كلمات لها علاقة بولادة مريم عليها السلام في القرآن الكريم (ربوة)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن ربوة "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" ﴿المؤمنون 50﴾ ربوة اسم، رَبْوَةٍ: المكان المرتفع من الأرض، إلى رَبوة: إلى مكان مرتفع من البلاد، وَمَعِينٍ: وَ حرف عطف، مَعِينٍ اسم. المعين: الماء الجاري الظاهر المنكشف. وَمَعِينٍ: نبع الماء الجاري وهو النهر. ذات قرار اي يستقر فيه ويعمر. وجعلنا عيسى بن مريم وأمه علامة دالة على قدرتنا؛ إذ خلقناه من غير أب، وجعلنا لهما مأوى في مكان مرتفع من الأرض، مستوٍ للاستقرار عليه، فيه خصوبة وماء جار ظاهر للعيون. قوله عز وجل "وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" ﴿البقرة 265﴾ بِرَبْوَةٍ: بِ حرف جر، رَبْوَةٍ اسم، بِرَبْوَةٍ: المرتفع من الأرض، جنّة بربوة: بستان بمرتفع من الأرض، ومثل الذين ينفقون أموالهم طلبًا لرضا الله واعتقادًا راسخًا بصدق وعده، كمثل بستان عظيم بأرض عالية طيبة هطلت عليه أمطار غزيرة، فتضاعفت ثمراته، وإن لم تسقط عليه الأمطار الغزيرة فيكفيه رذاذ المطر ليعطي الثمرة المضاعفة، وكذلك نفقات المخلصين تُقبل عند الله وتُضاعف، قلَّت أم كثُرت، فالله المُطَّلِع على السرائر، البصير بالظواهر والبواطن، يثيب كلا بحسب إخلاصه.
وفي تفسير"وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" (المؤمنون 50) ان مريم وابنها اية واحدة وليست ايتين لانهما قضية واحدة وهي ان الانقاذ يحصل عند الصبر وتحمل الشدائد والاخلاص كاملا الى الله وحده. تذكر القصص القرآنية اخبار عن هجرة الانبياء منها مريم وابنها عيسى عليهما السلام. ومن كرامات مريم عند ولادة عيسى عليهما السلام ان الله سبحانه جعل الاشياء متوفرة لها في مكان او ربوة ذات قرار أي آمن"وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" (المؤمنون 50). وقد ورد ابن مريم 23 مرة في القرآن تأكيدا ان عيسى عليه السلام ولد بدون اب. وهذه ايات ربانية ان جعل الاشياء متوفرة لها في مكان او ربوة ذات قرار أي آمن"وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" (المؤمنون 50). الروايات تقول ان الشرق هو العراق والربوة هي الكوفة او كربلاء او براثا ببغداد والتي كانت تسمى الزوراء. ومن الروايات ان السيدة مريم عليها السلام ولدت في المكان الذي قتل فيه الحسين عليه السلام في كربلاء حيث عثرت على صخرة اي الربوة يعرف بمقام جذع النخلة في تنقيبات قبل قرنين يعتقد أنها مكان ولادة مريم عليها السلام ورجعت ليلتها الى فلسطين وهي من المعاجز المشابهة لانبياء وصالحين مثل ما حصل في الاسراء والمعراج وفي قصة ملكة سبأ وحتى قدوم ابراهيم عليه السلام ورجوعه من مكة. ومن الروايات هنالك اسم بيت لحم قديم قرب النجف الاشرف او الكوفة وكانت أسماء مشابهة في العراق وفلسطين مثل القدس في فلسطين وقادس في العراق قادس ومنها جاءت القادسية.
عن كتاب تفسير التبيان للشيخ الطوسي: قوله تعالى "وَ جَعَلنَا ابنَ مَريَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً وَ آوَيناهُما إِلي رَبوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ" (المؤمنون 50) يقال: آوي اليه يأوي، و آواه غيره يؤويه إيواء أي جعله مأوي له. (و الربوة) المكان المرتفع علي ما حوله. و الربوة الّتي أويا اليها في الرملة في قول أبي هريرة و قال سعيد بن المسيب: هي دمشق، و قال إبن زيد: هي مصر. و قال قتادة هي بيت المقدس. و قال ابو عبيدة: يقال: فلان في ربوة من قومه أي في عز و شرف، و عدد. و قوله "ذات قرار" أي تلك الربوة لها ساحة و سعة أسفل منها. و (ذات معين) أي ماء جار، ظاهر بينهم. و قيل: معني "ذات قرار" ذات استواء يستقر عليه. وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز وجل "وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً وَ آوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ" (المؤمنون 50) استعملت (الآية) عبارة (ابن مريم) بدلا من ذكر اسم عيسى عليه السّلام، لجلب الانتباه إلى حقيقة ولادته من أمّ دون أب بأمر من اللّه، و هذه الولادة هي بذاتها من آيات اللّه الكبيرة. و حمل مريم عليهما السّلام من غير أن يمسّها بشر، و انجابها عيسى عليه السّلام وجهان لحقيقة واحدة تشهد بعظمة اللّه سبحانه المبدعة و قدرته. ثمّ أشارت الآية إلى الأنعم الكبيرة التي أسبغها اللّه على هذه الامّ الزكيّة و ابنها فتقول: "وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ" (المؤمنون 50). (الربوة) مشتقّة من (الربا) بمعنى الزيادة و النمو.
عن التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي: قوله سبحانه "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ" (المؤمنون 50) بيان لجانب مما أنعم به سبحانه- على عيسى وأمه. والربوة: المكان المرتفع من الأرض. وأصلها من قولهم: ربا الشيء يربو، إذا ازداد وارتفع، ومنه الربا لأنه زيادة أخذت على أصل المال. ومعين اسم مفعول من عانه إذا أدركه وأبصره بعينه، فالميم زائدة، وأصله معيون كمبيوع ثم دخله الإعلال. والكلام على حذف مضاف. أى: وماء معين. أى: ومن مظاهر رعايتنا وإحساننا إلى عيسى وأمه أننا آويناهما وأسكناهما، وأنزلناهما في جهة مرتفعة من الأرض، وهذه الجهة ذات قرار، أى: ذات استقرار لاستوائها وصلاحيتها للسكن لما فيها من الزروع والثمار، وهي في الوقت ذاته ينساب الماء الظاهر للعيون في ربوعها. قالوا: والمراد بهذه الربوة: بيت المقدس بفلسطين، أو دمشق، أو مصر. والمقصود من الآية الكريمة: الإشارة إلى إيواء الله تعالى لهما، في مكان طيب، ينضر فيه الزرع، وتطيب فيه الثمار، ويسيل فيه الماء ويجدان خلال عيشهما به الأمان والراحة.
جاء عن مركز الأبحاث العقائدية عن حقيقة المسيح في الاسلام للكاتب علي الشيخ: أن القرآن الكريم لم يذكر شيئاً عن طفولة المسيح عليه السلام وشبابه، بل وحتّى الروايات سكتت عن هذه الفترة من حياة المسيح عليه السلام الاّ يسيراً، ويظهر فى بعض الاخبار أن مريم عليها السلام حملت المسيح عليه السلام ومعها يوسف النجار على حمار حتّى وردا أرض مصر، فهي الربوة التي قال الله: "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَة ذَاتِ قَرَار وَمَعِين" (المؤمنون 50). وقد اختلف المفسرون في المراد بهذه الربوة التي ذكر الله في صفتها أنها ذات قرار ومعين، وهذه صفة غريبة الشكل، وهي أنها ربوة، وهو المكان المرتفع من الأرض الذي أعلاه مستو يقر عليه، وارتفاعه متسع، ومع علوه فيه عيون الماء المعين، وهو الجاري السارح على وجه الأرض، فقيل المراد المكان الذي ولدت فيه المسيح وهو نخلة بيت المقدّس، وقيل أنها أنهار دمشق، وقيل ذلك في مصر كما زعم البعض من أهل الكتاب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat