حين تنظم النخب الفكرية صفوفها..
ح . م

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 "واذا تمّ إقرار قانون الانتخابات على الوجه المقبول يأتي الدور للنخب الفكرية والكفاءات الوطنية الراغبة في العمل السياسي لتنظم صفوفها وتعد برامجها للنهوض بالبلد وحلّ مشاكله المتفاقمة في إطار خطط عملية مدروسة، لكي تكون على إستعداد لعرضها على الناخبين في أوان الانتخابات، ويتم التثقيف على التنافس فيها لا على أساس الانتماءات المناطقية او العشائرية أو المذهبية للمرشحين بل بالنظر الى ما يتصفون به من كفاءة ومؤهلات وما لديهم من برامج قابلة للتطبيق للعبور بالبلد الى مستقبل أفضل، على أمل أن يقوم مجلس النواب القادم والحكومة المنبثقة منه بالدور المطلوب منهما في إجراء الإصلاحات الضرورية للخلاص من تبعات الفساد والمحاصصة وغياب العدالة الاجتماعية في المدة السابقة "

كانت هذه الفقرة من بيان المرجعية الدينية العليا في العشرين من شهر كانون الاول عام ٢٠١٩ بمثابة خارطة طريق لنخب فكرية وكفاءات وطنية أبدت رغبتها واستعدادها للانخراط في العمل السياسي عبر مشاركة واعية هادفة؛ لتشكل نقطة تحول كبرى في تاريخ العملية السياسية التي سارت ومنذ انطلاقها بشكل واحد لم يطرأ عليه تغيير ملموس من حيث الابقاء على الصورة النمطية الواحدة لمعادلة شكل طرفاها (المرشح والناخب) حيث لم يكن للحرص فيها على الخدمة الحقيقية -من جانب المرشح- دور، ولا للوعي الانتخابي ومعرفة قيمة الصوت -من جانب الناخب- دور أيضا.. فكانت النتيجة -ولدورات انتخابية عدة- (وجوه لم تجلب الخير للبلد).
وبعد أن بح صوت المرجعية العليا في محاولات إيصال فكرة أن يتصدى للعمل السياسي والتمثيل البرلماني أناس لديهم حرقة قلب على هذا البلد يقابلهم في الطرف الآخر ناخب يعي قيمة صوته، أطلقت المرجعية هذا البيان في وقت عصيب وفي فترة كان الشارع العراقي يشهد فيها غليانا وامتعاضا بسبب تردي الاحوال المعاشية والخدمية والسياسية وغيرها.. لقد تصدت المرجعية العليا ودعت بشكل واضح الى ضرورة تصدي النخب والكفاءات للعمل السياسي، فوضع بعض الاخوة المؤمنين الركيزة الأساس لبعض النخب المؤمنة الخيرة ونقطة انطلاق هامة في الاستجابة الجادة للعمل بمفهوم نظم الأمر بنحو تشكلت معه كتلة استطاعت أن تفرض وجودها على مستوى التمثيل البرلماني رغم أنها كانت حديثة عهد بهذه الممارسة وقد خاضت المنافسة وسط حالة من تنامي الوعي لدى الناخب الذي قرر التخلي -ولو بشكل بسيط- عن تلك الميول والنزعات الحزبية والعشائرية التي كانت تفضي باختياراته وقراراته الى انتخاب مرشح لم يجلب له الخير يوما عبر تجربة طال أمدها.

من بيان كانون انطلقت (إشراقة كانون) التي ارتأت أن يكون (كانون) عنوانا لإشراقتها.. وقد خاضت المنافسة وحصلت على المقاعد السبعة في البرلمان واتسع افقها اليوم لتشارك وبنفس الهمة والعزم في انتخابات مجالس المحافظات وهي تعول على كفاءة ونزاهة مرشحيها وتعول على وعي الجمهور المتنامي الذي لم يعد يعر اهتماما لتلك الأسس القديمة التي راعى فيها المصالح الضيقة؛ فصار يؤمن بحقيقة واحدة هي أن يدرك ويعي قيمة صوته تلك القيمة التي تصنع مستقبله ومستقبل أبنائه وتصنع لهم عيشا كريما يستحقونه لأنهم قضوا من أعمارهم ما يكفي من انعدام الاستقرار.

الموضوع السابق مقالات في مناقب المرتضى 7. لقب ومنقبة وصفه بــ«السيد»

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat