صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

حوارية (١٠٧) كيف أكون كاتباً ناجحاً َصادقاً؟
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

السائل : سلام عليكم أخي الكريم كيف أكون كاتبا ناجحاً صادقاً وصاحب مسؤولية في كل ما أكتب ؟


💡الجواب : بسمه تعالى.

مقدمة : سؤالك ينم على إيمان وحذر لا يطلبه إلا من يستشعر مراقبة الله سبحانه وتعالى له. فحين يضع الكاتب منهجا رصينا يحفظه من الوقوع في المحرمات فعليه أن يرسم حدود ما يريد كتابته وفق الشريعة الإسلامية المتمثلة في القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام. 

فهناك آيات مباركة ترسم هذه الحدود لأي كاتب فتكون هي مشاعل النور التي يستضيء بها حين يكتب وهي :

قوله تعالى :

 { ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨) }ق وقوله تعالى { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) }الزلزلة . 

وقوله تعالى :

 {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ ( ٢ ) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣) }الصف . ويختمها ويتوجها بقوله تعالى : 

{وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤) } الصافات. 

وغيرها من الآيات التي تنبه المؤمن على أن يكون مسؤولا عن كل كلمة يقولها ولو سبرنا سيرة الصالحين لوجدناهم يفعلون ما يقولون وينتهون قبل أن ينهوا غيرهم ولا يكونوا كما قال أمير المؤمنين عليه السلام :

 [ هيهات لا يخدع الله عن جنته، ولا تنال مرضاته إلا بطاعته. لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به ].

نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع)  ج ٢ ص ١٢.

الكاتب الذي يحمل هذه الآيات والروايات حمل المسؤولية العظمى ويتذكر دائما أنه سيقف بين يدي الله سبحانه للحساب سيكون قلمه رسالة سيالة للمجتمع تنبض إيماناً ورحمة وشفقة على نفسه وعلى من يكتب لهم .

وهنا عدة أمور بنظري القاصر تساعد الكاتب على أن يكون موفقاً في كتاباته بإذن الله سبحانه وهي :


أولاً : حين يقول الكاتب : إن الله سبحانه وتعالى تفضل علي بطلاقة اللسان وحسن البيان واستقامة البرهان فإن ذلك يسمى شكر المنعم فإذا شكر الله سبحانه وتذكر دائماً أنه صاحب المن والتفضل فإنه يكون قد وصل لأول محطات الصدق والإخلاص في نيته وصفاء سريرته فيكون مصداقاً لقوله تعالى : { وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ(٧) }ابراهيم. 


ثانياً: لصقل هذه المهارة على الكاتب أن يقرأ كتب البلاغة والفصاحة والشعر والنثر ويسمع لخطباء البلاغة والبديع من القول كي تصقل هذه المهارة .


ثالثاً: يبحث الكاتب عن ميدان يخرج هذه الموهبة التي تفضل بها عليه سبحانه وتعالى من مواقع إلكترونية أو ندوات فكرية أو لقاءات أو صحف ليعرض نتاجه وما سال به قلمه بفضل من الله ورحمته.  فتكون محط النقد والملاحظات والتقييم .


رابعاً : أن يرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون ما كتبه  نافعاَ ومفيداً له ولمن يقرأ له. يبتغي بذلك وعد الله سبحانه في ثواب نشر العلم. 


خامساً: يسعى الكاتب جاهداً وجاداً أن يطبق ما يريد قوله للناس قبل أن يكتبه. كي لا يكون عليه حجة يوم القيامة.

 فيكتب الكاتب وفي جوانحه خوف ووجل وترقب وحذر لأن المؤمن هو الذي يريد أن يكون صاحب رسالة صادقة لمن حوله من خلال قلمه ولا يتأتى ذلك إلا إذا استعان العبد بربه سبحانه بإخلاص ثم سأله وتوسل إليه بأحب الخلق إليه محمد وآله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يتقبل عمله ويخلص له في عمله ويحسن في عاقبته.


عند ذلك يكون كاتباً صادقاً قولاً وعملا بإذن الله تعالى. 

نسأل من الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن يستمع القول فيتبع أحسنه والمعذرة إلى الله سبحانه إن خالفنا ما كتبناه فإن العصمة لأهلها والحمد لله رب العالمين. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/11/30



كتابة تعليق لموضوع : حوارية (١٠٧) كيف أكون كاتباً ناجحاً َصادقاً؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net