من محافظة أمير المؤمنين عليه السلام : جامعة الفرات الأوسط التقنية تتألق بتخريج سفرائها التقنيين
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الاحتفال سنويا بتخرج الطلبة تقليد تتبعه كل الجامعات ولا تقتصر  أهدافه على التعريف بعدد الخريجين من حيث العدد والمستويات والاختصاصات ، وإنما تمتزج به أهداف عديدة أبرزها طمأنة المجتمع بحفاظ الجامعة على الاضطلاع بمسؤوليتها الاجتماعية  Social Responsibility   والتعريف بما حصل في الجامعة من تنمية وتطوير وتحديث ، فالجامعات حلقة متقدمة في المجتمعات ويجب إن تثبت كفاءتها وجدارتها في الريادة ورفع مستويات الجودة والتوازن الايجابي بين الكم والنوع ، وحفلات التخرج المخصصة لاحتفال الطلبة بثمرة جهودهم في الحصول على الشهادة تشارك وتحضر فيها جهات متعددة ، وابرز تلك الجهات مكونات الجامعة من رئاستها والعمداء والأقسام وكل العاملين باعتبارهم من أسهموا في بلوغ غايات الطلبة ، كما تحضرها جهات حكومية وغير حكومية من البيئة المحيطة وأسواق العمل فضلا عن عوائل المتخرجين ، والجامعات الناجحة تضع برامج احتفالية ترضي الحضور من حيث الدقة في التنظيم والتوقيت بما يحقق الفائدة والمتعة للحضور ، مع مراعاة ترك الهامش المعقول ليعبر فيه الطلبة وذويهم عن فرحتهم بالتخرج ، فهي مناسبة قد لا تتكرر ومن الطبيعي أن تحتل مكانا مميزا من الذكريات يتباهى به المتخرج أين ووقت ما يشاء ، كما تسعى الجامعات البناءة لعرض ما حققته خلال عام بما يثبت ولوجها لمجالات عالية يعبر عن علو كعبها لنيل ما تستحقه من سمعة لقاء تلك الجهود ، وفي هذا السياق احتفلت جامعة الفرات الأوسط التقنية  بتخريج طلبتها للعام الدراسي 2022 / 2023  التي وضعت لها شعار (طوفان الأقصى ) ، بما يجعلها تسجل انجازا فاعلا اجتازت من خلاله لمعظم التحديات التي واجهتها ، والمتخرجون سيبدءون رحلتهم في أسواق العمل لترجمة ما تعلموه في مجال  التعليم التقني متسلحين بالعلم وحب الوطن والثقة بالنفس  بما اكتسبوه  من جامعتهم من المهارات والمعارف والكفاءات ، ومن دواعي الفخر إن يكونوا من مخرجات جامعتهم التي شهدت تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة بشكل كبير في الجوانب كافة ، وهي تنتج خريجا كفوء بالقيم والمهارات والمعرفية إلى جانب القيم العليا والثقة بالذات  لتغذي سوق العمل بمختلف التخصصات ، ويمكن القول إن الجامعة بدفعتها الحالية لم تضيف شهادات جامعية لطلبتها فحسب  وإنما دروسا في كيفية التصدي ومجابهة الصعاب ومجارات ظروف الحياة ، وما يطمأن النفوس إن الجامعة إضافة لما حققته بجهود قيادتها و ملاكاتها  فإنها دخلت جداول تصنيفات الجامعات العالمية في مجال التعليم رغما عن كل الظروف ، 
وما أثلج صدر من حضروا حفل التخرج ( السادة : ممثل معالي وزير التعليم ، رؤوساء الجامعات ، المدراء العامون ، ممثلو القطاع الخاص وقطاعات المجتمع ، عوائل الطلبة ، الضيوف ) اطلاعهم على التطور الذي شهدته الجامعة بمختلف المجالات ، ووفقا لما أعلنه الأستاذ الدكتور مظفر صادق الزهيري رئيس الجامعة فقد بلغ عدد الخريجين لهذه الدفعة  9038 من حملة الدبلوم التقني و البكالوريوس التقني في مختلف التخصصات ( التكنولوجية الهندسية ، الإدارية والمالية والمحاسبية ، الصحية والطبية ، الزراعية ، الفنون التطبيقية ) ، فضلا عن الخريجين من حملة الشهادات العليا في الماجستير والدكتوراه التقني ، والمتخرجون يتمسكون بالهوية التقنية  التي تؤكد الجامعة التزامها بمتطلباتها التقنية التي تمثل المحور الأساس في تقدم الشعوب ودفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام في مختلف القطاعات ، و الجامعة تركز في فلسفتها على الجانب العملي الذي يشكل النسبة العظمى من المفردات الدراسية وبما يضمن إكساب الخريج للمهارات التي تلبي احتياجات سوق العمل فضلا عن انطلاق الجامعة وسعيها لتدريب الطلبة في مواقع عمل حقيقية من خلال بناء شراكات مع مختلف القطاعات عبر المجلس الاستشاري الصناعي IAB )  )الذي أطلقته الجامعة في وقت سابق ، وتمخض عنه إقامة معرضين للوظائف بمشاركة عدد كبير من شركات القطاع الخاص ضمن الرقعة الجغرافية للجامعة ، كما أطلقت منصة ( وظيفتي ) والتي أسهمت بشكل فاعل في التواصل بين خريجي الجامعة وأرباب العمل بهدف الحصول على فرصة عمل حقيقية ، و الجامعة مستمرة ومن خلال شعبة التأهيل والتوظيف ومركز التعليم المستمر في دعم الخريجين وزجهم في برامج ودورات المهارات الناعمة التي يتطلبها سوق العمل حيث شهد العام الدراسي الماضي تنفيذ العديد من البرامج التدريبية في مهارات اللغة والمقابلة والتسويق والتفاوض وفرق العمل فضلا عن دورات ريادة الأعمال في ضوء مبادرة ( ريادة ) التي أطلقها دولة رئيس الوزراء  المحترم في وقت سابق .
 وفي مجال تحديث المناهج لتواكب ما موجود في الجامعات العالمية وتلبي احتياجات السوق واعتماد نظم دراسية حديثة ، أشار السيد رئيس الجامعة إلى اعتماد ( مسار بولونيا ) للمرة الأولى  بدءا من العام الدراسي 2022- 2023 في قسم تقنيات البناء والإنشاءات بعد أن أعلن معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي عن إطلاق هذا النظام ليعتمد كمسار في الجامعات التقنية الحكومية والأهلية لتخصصات الهندسة والعلوم بدءاً من العام الدراسي 2023/ 2024 ، و حظي ملف الاستحداث باهتمام كبير من خلال ما قدم  لمجلس الجامعة من دراسات أسفرت عن استحداث (19) تسعة عشر قسما علميا في الدراسات الصباحية وتسعة أقسام في الدراسات المسائية تم فيها مراعاة حاجة السوق ومواكبة التخصصات الحديثة في الجامعات الرصينة، وفي المقابل تم تعليق القبول في عدد من التخصصات التي لم تعد تلبي متطلبات السوق ، وتبنت جامعة الفرات الأوسط التقنية خلال السنوات الأخيرة العديد من المبادرات الواعدة ذات الصلة بأهداف التنمية المستدامة ( SDG17 ) التي أعلنتها الأمم المتحدة في أجندتها لعام 2030 من خلال زيادة المساحات الخضراء بمساحة تزيد على العشرة آلاف متر مربع واعتماد الطاقات المتجددة في عدد من مرافقها الحيوية وتبني حملة اعمار واسعة تمخضت عن افتتاح العديد من المشاريع في تشكيلات الجامعة كافة وشملت قاعات دراسية ومختبرات وساحات ومرافق خدمية ونوادي طلابية ومباني إدارية و بنى تحتية بما في ذلك الطرق وخطوط الإسالة والصرف الصحي ، وستشهد الجامعة قريبا افتتاح أكبر مجمع للمختبرات البحثية على مستوى الجامعات العراقية ليشكل نقلة نوعية في تنشيط حركة البحث العلمي في الجامعة وسيكون متاحا أمام جميع الباحثين وطلبة الدراسات العليا من الجامعات الأخرى ، و في مجال البحث العلمي شهدت الجامعة إقامة العديد من المؤتمرات العلمية داخل وخارج العراق كان آخرها المؤتمر العلمي الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بنسخته الثانية والذي عقد بالشراكة مع جامعتي ( المستقبل ، تبريز) وتضمن قبول وعرض 184 بحثا ذات صلة بأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ، و أسهمت هذه المؤتمرات في تحقيق نتائج طيبة و دخول الجامعة في عدد من التصنيفات العالمية المهمة ، ولا يزال التأكيد قائما على إجراء البحوث التقنية والتطبيقية التي تسهم في إيجاد حلول لمشكلات حقيقية في مختلف القطاعات والتأكيد على رصانة البحث العلمي من خلال التركيز على النوع وليس الكم ، وخلال هذا العام  أطلقت الجامعة المستودع الرقمي لتوثيق النتاج العلمي للأساتذة والباحثين وطلبة الدراسات العليا ليكون منصة علمية نوعية متاحة أمام الجميع لمشاركة هذا النتاج ، وفيما يتعلق بالأنشطة الطلابية  احتضنت الجامعة العديد من الأنشطة والمهرجانات الجامعية على مستوى الوزارة  حيث اختتم قبل أيام المهرجان الجامعي للفنون التشكيلية لطلبة الجامعات العراقية بمشاركة ( 46 ) جامعة حكومية وأهلية سبقها احتضان الجامعة لبطولة الجامعات العراقية لتنس الطاولة ، وتم افتتاح أكبر مجمع للملاعب المفتوحة وذلك مؤشر واضح على اهتمام الجامعة بهذا المفصل الحيوي جنبا إلى جنب مع المفاصل الأخرى ذات الصلة بالعملية التعليمية والتربوية والبناء الوطني  وحركة البحث العلمي .  
وبعد كلمة السيد رئيس الجامعة استمرت فقرات احتفال التخرج باستعراض الطلبة الخريجين وتكريم الطلبة الأوائل وترديد قسم التخرج ، وقد عبر الطلبة المتخرجين عن احترامهم وتقديرهم للجهود التي بذلتها الكليات والمعاهد التقنية والأقسام التي تخرجوا منها ، ولم يغيب عن تلك الاحتفالات التعبير عن الامتنان والعرفان للهيئات التدريسية والتدريبية والإدارية والساندة ضمن تشكيلات الجامعة والتي تظهر للعيان إن روحية العمل بروح الفريق حاضرة وتسود مفاصل العمل بمختلف المجالات ، وبمشاعر الفرح التي عاشتها الجامعة اختتمت مراسيم حفل التخرج الذي شهد روعة وجمالية التنظيم والتنفيذ بما يترك انطباعات ايجابية لدى الطلبة وعوائلهم ومن حضروا الاحتفال ، مبارك للجامعة الفراتية التقنية هذه النتائج التي تريح النفوس وتطمأن لسلامة النهج والقرار ، ويقتضي واجب العرفان والوفاء الإشادة بالجهود القيادية التي تبذلها الجامعة ومن فيها ، وفي المقدمة الأستاذ الدكتور مظفر صادق الزهيري رئيس الجامعة الحاضر مع الجميع  حيث يجسد دور الإنسان القائد المسؤول في المجالات العلمية والتربوية والمهنية وفي العلاقة مع البيئة المحيطة بما يعمق العلاقة الايجابية بين الجامعة والمجتمع ، ويستحق مساعديه كل التقدير والامتنان لجهودهم المتواصلة في نمو وازدهار الجامعة ،  ومن الواجب الإشادة بجهود وحماسة عمداء الكليات والمعاهد والإدارات والتدريسيين والمنتسبين بكل المستويات والتخصصات ممن يعملون بجد وإخلاص ، ويقتضي واجب العرفان الإشادة بجهود قسم العلاقات والإعلام في الجامعة ومن صمم لوحات الاستعراض لما بذلت من جهود واضحة في روعة التصميم والتنفيذ ، ومبارك لطلبة الجامعة وخريجوها وهم يعيشون زهو الانتماء لجامعة تلازمهم بعد التخرج بما يسهل من مهامهم في ولوج أسواق العمل عند التعريف بأنفسهم والجامعة التي تخرجوا منها من ضمن تسلسل الجامعات التي دخلت التصنيفات العالمية ، وان ما يتحقق وان أنجز الكثير من الأهداف الواضحة للعيان بوقت قياسي إلا انه يضيف اعباءا وواجبات أكثر من ذي قبل في تحقيق المزيد وإكمال الاستراتيجيات التي وضعت لحصد النتائج بمختلف المجالات ، فمن النجف الاشرف محافظة أمير المؤمنين عليه السلام وهي المحافظة التي تقع بها الجامعة يجب الانطلاق للعالمية والتميز ، ومن مدينة السفير مسلم بن عقيل عليه السلام يسعى الخريجون ليكونوا سفراء للعلم والعمل والبناء .
 

الموضوع السابق الانتخابات واستحقاقات الاغلبية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat