أنبياء الأرض المقدسة (يحيى عليه السلام) (ح 3)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كل حلقة من هذه السلسلة عن يحيى عليه السلام تنشر في أحد المواقع.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام عن النبي يحيى عليه السلام: في الروايات الشيعية: إثبات الإمامة في الصغر: نُقلت روايات عن علي بن أسباط أنه قال: أتيت يوماً إلى الإمام الجواد عليه السلام وكان الإمام صغيراً، فنظرت بتأمل إلى قامته حتى أبقى أذكره، ولما أرجع إلى مصر أروي عنه لأصحابي، فقال الإمام: إن ما فعل الله في الإمامة مثل ما فعل في النبوة. وقال: "وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا" (مريم 12). فكما أن الله يعطي الحكمة لإنسانٍ وهو صبي، فإن له القدرة أيضاً على أن يمنحها في سن الأربعين. ولإثبات إمامة الإمام في صباه يُستشهد بنبوة يحيى في صباه. التحدث مع الشيطان: في بعض الروايات ذُكر لقاء يحيى بإبليس، وبحسب هذه الروايات فقد رأى يحيى إبليس بهيئة مخيفة، وكان يحمل معه أدوات غريبة، فسأله عن تلك الأدوات، فأخبره إبليس بأن كل واحدة من تلك الأدوات هي فخ للناس، فسأله يحيى: هل ظفرت بي ساعة قط؟ فأجابه إبليس: لا، ولكن فيك خصلة تعجبني بها، بأنك رجل كثير الأكل فإذا ظفرت وأكلت يمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل، فقال يحيى: فإني اعطي الله عهداً لا أشبع من الطعام حتى ألقاه، قال له ابليس: وأنا أعطي الله عهداً ألا أنصح مسلماً حتى ألقاه، ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك. الصابئة: الصابئيون أو المندائيون هم شعوب ناطقة باللغة الآرامية، تعلموا على يد يحيى المعمدان منذ حوالي 2000 سنة، ويعتقدون أن كتابهم المقدس هو من عند النبي يحيى. وكانت هجرتهم إلى إيران متزامنة مع دولة وحكومة الأشكانيين، وهؤلاء يعتبرون من أقدم المهاجرين غير الآريين الذين جاءوا إلى إيران من فلسطين بعد اليهود. والصابئة هم من الديانات التوحيدية، أصحاب الكتاب والنبي والخط واللغة. وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في عدة آيات. "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 62)، و "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (المائدة 69)، و "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (الحج 17). الصابئة: الصابئيون أو المندائيون هم شعوب ناطقة باللغة الآرامية، تعلموا على يد يحيى المعمدان منذ حوالي 2000 سنة، ويعتقدون أن كتابهم المقدس هو من عند النبي يحيى. وكانت هجرتهم إلى إيران متزامنة مع دولة وحكومة الأشكانيين، وهؤلاء يعتبرون من أقدم المهاجرين غير الآريين الذين جاءوا إلى إيران من فلسطين بعد اليهود. والصابئة هم من الديانات التوحيدية، أصحاب الكتاب والنبي والخط واللغة. وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في عدة آيات.
عن كتاب دراسات فنية في قصص القران للدكتور محمود البستاني: لما كان من حيث (الزمان)، مولد يحيى سابقا على مولد عيسى عليه السلام، حينئذ يكون المسوغ الفني لمجيء قصة زكريا ـ عليه السلام ـ والحديث عن ولده يحيى عليه السلام، يكون هذا المسوغ واضحا في قطع سلسلة الوقائع المتصلة بمريم، لأن الشرط الثاني من حياتها هو الذي كشفت القصة عن ولادة عيسى من خلاله فكان من الطبيعي، ان تجيء قصة يحيى قبل قصة عيسى سواءا كان مجيئها من حيث التسلسل الزمني في الولادة: حيث ولد يحيى قبل عيسى بستة شهور، او كان مجيئها من حيث التسلسل الزمني، ومن حيث التسلسل الموضوعي، في عملية المساندة لرسالة عيسى وبكلمة أخرى، ما دام يحيى سيكون أول مساند لعيسى، وستكون لكلمته أثرها على نفسية الجمهور، حينئذ لا بد أن تجيء قصته سابقة أيضا على قصة عيسى. رسمت شخصية يحيى، وهي تحمل أربع سمات، لها مساهمتها في المواقف والأحداث، دون أدنى شك ويكفي انها تحمل سمة (النبوة) كما هو الحال بالنسبة لزكريا وعيسى، فضلا عن ان القرآن رسمها شخصية تحصر نفسها عن الشهوات، وعن اللهو والأباطيل، وهي سمة (الحصور) التي أطلقها القرآن الكريم عليه، كما رسمها (سيدا) في العلم والعبادة.
جاء عن مركز الأبحاث العقائدية: السؤال: هل صحيح الوارد على السنة البعض بان النبي يحيى علية ونبينا السلام قدقضى قتلا على ايدي الروم بمؤامرات اليهود؟ هل خان احد الحواريين (يهوذا) (الشبية بالمسيح) للامبراطور الروماني ظنا منة انة المسيح الحقيقي؟. الجواب: كان الرومان قد قاموا في عهد انطونيوس ببعض التنظيمات منها كف يد الأسرة المكابية عن الحكم في أورشليم وتنصيب الأسرة الهيرودية في الحكم مكانها وكان على رأس هذه الأسرة أنتيباتر (ت 43 ق.م ) وهو أحد المقربين إلى قيصر روما وهو يهودي من أصل أدومي وقد خلع إبنه هيرودس الأكبر(27ـ4 ق.م.) إسمه على الأسرة التي حكمت في زمن السيد المسيح وقد حمل هيرودوس الأكبر هذا اليهود على اعتناق الديانة الرومانية والسجود لآلهتها. ثم جاء إبنه هيرودس الثاني (4 ق.م. ـ29 ب.م.) وسار على خط أبيه من الفضاضة والقسوة ولحق جميع المنافقين له وقد دشن عهده بقتل النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام وفق القصة المعروفة من ولعه ببنت أخيه وتلبيته لطلبها بقتل النبي يحيى عليه السلام لمعارضته لعلاقة عمها بها. السؤال: في الآية "يرثني ويرث آل يعقوب" (مريم 6) ما المقصود بيرثني حيث ان يحيى قد توفي قبل ابيه فكيف يصح اطلاق لفظة يرثني في الاية فكيف يرث ابيه. الجواب: هناك ما يشير الى ان يحيى بن زكريا عليهما السلام لم يمت قبل زكريا عليه السلام لان زكريا دفعها الى عيسى واوصى عيسى الى شمعون وشمعون اوصى الى يحيى وهذا يدل على حياة يحيى بعد وفاة عيسى عليهما السلام. نعم هناك رواية تشير الى وفاة يحيى في حياة عيسى لكن نفس هذه الرواية تشير الى حياة يحيى في زمن عيسى انظر الكافي 3/260وهذا يدلل على بقاء يحيى حيا الى زمن عيسى. بل هناك رواية صريحة بوراثة يحيى لزكريا بعد موته انظر الكافي /382 واختلف في معنى الوراثة بين كونها وراثة مال او وراثة العلم والحكم والنبوة. ذكرى يحيى: ثمة أوجه شبه بين شهادة الإمام الحسين عليه السلام وشهادة بعض الأنبياء، ومن جملة ذلك الشبه بين مقتله ومقتل النبي يحيى بن زكريا، فرأس يحيى قد وضع في طشت من الذهب وأرسل إلى امرأة بغي (بحار الأنوار45: 299)، و كذلك رأس الإمام الحسين عليه السلام أرسل بعد مقتله إلى ابن زياد وإلى يزيد بطشت من الذهب. وقد انتقم الله لدم يحيى أن سلط على أولئك القوم "نبوخذ نصّر" فقتل منهم سبعين ألفا (نفس المصدر)، وأوحى الله تعالى إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله: أنني قتلت في مقابل قتل يحيى سبعين ألفا، وسأقتل لقاء قتل ابن بنتك ضعف هذا العدد (عوالم الإمام الحسين: 607). ومثلما وضعوا رأس يحيى في طشت، ذبحوا الحسين بن علي أيضا في كربلاء (المناقب لابن شهراشوب 3: 253). ولعل هذا التشابه هو الذي جعل الإمام الحسين يذكر يحيى بن زكريا في كل موضع يحل فيه أو يرحل عنه، وقال في أحد الأيام، أن من هوان الدنيا أن يهدي رأس النبي يحيى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل (عوالم الإمام الحسين: 608، بحار الأنوار 45: 298).
قال صاحب الكامل: ما روي من أن بخت نصر هو الذي خرب بيت المقدس وقتل بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بن زكريا (عليه السلام) باطل عند أهل السير والتواريخ وأهل العلم بأمور الماضين وذلك بأنهم مجمعون على أن بخت نصر غزا بني إسرائيل عند قتل نبيهم شعيا في عهد أرميا، وبين عهد أرميا وقتل يحيى أربعمائة سنة وإحدى وستون سنة عند اليهود والنصارى، ويذكرون أنّ ذلك في كتبهم وأسفارهم، ويافقهم المجوس في مدّة غز وبخت نصر بني إسرائيل إلى موت الإسكندر، ويخالفهم في مدّة ما بين موت الإسكندر ومولد يحيى فيزعمون أنّ مدّة ذلك إحدى وخمسون سنة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . فاضل حسن شريف

كل حلقة من هذه السلسلة عن يحيى عليه السلام تنشر في أحد المواقع.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام عن النبي يحيى عليه السلام: في الروايات الشيعية: إثبات الإمامة في الصغر: نُقلت روايات عن علي بن أسباط أنه قال: أتيت يوماً إلى الإمام الجواد عليه السلام وكان الإمام صغيراً، فنظرت بتأمل إلى قامته حتى أبقى أذكره، ولما أرجع إلى مصر أروي عنه لأصحابي، فقال الإمام: إن ما فعل الله في الإمامة مثل ما فعل في النبوة. وقال: "وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا" (مريم 12). فكما أن الله يعطي الحكمة لإنسانٍ وهو صبي، فإن له القدرة أيضاً على أن يمنحها في سن الأربعين. ولإثبات إمامة الإمام في صباه يُستشهد بنبوة يحيى في صباه. التحدث مع الشيطان: في بعض الروايات ذُكر لقاء يحيى بإبليس، وبحسب هذه الروايات فقد رأى يحيى إبليس بهيئة مخيفة، وكان يحمل معه أدوات غريبة، فسأله عن تلك الأدوات، فأخبره إبليس بأن كل واحدة من تلك الأدوات هي فخ للناس، فسأله يحيى: هل ظفرت بي ساعة قط؟ فأجابه إبليس: لا، ولكن فيك خصلة تعجبني بها، بأنك رجل كثير الأكل فإذا ظفرت وأكلت يمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل، فقال يحيى: فإني اعطي الله عهداً لا أشبع من الطعام حتى ألقاه، قال له ابليس: وأنا أعطي الله عهداً ألا أنصح مسلماً حتى ألقاه، ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك. الصابئة: الصابئيون أو المندائيون هم شعوب ناطقة باللغة الآرامية، تعلموا على يد يحيى المعمدان منذ حوالي 2000 سنة، ويعتقدون أن كتابهم المقدس هو من عند النبي يحيى. وكانت هجرتهم إلى إيران متزامنة مع دولة وحكومة الأشكانيين، وهؤلاء يعتبرون من أقدم المهاجرين غير الآريين الذين جاءوا إلى إيران من فلسطين بعد اليهود. والصابئة هم من الديانات التوحيدية، أصحاب الكتاب والنبي والخط واللغة. وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في عدة آيات. "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 62)، و "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (المائدة 69)، و "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (الحج 17). الصابئة: الصابئيون أو المندائيون هم شعوب ناطقة باللغة الآرامية، تعلموا على يد يحيى المعمدان منذ حوالي 2000 سنة، ويعتقدون أن كتابهم المقدس هو من عند النبي يحيى. وكانت هجرتهم إلى إيران متزامنة مع دولة وحكومة الأشكانيين، وهؤلاء يعتبرون من أقدم المهاجرين غير الآريين الذين جاءوا إلى إيران من فلسطين بعد اليهود. والصابئة هم من الديانات التوحيدية، أصحاب الكتاب والنبي والخط واللغة. وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في عدة آيات.
عن كتاب دراسات فنية في قصص القران للدكتور محمود البستاني: لما كان من حيث (الزمان)، مولد يحيى سابقا على مولد عيسى عليه السلام، حينئذ يكون المسوغ الفني لمجيء قصة زكريا ـ عليه السلام ـ والحديث عن ولده يحيى عليه السلام، يكون هذا المسوغ واضحا في قطع سلسلة الوقائع المتصلة بمريم، لأن الشرط الثاني من حياتها هو الذي كشفت القصة عن ولادة عيسى من خلاله فكان من الطبيعي، ان تجيء قصة يحيى قبل قصة عيسى سواءا كان مجيئها من حيث التسلسل الزمني في الولادة: حيث ولد يحيى قبل عيسى بستة شهور، او كان مجيئها من حيث التسلسل الزمني، ومن حيث التسلسل الموضوعي، في عملية المساندة لرسالة عيسى وبكلمة أخرى، ما دام يحيى سيكون أول مساند لعيسى، وستكون لكلمته أثرها على نفسية الجمهور، حينئذ لا بد أن تجيء قصته سابقة أيضا على قصة عيسى. رسمت شخصية يحيى، وهي تحمل أربع سمات، لها مساهمتها في المواقف والأحداث، دون أدنى شك ويكفي انها تحمل سمة (النبوة) كما هو الحال بالنسبة لزكريا وعيسى، فضلا عن ان القرآن رسمها شخصية تحصر نفسها عن الشهوات، وعن اللهو والأباطيل، وهي سمة (الحصور) التي أطلقها القرآن الكريم عليه، كما رسمها (سيدا) في العلم والعبادة.
جاء عن مركز الأبحاث العقائدية: السؤال: هل صحيح الوارد على السنة البعض بان النبي يحيى علية ونبينا السلام قدقضى قتلا على ايدي الروم بمؤامرات اليهود؟ هل خان احد الحواريين (يهوذا) (الشبية بالمسيح) للامبراطور الروماني ظنا منة انة المسيح الحقيقي؟. الجواب: كان الرومان قد قاموا في عهد انطونيوس ببعض التنظيمات منها كف يد الأسرة المكابية عن الحكم في أورشليم وتنصيب الأسرة الهيرودية في الحكم مكانها وكان على رأس هذه الأسرة أنتيباتر (ت 43 ق.م ) وهو أحد المقربين إلى قيصر روما وهو يهودي من أصل أدومي وقد خلع إبنه هيرودس الأكبر(27ـ4 ق.م.) إسمه على الأسرة التي حكمت في زمن السيد المسيح وقد حمل هيرودوس الأكبر هذا اليهود على اعتناق الديانة الرومانية والسجود لآلهتها. ثم جاء إبنه هيرودس الثاني (4 ق.م. ـ29 ب.م.) وسار على خط أبيه من الفضاضة والقسوة ولحق جميع المنافقين له وقد دشن عهده بقتل النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام وفق القصة المعروفة من ولعه ببنت أخيه وتلبيته لطلبها بقتل النبي يحيى عليه السلام لمعارضته لعلاقة عمها بها. السؤال: في الآية "يرثني ويرث آل يعقوب" (مريم 6) ما المقصود بيرثني حيث ان يحيى قد توفي قبل ابيه فكيف يصح اطلاق لفظة يرثني في الاية فكيف يرث ابيه. الجواب: هناك ما يشير الى ان يحيى بن زكريا عليهما السلام لم يمت قبل زكريا عليه السلام لان زكريا دفعها الى عيسى واوصى عيسى الى شمعون وشمعون اوصى الى يحيى وهذا يدل على حياة يحيى بعد وفاة عيسى عليهما السلام. نعم هناك رواية تشير الى وفاة يحيى في حياة عيسى لكن نفس هذه الرواية تشير الى حياة يحيى في زمن عيسى انظر الكافي 3/260وهذا يدلل على بقاء يحيى حيا الى زمن عيسى. بل هناك رواية صريحة بوراثة يحيى لزكريا بعد موته انظر الكافي /382 واختلف في معنى الوراثة بين كونها وراثة مال او وراثة العلم والحكم والنبوة. ذكرى يحيى: ثمة أوجه شبه بين شهادة الإمام الحسين عليه السلام وشهادة بعض الأنبياء، ومن جملة ذلك الشبه بين مقتله ومقتل النبي يحيى بن زكريا، فرأس يحيى قد وضع في طشت من الذهب وأرسل إلى امرأة بغي (بحار الأنوار45: 299)، و كذلك رأس الإمام الحسين عليه السلام أرسل بعد مقتله إلى ابن زياد وإلى يزيد بطشت من الذهب. وقد انتقم الله لدم يحيى أن سلط على أولئك القوم "نبوخذ نصّر" فقتل منهم سبعين ألفا (نفس المصدر)، وأوحى الله تعالى إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله: أنني قتلت في مقابل قتل يحيى سبعين ألفا، وسأقتل لقاء قتل ابن بنتك ضعف هذا العدد (عوالم الإمام الحسين: 607). ومثلما وضعوا رأس يحيى في طشت، ذبحوا الحسين بن علي أيضا في كربلاء (المناقب لابن شهراشوب 3: 253). ولعل هذا التشابه هو الذي جعل الإمام الحسين يذكر يحيى بن زكريا في كل موضع يحل فيه أو يرحل عنه، وقال في أحد الأيام، أن من هوان الدنيا أن يهدي رأس النبي يحيى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل (عوالم الإمام الحسين: 608، بحار الأنوار 45: 298).
قال صاحب الكامل: ما روي من أن بخت نصر هو الذي خرب بيت المقدس وقتل بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بن زكريا (عليه السلام) باطل عند أهل السير والتواريخ وأهل العلم بأمور الماضين وذلك بأنهم مجمعون على أن بخت نصر غزا بني إسرائيل عند قتل نبيهم شعيا في عهد أرميا، وبين عهد أرميا وقتل يحيى أربعمائة سنة وإحدى وستون سنة عند اليهود والنصارى، ويذكرون أنّ ذلك في كتبهم وأسفارهم، ويافقهم المجوس في مدّة غز وبخت نصر بني إسرائيل إلى موت الإسكندر، ويخالفهم في مدّة ما بين موت الإسكندر ومولد يحيى فيزعمون أنّ مدّة ذلك إحدى وخمسون سنة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat