافة الالكترونية تحرز يوما بعد يوم تطورا مذهلا في مواقعها وخدماتها ، وهذا بفضل استخدامها للوسائط المتعددة التي جعلت منها صحافة ألكترونية تفاعلية ، فالتفاعلات الاجتماعية في مواقع التواصل الاجتماعي هي اطار مترابط العناصر مع الاغراض والاهداف والحاجات المشتركة بين الاعضاء ، وايضا اللوائح والقواعد والسياسات المتبعة والانماط التي تفرز من خلال هذه التفاعلات بما يدعم الثقافة المشكلة ، سواء اكانت اصولها لدى المشاركين او افرازاتها من جراء التفاعلات الجديدة في هذه البيئة العلائقية التي تكونت في المجتمع الافتراضي.
فالتطور المذهل في وسائل الاتصال والاعلام في العصر الحالي ، ادى الى ظهور نوع جديد من الاعلام التفاعلي ، وحطم القيود الاعلامية ، فلم تعد الرسائل الاعلامية حكرا على المؤسسات الحكومية ، ولم يعد الفرد مجرد مستقبل لها كما كان في الماضي ، بل اصبح دون تكلفة او جهد كبير صانعا ومرسلا لها هو الاخر ، وجزءا من شبكات تفاعلية ضخمة وميسرة الاستخدام ، فالاعلام الجديد منافس خطير ، سهل ، رخيص ، سريع ، لانغفل دوره الانساني بتقديم عدد من الخدمات للمجتمع ، هدفها التبصير والتنوير والاقناع ، لتحقيق التكيف والتفاهم المشترك بين الافراد مشتركا مع التعليم في معناه العام ، فضلا عن الوظائف العامة اتي تؤديها وسائل الاعلام : كنشر الاخبار ، و التنشئة الاجتماعية ، والترفيه ، وتباتدل الرأي والنقاش ، والتعليم والتثقيف ، ولكن لابد من الاشارة الى ان الحرية التي تميز بها الاعلام الجديد بمختلف اشكاله وادواته في اوساط المستخدمين وصلت حد الادمان احيانا ، حيث يقضي الكثير من المستخدمين ساعات طوالا على الشبكات الاجتماعية دون فائدة تذكر ، او هدف محدد .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الحسين العطواني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/12/27



كتابة تعليق لموضوع : الاعلام الجديد وتفاعلاته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net