ثوابت الاحتلال الامريكي (ك ك)
باسل سلمان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باسل سلمان

مهما تغيرت الحكومات او الوزراء او النواب او مفوضية الانتخابات او هيئة النزاهة او او ...، فان ثوابت الاحتلال لا تتغير . فما هي اهم هذه الثوابت ؟
الثابت الاول (ك1)هو الكتل الكونكريتية ، التي تعتبر خطا احمر خطه الاحتلال الامريكي لتقطيع اوصال العاصمة و جعلها جزر معزولة و الحفاظ على حالة الانهاك الدائم لسكان العاصمة و تعويق اي رغبة او حتى مجرد التفكير في اي نهوض او تطور لبغداد الاسيرة . و ما نراه من انفجارات و مفخخات و عمليات انتحارية ،فهي ليست هدفا بحد ذاتها و انما ذريعة مكشوفة لتبرير تلك الكتل الجاثمة على صدور و احلام الشعب المنكوب لان عموم الشعب العراقي اعتاد على تمثيلية الارهاب التي يخرجها الاحتلال بطريقة ساذجة كما اعتاد تمثيلية الخلافات غير المقنعة بين السياسيين الابرياء الذين لا يملكون من امور انفسهم شيا . لا بل ان سفارة الاحتلال تحصي عليهم انفاسهم . لقد اصبح المواطن العراقي و البغدادي بالذات يفضل الموت على الاختناقات المرورية ، و هو اليوم يحسد شهداء الارهاب (الامريكي المصدر طبعا) .
اما الثابت الثاني(ك2) و الوجه الابشع من وجوه الاحتلال فهو الكهرباء الوطنية التي انتقلت من حالة الدفاع الى حالة الهجوم على اعصاب المواطن و اجهزته الكهربائية . فجميع المسؤولين عن تجهيز الكهرباء هم من العناصر المرتشية التي ارتبطت بعلاقات قذرة مع جهات طفيلية خارجية و داخلية و كأن اختيارهم تم بعناية فائقة و دراسة نفسية دقيقة .
في البداية كانت فترات التجهيز متباعدة في اليوم الواحد ، عندها لجأ المواطن الى ما عرف بمولدات السحب و القبول بشروط اصحابها التي غالبا ماتكون جائرة ومع ذلك فهو مضطر للتعايش معها . الان اصبح التجهيز بالكهرباء الوطنية واحد من الحالات العدوانية الاتية :
1) يوم كامل و بدون انقطاع من التيار غير المستقر الذي يستهدف اعطاب الاجهزة الكهربائية و يقطع على المواطن طريق الانتفاع من المولدة و يجبره على قطع كهرباء المنزل طوال اليوم و التضحية براحته و محتويات ثلاجته او مجمدته او كلاهما معا ، و ليس للمواطن الا الواحد الجبار القادر على قطع الكهرباء الوطنية لفسح المجال لتيار السحب .
2)دخول الكهرباء الوطنية في سجال متعب مع اصحاب المولدات ، فما ان يبدآ صاحب المولدة بالتشغيل حتى تبدآ الكهرباء الوطنية بالتجهيز لينقطع تجهيز المولدة ثم يتوقف تجهيز الوطنية بعد خمس دقائق و هذا يعني عودة صاحب المولدة للتشغيل الذي سيتوقف بعد عشر دقائق لعودة الكهرباء الوطنية و هكذا الى ان يصل صاحب المولدة الى حالة من الياس فيقطع التجهيز عندها تنقطع الكهرباء الوطنية تماما .
3)طبعا الصورة ليست بهذه السوداوية فاحيانا تستمر الكهرباء الوطنية بالتجهيز بصورة مستقرة و لفترة غير قصيرة ، لكن المواطن مع ذلك يعيش حالة اكبرمن من القلق لان ذلك يعني توقع عودة اسوأ لواحدة من الحالتين السابقتين .
قد يستغرب البعض من هذا الاختزال (ك ك) فنقول له ان اهم اهداف الاحتلال هو اهانة و اذلال الشعوب المحتلة . فهل توجد اهانة اقسى من التفتيش و التعطيل والانتظار و عدم القدرة على التنقل بين اقرب الاماكن و العيش في ظروف قاسية من الحرارة الخانقة في اجواء مغبرة والبرد القارص و الارض الموحلة و عدم القدرة على اتمام اي عمل في وقت محدد او استخدام اي جهاز كهربائي لفترة متصلة او حتى متابعة برنامج تلفزيوني او مبارات رياضية او اعتماد ربة البيت على الطاقة الكهربائية لاعداد بعض الاطعمة المحببة ؟
فهل يحتاج الاحتلال اكثرمن (ك ك) لتحويل حياة العراقيين الى احباط دائم و عذاب مقيم ؟
و قد يعترض البعض من اصحاب النوايا الحسنة على اتهام الاحتلال بالارهاب . فهل شاهد او سمع هذا البعض ان احد السيطرات و اجهزتها الكاشفة التي تقيد حريات العراقيين و تنغص حياتهم ، منعت و لو مرة واحدة عملية ارهابية ما ؟ و هل شاهد او سمع هذا البعض انفجارات حدثت في اي نقطة من نقاط السيطرة التي تتكدس عندها على الاقل عشرات السيارات الملغومة كلها بمادة البنزين مما يجعلها هدفا نموذجيا وسهلا من أهداف الإرهاب ؟ طبعا لم تحدث و لن تحدث ، لان اول حادث من هذا النوع سيطير بكتل الاحتلال و اجهزة السيطرات الكاشفة الى مطامر النفايات .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat