من‭ ‬دفتر‭ ‬وصايا‭ ‬غزة
علي السوداني

1

ثمة‭ ‬قبرٌ‭ ‬مفتوحٌ‭ ‬فمُهُ

سقسقة‭ ‬عصافير‭ ‬دارجة

وياسمينة‭ ‬ترفرف‭ ‬فوق‭ ‬العتبة‭ ‬

قيل‭ ‬أنه‭ ‬غادر‭ ‬مدفنه‭ ‬فجراً

لكنَّ‭ ‬حارس‭ ‬المقبرة‭ ‬قد‭ ‬أفتى‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬تعلمون‭ ‬قال‭ ‬وقرأ‭ :‬

هذا‭ ‬مكتوبٌ‭ ‬وُجدَ‭ ‬مخطوطاً‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬شهيد‭ :‬

إنْ‭ ‬متُّ‭ ‬غداً

دعوا‭ ‬باب‭ ‬قبريَ‭ ‬مفتوحاً

قد‭ ‬أعودُ‭ ‬ثانيةً

لأرى‭ ‬نصراً‭ ‬كبيراً‭ ‬يلوّح‭ ‬فوق‭ ‬سارية‭ ‬

وأطمئنّ‭ ‬على‭ ‬خبز‭ ‬العائلة‭ .‬

2

فزَّ‭ ‬فوجد‭ ‬جسمه‭ ‬مرميأ‭ ‬فوق‭ ‬ركام

حاول‭ ‬النهوض‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يستطع

ثمة‭ ‬ذبابة‭ ‬لعينة‭ ‬كانت‭ ‬تطنُّ‭ ‬قرب‭ ‬خشمه

أراد‭ ‬إبعادها‭ ‬عن‭ ‬وجهه‭ ‬الملطخ‭ ‬بدمٍ‭ ‬يابس

حاول‭ ‬مراراً‭ ‬لكنها‭ ‬بقيت‭ ‬ترواغ‭ ‬وتقصف‭ ‬مثل‭ ‬أباتشي‭ ‬الغزاة

ظلت‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬حالها

أما‭ ‬هو‭ ‬فلقد‭ ‬اكتشف‭ ‬متأخراً‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬محاولاته‭ ‬البائسة‭ ‬

كانت‭ ‬يداه‭ ‬تتحركان‭ ‬بصعوبة‭ ‬بالغة

من‭ ‬منطقة‭ ‬المرفق‭ ‬حتى‭ ‬عظم‭ ‬الترقوة‭ .‬

3

سألته‭ ‬المذيعة‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬إصراره‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بيته‭ ‬المحطم‭ ‬والمدافع‭ ‬لم‭ ‬تسكت‭ ‬بعد‭ ‬؟

قال‭ ‬أنه‭ ‬نسي‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬باب‭ ‬القفص‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬يخشى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الطيور‭ ‬قد‭ ‬أجهزت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬ماء‭ ‬وطعام‭ .‬

4

يمه‭ ‬هل‭ ‬أحضرت‭ ‬أوراق‭ ‬الثبوت‭ ‬؟

نعم‭ ‬يمه

ومفتاح‭ ‬الدار‭ ‬؟

لا‭ ‬يمه

ليش‭ ‬يا‭ ‬حبة‭ ‬القلب‭ ‬؟

يمه‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬سيبقى‭ ‬المفتاح‭ ‬في‭ ‬غمده‭ ‬لأن‭ ‬رحلتنا‭ ‬قصيرة‭ ‬جداً‭ ‬جداً‭ .   ‬

الموضوع السابق رقعة شطرنج-  هايكو

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat