صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

مشتقات الصمود في القرآن الكريم (الصمد)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن مشتقات الصمود "اللَّهُ الصَّمَدُ" ﴿الإخلاص 2﴾ الصَّمَدُ: ال اداة تعريف، صَّمَدُ اسم. الله الصّمد﴿٢ الإخلاص﴾ هو وَحْدَه المقصود في الحَوائج. الصمد: السند الدائم الذي يُصمد إليه في الأمور، أي يُقصد، و الصمد عند العرب: شريف القوم أو السيد المطاع أو السيد المقصود الذي لا يُقضى دونه أمر. الله وحده المقصود في قضاء الحوائج والرغائب. وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: "الله الصمد" (الاخلاص 2) مبتدأ وخبر أي المقصود في الحوائج على الدوام. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (صمد) "الصمد" (الاخلاص 2) السيد الذي لا جوف فيه، و "الصمد" (الاخلاص 2) الدائم الباقي، وقيل: الذي ينتهي إليه السؤود يقال: صمده يصمده صمدا: قصده.
جاء في معاني القرآن الكريم: صمد الصمد: السيد: الذي يصمد إليه في الأمر، وصمده: قصد معتمدا عليه قصده، وقيل: الصمد الذي ليس بأجوف، والذي ليس بأجوف شيئان: أحدهما لكونه أدون من الإنسان كالجمادات، والثاني أعلى منه، وهو الباري والملائكة، والقصد بقوله: "الله الصمد" (الاخلاص 2)، تنبيها أنه بخلاف من أثبتوا له الإليهة، وإلى نحو هذا أشار بقوله: "وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام" (المائدة 75) (وموضع الإشارة أن في هذه الآية كناية، لأن من يأكل الطعام لا بد له من قضاء الحاجة، ومن كان كذلك لا يكون إلها).
جاء في المعاجم: صُمُود: (اسم) صُمُود : مصدر صَمَدَ، صَمَدَ: (فعل)، صمَدَ / صمَدَ على / صمَدَ في يَصمُد ، صَمْدًا وصُمُودًا ، فهو صامِد ، والمفعول مصمود عليه، صَمَدَهُ بِالْعَصَا : ضَرَبَهُ، صَمَدَ لِلْعَذَابِ : ثَبَتَ وَاسْتَمَرَّ مُتَحَمِّلاً، صَمَدَتِ الشَّمْسُ وَجْهَهُ : لَوَّحَتْهُ حَرَارَتُهَا، صَمَدَ الْقِنِّينَةَ : سَدَّهَا بِالصِّمادِ، بِالسِّدادِ، صَمَدَ صَمَدَ صَمْداً، وصُمُوداً: ثَبَتَ واستمرَّ، صَمَدَ الشيءَ، وله، وإليه صَمْداً: قَصَدَهُ، صَمَدَ القارُورةَ ونحوها: سَدَّها بالسِّداد، صمَد في مواجهة النَّوازل: صبَر وتحمَّل، صمَد في وجه الظُّلم: وقف. أصماد: (اسم) أصماد : جمع صَمد. صَمَد: (اسم). الصَّمَدُ : المقصودُ لقضاءِ الحاجاتِ. شيءٌ صَمَدٌ: مُصْمَتٌ لا جَوْفَ له. الصَّمَد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: السَّيِّد المُطاع الذي كمُل في أنواع الشّرف والسُّؤدد، المقصود إليه في الحوائج فلا يُقضى دونه أمرٌ، الدّائم الباقي بعد فناء خلقه. رَجُلٌ صَمَدٌ : الْمُتَجَلِّدُ فِي الْحَرْبِ، الْمُقَاوِمُ الَّذِي لاَ يَعْطَشُ وَلاَ يَجُوعُ أَثْنَاءهَا. تَصامَد: (فعل) تَصَامَدَا : تغالبا في الصُّمُودِ والثبات
روي عن الإمام الجواد عليه السلام عندما سُئل: ما الصمد؟.. فقال: (السيد المصمود إليه في القليل والكثير) عن الكافي، ج1، ص123. رُوي عن الإمام الحسين عليه السلام حيث قال: (الصمد الذي لا جوف له) عن التوحيد، للشيخ الصدوق: ص90.
عن كتاب تفسير التبيان للشيخ الطوسي: قوله تعالى "اللّه‌ُ الصَّمَدُ" (الاخلاص 2) معناه‌ ‌ألذي‌ تحق‌ ‌له‌ العبادة ‌هو‌ الموصوف‌ بأنه‌ (الصمد) و ‌قيل‌: ‌في‌ معناه‌ قولان‌: أحدهما‌-‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و شقيق‌ و ابو وائل‌: إنه‌ السيد المعظم‌، ‌کما‌ ‌قال‌ الاسدي‌: الابكر الناعي‌ بخيري‌ بني‌ أسد * بعمرو ‌بن‌ مسعود و بالسيد الصمد. و ‌قال‌ الزبرقان‌: و ‌لا‌ رهينة ‌إلا‌ السيد الصمد، الثاني‌‌ ‌ان‌ معناه‌ ‌ألذي‌ يصمد اليه‌ ‌في‌ الحوائج‌ ليس‌ فوقه‌ أحد، يقال‌: صمدت‌ اليه‌ أصمد ‌إذا‌ قصدت‌ اليه‌ ‌إلا‌ ‌أن‌ ‌في‌ الصفة معني‌ التعظيم‌ كيف‌ تصرفت‌ الحال‌. ومن‌ ‌قال‌: الصمد بمعني‌ المصمت‌، فقد جهل‌ اللّه‌، لأن‌ المصمت‌ ‌هو‌ المتضاغط الاجزاء و ‌هو‌ ‌ألذي‌ ‌لا‌ جوف‌ ‌له‌ و ‌هذا‌ تشبيه‌ و كفر باللّه‌ ‌تعالي‌.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: "اللَّهُ الصَّمَدُ" (الاخلاص 2) و هو وصف آخر لذاته المقدّسة. و ذكر المفسّرون و اللغويون معاني كثيرة لكلمة (صمد). الراغب في المفردات يقول: الصمد، هو السيد الذي يصمد إليه في الأمر، أي يقصد إليه. و قيل: الصمد الذي ليس بأجوف. و في معجم مقاييس اللغة، الصمد له أصلان: أحدهما القصد، و الآخر: الصلابة في الشي‌ء. و اللّه جلّ ثناؤه الصمد؛ لأنّه يصمد إليه عباده بالدعاء و الطلب‌. و قد يكون هذان الأصلان اللغويان هما أساس ما ذكر من معاني لصمد مثل: الكبير الذي هو في منتهى العظمة، و من يقصد إليه النّاس بحوائجهم، و من لا يوجد أسمى منه، و من هو باق بعد فناء الخلق. و عن الإمام الحسين بن علي عليه السّلام‌ أنّه ذكر لكلمة (صمد) خمسة معان هي: الصمد: الذي لا جوف له. الصمد: الذي قد انتهى سؤدده (أي في غاية السؤدد) الصمد: الذي لا يأكل و لا يشرب. الصمد: الذي لا ينام. الصمد: الذي لم يزل و لا يزال. و عن محمّد بن الحنفية رضي الله عنه قال: الصمد القائم بنفسه الغني عن غيره. و قال غيره: الصمد، المتعالي عن الكون و الفساد. و
عن الإمام علي بن الحسين عليه السّلام قال: (الصمد الذي لا شريك له، و لا يؤوده حفظ شي‌ء، و لا يعزب عنه شي‌ء. (أي لا يثقل عليه حفظ شي‌ء و لا يخفى عنه شي‌ء). و ذهب بعضهم إلى أنّ "الصمد" هو الذي يقول للشي‌ء كن فيكون. و في الرّواية أنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي عليه السّلام يسألونه عن الصمد. فكتب إليهم: (بسم اللّه الرحمن الرحيم، أمّا بعد فلا تخوضوا في القرآن، و لا تجادلوا فيه، و لا تتكلّموا فيه بغير علم. فقد سمعت جدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النّار، و أنّه سبحانه قد فسّر الصمد فقال: اللّه أحد، اللّه الصمد، ثمّ فسّره فقال: لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد). عن ابن الحنفية قال: قال علي عليه السّلام تأويل الصمد: (لا اسم و لا جسم، و لا مثل و لا شبه، و لا صورة و لا تمثال، و لا حدّ و لا حدود، و لا موضع و لا مكان، و لا كيف و لا أين، و لا هنا و لا ثمّة، و لا ملأ و لا خلأ، و لا قيام و لا قعود، و لا سكون و لا حركة، و لا ظلماني و لا نوراني، و لا روحاني و لا نفساني، و لا يخلو منه موضع و لا يسعه موضع، و لا على لون، و لا على خطر قلب، و لا على شمّ رائحة، منفي عنه‌. و هذه الرّواية توضح أنّ "الصمد" له مفهوم واسع ينفي كلّ صفات المخلوقين عن ساحته المقدّسة، لأنّ الأسماء المشخصة و المحدودة و كذلك الجسمية و اللون و الرائحة و المكان و السكون و الحركة و الكيفية و الحد و الحدود و أمثالها كلها من صفات الممكنات و المخلوقات، بل من أوصاف عالم المادة، و اللّه سبحانه منزّه منها جميعا. في العلوم الحديثة اتضح أنّ كلّ مادة في العالم تتكون من ذرات. و كلّ ذرة تتكون من نواة تدور حولها الإلكترونات. و بين النواة و الإلكترونات مسافة كبيرة نسبيا. و لو أزيلت هذه الفواصل لصغر حجم الأجسام إلى حدّ كبير مدهش. و لو أزيلت الفواصل الذرية في مواد جسم الإنسان مثلا، و كثفت هذه المواد، لصغر جسم الإنسان إلى درجة عدم إمكان رؤيته بالعين المجرّدة، مع احتفاظه بالوزن الأصلي. و بعضهم استفاد من هذه الحقائق العلمية ليستنتج أنّ الآية تنفي عن اللّه كلّ ألوان الجسمانية، لأنّ واحدا من معاني "الصمد" هو الذي لا جوف له، و لما كانت كل الأجسام تتكون من ذرات، و الذرات جوفاء، فالصمد نفي الجسمية عن ربّ العالمين. و بذلك تكون الآية من المعاجز العلمية في القرآن. و لكن، يجب أن لا ننسى المعنى الأصلي لكلمة (صمد) و هو السيد الذي يقصده النّاس بحوائجهم، و هو كامل و مملوء من كلّ الجهات، و بقية المعاني و التفاسير الاخرى المذكورة للكلمة قد تعدو إلى نفس هذا المعنى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/12/24



كتابة تعليق لموضوع : مشتقات الصمود في القرآن الكريم (الصمد)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net