صفحة الكاتب : عبد الهادي مهودر

الآن الآن وليس غداً
عبد الهادي مهودر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بينما أنت مشدود للشاشات العربية والنقل المباشر لسقوط الصواريخ كالمطر على أهالي غزة، يستأذنك طفلك الصغير بطلب (الريموت كنترول) والتحوّل الى قناة خاصة بأفلام الكارتون، فتسلمه الراية وتستريح قليلاً استراحة المحارب بأضعف الإيمان، في عصر الصورة الذي يضعك في قلب المعركة وصورة الحدث لحظةً بلحظة، فالأجيال الجديدة بعيدة او مبعدة عن هذه القضية وفلسطين لا وجود لها في مناهجهم الدراسية، وقضيتهم المركزية جهاز الموبايل وتطبيقاته وألعابة الألكترونية.

وقد فاتت عليهم الكثير من القصص والدروس المفهومة وغير المفهومة خلال 75 عاماً من عمر القضية، وولدوا مع الولادة المشوهة لفلسطين الجديدة برأسين، غزة والضفة الغربية، و في زمن الإنقسامات العمودية والأفقية، واذا كانت فصول القضية واضحة لمن عاصروها والخنادق مفروزة، فأنها مستعصية الفهم على أبناء هذا الجيل المنشغل الذي ولد في نهاية الفيلم العربي الحزين.

ويرى أن كل الحكاية هي معبر رفح وإرسال الأدوية والمواد الغذائية الى غزة، وإرسال طائرات الشحن الامريكية المحملة بالصواريخ والمركبات المدرعة الى تل ابيب، في الوقت نفسه، كيف يمدون طرفاً بالغذاء وطرفاً بالسلاح الفتاك؟ وكيف يفهم أبناء هذا الجيل الفرق بين فكرة تهجير سكان غزة الى صحراء سيناء ومقترح تهجيرهم الى صحراء النقب، ولماذا الصحارى بالذات وليس السهول والمدن الساحلية؟ ولماذا يدعو طرف الى توسيع رقعة الحرب والطرف الآخر الى تضييقها.

ويشاهد للمرة الأولى في تاريخ المؤتمرات الصحفية (ديكور) مختلف لجثث الأطفال أمام المنصة ومراسلي القنوات الفضائية على أنقاض مستشفى المعمداني في غزة وبحضور منظمة أطباء بلا حدود التي قالت المتحدثة الاعلامية بإسمها (سقط سقف غرفة العمليات وسقط معه ضمير العالم).

كيف يفهم هذا الجيل كثرة الوعود في هذه القضية، وعد بلفور ووعد العودة ووعد التحرير ووعد السلام ووعد حل الدولتين، ووعد الله لعباده الصابرين، وكيف نقنعهم، الآن الآن وليس غداً، بضرورة إعادة (الريموت كنترول) لجيل الآباء ليواصلوا متابعة الأخبار العاجلة ومعرفة موقف اللاعب محمد صلاح الذي سيقلب موازين القوى ومواصلة التفرّج على النقل المباشر والقتل المباشر.."يا تلاميذ غزة علمونا بعض ماعندكم فنحن نسينا".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الهادي مهودر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/25



كتابة تعليق لموضوع : الآن الآن وليس غداً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net