صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

ماهي علامات حب الله سبحانه وتعالى لعبده؟ 
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  إن الله سبحانه وتعالى له أبواب لمحبته قد لا تكون حسنة بالنسبة لهوى الإنسان ورغباته ولكنها محك حساس لمعرفة حب الله لعبده فلو تأملنا القرآن الكريم والروايات الشريفة بعمق لوجدنا كثيراً من العلامات لهذا الحب ولها عدة وجوه تعالج وتصلح نفس هذا الإنسان وسنأخذ وجه من تلك الوجوه ولنبدأ بالقرآن الكريم 

قال تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١)}آل عمران 

هذه الآية الشريفة اختصرت الطريق وبينت أن الطريق الوحيد الواضح الذي إذا سلكه الإنسان أحبنا الله سبحانه وقربنا إليه. وهو أن نتبع نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كل ما أمر ونننتهي عن كل مانهى عنه. فيكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الطريق للوصول لمحبة الله سبحانه. ويكون  الأسوة والقوة لنا في كل تصرفاتنا . وقد أكد ذلك القرآن الكريم في عدة مواضع منها 

قوله تعالى {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً(٢١)}الأحزاب. 

وقوله تعالى { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ(٣٢)}ال عمران 

فعلامة الإيمان بالله هو طاعة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بقرينة ( فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) 

وقوله تعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً(٥٩)} النساء. 

وهنا الآية أعطتنا طريقاً آخر بعد حب النبي (ص) ووجوب طاعته واتباعه في حال حياته فلو غاب عن الدنيا. فهناك من سيحمل هذا الوجوب في الإتباع والطاعة وهم ( أولي الأمر منكم) والبديهي والعقلي والفطري يجب أن تكون صفات أولو الأمر هي نفسها صفات رسول الله صلى الله عليه وآله في العلم والشجاعة والتقوى والزهد والورع والقرب من الله سبحانه إذا من المستحيل عقلاً ان يأمرنا الحق سبحانه باتباع من يعصيه أو يأمر بالعصيان أو ظالم لنفسه ولغيره أو يكون أقل الناس في الصفات التي ذكرناها لماذا؟! 

لأن الله سبحانه وتعالى ألزم نفسه أن تكون حجته على عباده بالغة ناصعة لا يشوبها شك أو شبهة حيث حيث لا يكون للعبد عذر يقدمه يوم القيامة يبرر عصيانه أو ظلمه لنفسه 

فقال {قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ(١٤٩)}الأنعام. 

 فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين من هم حجة الله على خلقه بعد رحيله  بأحاديث صحيحة صريحة عند الفريقين السنة والشيعة بألفاظ متعددة وفي مواقع مختلفة. ويكفيك أن تكتب حديث الثقلين في محرك البحث وتجد عدد من المصادر في ذلك. 

هناك وصية خالدة لنبينا العظيم محمد صلى الله عليه وآله نأخذ واحدة من تلك الروايات كشاهد 

فقد تواتر بين الخاصة والعامة أن 

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 

أنه قال: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا:كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

م:وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٧ - الصفحة ٣٣. 

فكل ما يقوله أهل بيته عليهم السلام فهم ينقلونه عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد في الحديث الصحيح 

عن جابر 

قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إذا حدثتني بحديث فأسنده لي. فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله صلوات الله عليهم، عن جبرئيل عليه السلام، عن الله عز وجل، وكل ما أحدثك بهذا الإسناد. 

م: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢ - الصفحة ١٧٨. 

نعود لمحور حديثا 

💡ماهي علامات أن الله يحبنا؟

 هناك عدة روايات تجيب على هذا السؤال لأكثر من زاوية في الإنسان نأخذ شاهد واحد من رواية 

تكشف مفاتيح تلك العلامات التي ينشدها كل مؤمن يحب ربه سبحانه 

فقد روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن آبائه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن 

قال : إذا أحب الله تعالى عبدا ألهمه الطاعة، وألزمه القناعة، وفقهه في الدين، وقواه باليقين، فاكتفى بالكفاف، واكتسى بالعفاف، وإذا أبغض الله عبدا حبب إليه المال، وبسط له الآمال، وألهمه دنياه، ووكله إلى هواه، فركب العناد، وبسط الفساد، وظلم العباد. 

م :ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٥٠٨. 

🕯️تعليق : ينبغي أن نقرأ الرواية بعمق وتأمل ففيها مفاتيح وأسرار تصلح الإنسان وتزكيه هنا الرواية ذكرت علامات يُعرف من خلالها حب الله لعبده وهي 

( ألهمه الطاعة - ألزمه القناعة - وفقهه في الدين - قواه باليقين - فاكتفى بالكفاف - واكتسى بالعفاف) 

نكتفي بهذا القدر من الجواب والحمدلله لله رب العالمين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/11/18



كتابة تعليق لموضوع : ماهي علامات حب الله سبحانه وتعالى لعبده؟ 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net