صفحة الكاتب : سعيد البدري

ما أتعسنا من شعوب وما أخونهم من حكام!؟؟
سعيد البدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ السابع من أكتوبر - تشرين أول الماضي والحكومات العربية في حالة من التخبط بعد افتضاح أمر خيانة معظمها القضية الفلسطينية، وطعنها الفلسطينيون، تلك الخيانة التي تبرر بمواقف سابقة من قوى المقاومة فبين اختلاف الايدلوجيا والجنوح للتطبيع والتبعية الصريحة لأميركا فضلا عن الاستسلام غير المشروط، تطغى حالة العداء، وتظهر مشاهد التحريض الصريح وما تكنه الأنظمة بأذرعها ومؤسساتها السياسية والثقافية والإعلامية والدينية.

المطالبات خجولة وحالة التقاعس والجبن بارزة، فلم نعد نسمع غير بيانات فارغة من قبيل أكد العرب، وقال العرب واستنكر العرب، وأدان مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه لتستمر المهزلة، ويدفع الأبرياء ثمن صفقات أبراهام الأميركية، وتصيهن الحكومات وذيلية الأنظمة، لقد ضُيعت حقوق شعب بأكمله وبِيعَ تاريخه بثمن بخس، ورُمِيت أوراق قضيته في غيابة جب خيانة عميق، فلا أرض عادت، ولا قدس حررت، ولا حرمة حفظت، ولا صرخات استغاثة امرأة فلسطينية حرة أجيبت، ولا حتى بكاء طفل رضيع او جنين هزت وجدان حكام الجور الجبناء، وايقضت بقية من ضمير وحياء كنا نعتقد واهمين إنهم يمتلكون، فنكتشف ونكتشف المزيد من عفونة الشعارات، بل وأكثر من ذلك ما اكتشفنا من فحوى تلك الدعوات الرخيصة لقتل الفلسطينيين.

أساليب التحريض التي شاهدنا ليست جديدة، وكان التبرير لها سابقا طائفي النزعة والميول فسابقا كان الخصم هو حزب الله الذي أخرجه المتسافلون من دائرة الإسلام والإنسانية، وصنفوه عدوا لإسلامهم المتهتك. أما اليوم فالخصم حماس التي حاولوا إخراجها من الملة والدين، ففشلوا ولجأوا لأدوات وأساليب أخرى بين مباشرة بمعاقبة قادتها وشعبها وأخرى غير مباشرة تعطي العدو الصهيوني المشروعية والحق للكيان بما يقال إنه الدفاع عن نفسه، والأكثر من ذلك سيل فتاوى أولئك الأنجاس من الخطباء والمارقين من رجال الدين الوهابي السلطوي، والذين أخذوا يجرمون الشعوب، ويطلقون فتاوى تحريم التعاطف مع ضحايا المجازر، الأدهى والأمر، هو مخالفة النواميس والفطرة الإنسانية بإظهار الغضب تجاه ما يحدث من وحشية والأمر بواقعه وحقيقته هو دعوات لقمع الشعوب فكريا، وهو أشبه بتحذير مبطن تمثله مؤسسة تكفيرية نافذة، حيث يقاد الرعية، ويُحَيَّدُون تحت مظلة طاعة الحاكم أو ولي الأمر الداعر المتجاهر بالعداوة.

إذن نحن. أما مشهد مخيب تطغى فيه الخسة لا مجال فيه للاعتراض على جرائم الصهاينة ولا حتى بإظهار مشاعر الغضب، والفضيحة الأشد والأكثر مرارة، حين ينبري أصحاب الفخامة والسعادة والسمو بدفع أعلامهم لتقديم الخطط والتفاصيل والمعلومات لرفع معنويات للتافهين أمثال أفيخاي أدرعي وإيدي كوهين، ويدعون لهم بالنصر والغلبة وعلو الشأن ويطالبونهم بالصبر؛ لأنهم يعتبرون نصرة التطبيع من أوجب الواجبات، نعم إن قضية الحكومات العربية لم تعد الممانعة، بل الدفاع عن إسرائيل وأمن إسرائيل إزاء حماس الموصومة بالإرهاب لدفاعها عن حق شعبها الفلسطيني، فبات شعب فلسطين بأجمعه منظمة حماس، وعلى قيادتها ومجاهديها،ان يكونوا المجرمين ،والضحية بحسب ما يروجون هو كيان المسوخ ،الذي يمتلك الطائرات والقاذفات والقبب الحديدية ،والقدرات الصاروخية ،وجيشا جرارا وقوات احتياط ومرتزقة ،مع دعم سياسي ومالي أميركي وغربي مطلقاً،

معادلتنا بيد حكامنا الأشاوس، وهؤلاء الحكام يعتبرون مجاهدي حماس خصما، فهم القتلة المتطرفين ،وأطفالهم وأسرهم إرهابيين يستوجبون القصاص، والوصف المؤلم للحال والمألات يطول ،فلا عتاب ينفع ولا غضب يجدي ،والأحاديث المريرة ليست إلا اجتراراً لخيبات مواقف عهر لا يمكن تغييرها ،إلا بإزالة الاحتلال السياسي الذي يمثله قوادي التطبيع وادواته،فهم خط الدفاع عن الصهيونية وإجرامها في بلدانناالمبتلاة ، نعم من المؤسف الاعتراف بالحقيقة لمواجهة الواقع وتبرير العجز، فلا مكان للشعوب المنقادة وسط معادلات من هذا النوع، فما اوقحكم من حكام عملاء وما أتعسنا من شعوب مدجنة لا تستطيع تحريك المياه الأسنة لغسل عار ولاة أمرنا الأوغاد ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعيد البدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/11/11



كتابة تعليق لموضوع : ما أتعسنا من شعوب وما أخونهم من حكام!؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net