باب حطة بيت المقدس في روايات أهل البيت (ح 4)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

تكملة للحلقات السابقة عن المصادر التي ذكرت الحديث باب حطة كما جاء عن مركز الأبحاث العقائدية: الثالث عشر: شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 3 - ص 3 جاء في موقع اذاعة القرآن الكريم بنابلس عن أبواب المسجد الأقصى: تقوم في جهات المسجد الأقصى الأربعة ما مجموعه خمسة عشر باباً، منها عشرة أبواب مفتوحة وزعت في جهتيه الشمالية والغربية. وخمسة مغلقة منذ الفتح الصلاحي تقوم في جهتيه الشرقية والجنوبية. وعلى ما يبدو فإن المؤرخين الذين ذكروا أبواب المسجد الأقصى قد خلطوا بين مسمياتها ومواقعها. فمنهم من ذكر بعضها ومنهم من ذكرها بصورة عشوائية وبصورة غير مرتبة حسب مواقعها الصحيحة. الأمر الذي جعل المهمة صعبة في تحديد أبواب المسجد الأقصى والتي كانت قائمة في الفترات الإسلامية المبكرة. والحق يقال أن هذا الموضوع لم يعط حقه في البحث العلمي، ونأمل في المستقبل القريب أن نقوم بدراسته بصورة وافية وشاملة بإذن الله. وقد قمنا بعمل مسح تاريخي لأبواب المسجد الأقصى منذ القرن الثالث الهجري وحتى الاحتلال الصليبي، لنقف على مسمياتها ومواقعها وعددها. فقد ذكر لنا ابن الفقيه (290هجرية/ 903 ميلادية) ثمانية أبواب حيث قال: (وفيه من الأبواب باب داود وباب حطة وباب النبي وباب التوبة وباب الوادي وبابي الرحمة وأبواب الأسباط وباب دار أم خالد). وأما ابن عبد ربه (300 هجرية/ 913 ميلادية)، فقد ذكر لنا عشرين باباً، حيث قال: (ويدخل إلى المسجد (المقصود المسجد الأقصى) من ثلاثة عشر موضعاً، بعشرين باباً: باب حطة، باب النبي، أبواب محراب مريم، بابي الرحمة، باب بركة بني إسرائيل، أبواب الأسباط، أبواب الهاشميين، باب الوليد، باب إبراهيم، باب أم خالد، باب داود). وأما الرحالة الفارسي ناصر خسرو (834 هجرية/ 1047 ميلادية)، فقد أشار إلى ستة أبواب وهي كالآتي: (باب التوبة وباب الرحمة وباب النبي وباب العين وباب حطة وباب السكينة). وعليه: فإن أبواب المسجد الأقصى قد زادت عن العشرين باب في الفترات الإسلامية المبكرة، ولكننا لا نجد اليوم سوى الخمسة عشر باباً التي ذكرناها أعلاه، والتي على ما يبدو أنها بقيت على وضعها الحالي منذ الفترة المملوكية وحتى يومنا هذا. ذلك أنه قد طرأ عليها تغييرات عديدة جراء الهزات الأرضية والحروب المدمرة والتي تخللت العهود الإسلامية. باب حطة: وهو أيضاً من أبواب المسجد الأقصى القديمة فقد تم ذكره عند ابن الفقيه وابن عبد ربه والمقدسي كما مر معنا سابقاً. ولكن بناءه الحالي يعود للفترة الأيوبية، حيث تم تجديده في سنة 617 هجرية/ 1220 ميلادية وذلك حسب النقش التذكاري الذي كان موجوداً فيه، والذي ورد فيه ما نصه: (جدد هذا الباب في أيام دولة السلطان الملك العظيم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أبوب وذلك في شهر رجب من سن سبع عشرة وستمائة).أبو سلمة، عن عطية عن أبي سعيد الخدري. وسعيد بن المسيب عن أبي ذر رضي الله عنه. وأبو عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي صلوات الله عليه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق. مثل باب حطة لبني إسرائيل. الرابع عشر: شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 3 - ص 11. عبد الله بن عثمان العمري، عن أبي لهيعة، عن عبد الله أبي هبيرة، عن أبي ذر، أنه قال: مثلكم ومثل أهل بيت نبيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. الخامس عشر: مقتضب الأثر - أحمد بن عبيد الله بن عياش الجوهري - ص المقدمة 15. ومنها أحاديث السفينة أخرجها جمع من الاعلام ما ير بو على المأة في جوامعهم وكتبهم كمسلم، واحمد والطبراني وأبى نعيم، وابن عبد البر والسماني وابن الأثير، والفخر وابن طلحة، وسبط ابن الجوزي، والخطيب والمحب الطبري وأبى يعلى، والثعلبي، وابن المغازلي، وابن الصباغ، و السمهودي، والمناوي، وأبى بكر الحضرمي، والبان، والشبلنجي، والبنهاني وغيرهم، عن أبي ذر وابن عباس وابن الزبير وأبى سعيد وأنس وابن ذر، ولفظها في بعض الطرق: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجي، ومن تخلف عنها غرق، وفى بعضها: ان مثل أهل بيتي، وفى بعضها انما مثل أهل بيتي وفى بعضها: انما مثلي ومثل أهل بيتي، وفى بعضها: مثل عترتي، وفى بعضها من تخلف عنها هلك، وفى رواية زج في النار وفى بعضها قال في اخره وانما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة بني إسرائيل من دخله غفر له، وفى رواية: غفر له الذنوب، وفى بعضها، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة. السادس عشر: الأمالي - الشيخ الطوسي - ص 60. وأخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد الثقفي، قال: أخبرني عباد بن يعقوب، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن أبي إسحاق، عن رافع مولى أبي ذر، قال: رأيت أبا ذر رحمه الله اخذا بحلقة باب الكعبة، مستقبل الناس بوجهه، وهو يقول: من عرفني فأنا جندب الغفاري، ومن لم يعرفني فانا أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشره الله تعالى في الثالثة مع الدجال، إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثل باب حطة من دخله نجا ومن لم يدخله هلك. السابع عشر: الأمالي - الشيخ الطوسي - ص 482. أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: حدثني عيسى بن مهران، قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الأسود، عن علي بن الحزور، عن أبي عمر البزاز، عن رافع مولى أبي ذر، قال: صعد أبو ذر (رضي الله عنه) على درجة الكعبة حتى أخذ بحلقة الباب، ثم أسند ظهره إليه، فقال: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تركها هلك، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين.
جاء في كتاب تفسير كنز الدقائق للمؤلف الميرزا محمد المشهدي: قال تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة: الآية 58). قوله تعالى "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية" (البقرة 58): أجمع المفسرون على أن المراد بالقرية هاهنا بيت المقدس، ويؤيده قوله في موضع آخر "ادخلوا الأرض المقدسة" (المائدة 22). وقال ابن زيد: إنها أريحا، قرية قريب بيت المقدس، وكان فيها بقايا من قوم عاد، وهم العمالقة ورأسهم عوج بن عنق، أمروا به بعد التيه. فكلوا منها حيث شئتم رغدا: واسعا بما شئتم من أنواع طعام القرية. وقيل: إن هذه إباحة لهم منه لغنائمها وتملك أموالها، إتماما للنعمة عليهم، ونصبه على المصدر، أو على الحال من الواو. "وادخلوا الباب" (البقرة 58): أي باب القرية التي أمروا بدخولها. وقيل: باب القبة التي كان يصلون إليها. وقيل: باب حطة من بيت المقدس، وهو الباب الثامن، ورجح البيضاوي الاحتمالين الأولين بأنهم لم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى عليه السلام وفيه أنهم أمروا بدخول الباب بعد خروجهم من التيه، وقد توفي موسى وهارون فيه على ما مر سابقا. سجدا: مخبتين أو ساجدين لله شكرا على إخراجهم من التيه. وقولوا حطة: أي مسألتنا، أو أمرك حطة، كالحلبة، وقرئ بالنصب على الأصل بمعنى حط منا ذنوبنا حطة. قال البيضاوي: أو على أنه مفعول قولوا: أي قولوا هذه الكلمة. وفيه أنه لا يكون مفعول القول إلا جملة مفيدة، أو مفردا يفيد معناها، كقلت شعرا، فالصواب أن يقال حينئذ معناه قولوا أمرا حاطا لذنوبكم، وقيل: أمرنا حطة، أي أن نحط في هذه القرية ونقيم بها. وروي عن الباقر عليه السلام أنه قال: نحن باب حطتكم. "نغفر لكم خطاياكم": بسجودكم ودعائكم. وقرئ بالياء، وابن عامر بالتاء على البناء للمفعول. وخطايا أصله خطائي، كطائع عند سيبويه بدلت الياء الزائدة همزة لوقوعها بعد الألف، واجتمعت همزتان فأبدلت الثانية ياء ثم قلبت ألفا وصارت الهمزة بين الفين فأبدلت ياء وعند الخليل قدمت الهمزة على الياء ثم فعل بهما ما ذكر. "وسنزيد المحسنين" (البقرة 58): ثوابا، جعل الامتثال توبة للمسئ وإحسانا، وأخرجه من صورة الجواب، إشعارا بأن الزيادة تفضل منه تعالى، كما قال تعالى: "ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله" (فاطر 30) فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم: أي فخالف الذين عصوا، ففعلوا غير ما أمروا أن يفعلوه، وقالوا غير ما أمروا أن يقولوه. واختلف في ذلك الغير، فقيل: إنهم قالوا بالسريانية (هاطا سماقانا) وقال بعضهم: (هطا سماقاتا) ومعناه حنطة حمراء فيها شعيرة، وكان قصدهم في ذلك الاستهزاء ومخالفة الامر، وقيل: إنهم قالوا: حنطة، تجاهلا واستهزاء، وكانوا قد أمروا أن يدخلوا الباب سجدا أو طؤطئ لهم الباب ليدخلوه كذلك، فدخلوه زاحفين على استاهم، فخالفوا في الدخول أيضا. فأنزلنا على الذين ظلموا: كرره مبالغة في تقبيح أمرهم، وإشعارا بأن الانزال عليهم لظلمهم بوضع غير المأمور به موضعه، أو على أنفسهم بأن تركوا ما يوجب نجاتها إلى ما يوجب هلاكها. رجزا من السماء بما كانوا يفسقون: عذابا مقدرا من السماء بسبب فسقهم. والزجر في الأصل: ما يعاف عنه، وكذلك الرجس، وقرئ بالضم، وهو لغة فيه، والمراد به الطاعون. روي أنه مات به في ساعة واحدة أربعة وعشرون ألفا من كبرائهم و شيوخهم، وبقى الأبناء، فانتقل عنهم العلم والعبادة، كأنه يشير إلى أنهم عوقبوا بإخراج الأفاضل من بينهم. قال النبي صلى الله عليه وآله في الطاعون: إنه رجز عذب به بعض الأمم قبلكم.
جاء في موقع اذاعة القرآن الكريم بنابلس عن أبواب المسجد الأقصى: تقوم في جهات المسجد الأقصى الأربعة ما مجموعه خمسة عشر باباً، منها عشرة أبواب مفتوحة وزعت في جهتيه الشمالية والغربية. وخمسة مغلقة منذ الفتح الصلاحي تقوم في جهتيه الشرقية والجنوبية. وعلى ما يبدو فإن المؤرخين الذين ذكروا أبواب المسجد الأقصى قد خلطوا بين مسمياتها ومواقعها. فمنهم من ذكر بعضها ومنهم من ذكرها بصورة عشوائية وبصورة غير مرتبة حسب مواقعها الصحيحة. الأمر الذي جعل المهمة صعبة في تحديد أبواب المسجد الأقصى والتي كانت قائمة في الفترات الإسلامية المبكرة. والحق يقال أن هذا الموضوع لم يعط حقه في البحث العلمي، ونأمل في المستقبل القريب أن نقوم بدراسته بصورة وافية وشاملة بإذن الله. وقد قمنا بعمل مسح تاريخي لأبواب المسجد الأقصى منذ القرن الثالث الهجري وحتى الاحتلال الصليبي، لنقف على مسمياتها ومواقعها وعددها. فقد ذكر لنا ابن الفقيه (290هجرية/ 903 ميلادية) ثمانية أبواب حيث قال: (وفيه من الأبواب باب داود وباب حطة وباب النبي وباب التوبة وباب الوادي وبابي الرحمة وأبواب الأسباط وباب دار أم خالد). وأما ابن عبد ربه (300 هجرية/ 913 ميلادية)، فقد ذكر لنا عشرين باباً، حيث قال: (ويدخل إلى المسجد (المقصود المسجد الأقصى) من ثلاثة عشر موضعاً، بعشرين باباً: باب حطة، باب النبي، أبواب محراب مريم، بابي الرحمة، باب بركة بني إسرائيل، أبواب الأسباط، أبواب الهاشميين، باب الوليد، باب إبراهيم، باب أم خالد، باب داود). وأما الرحالة الفارسي ناصر خسرو (834 هجرية/ 1047 ميلادية)، فقد أشار إلى ستة أبواب وهي كالآتي: (باب التوبة وباب الرحمة وباب النبي وباب العين وباب حطة وباب السكينة). وعليه: فإن أبواب المسجد الأقصى قد زادت عن العشرين باب في الفترات الإسلامية المبكرة، ولكننا لا نجد اليوم سوى الخمسة عشر باباً التي ذكرناها أعلاه، والتي على ما يبدو أنها بقيت على وضعها الحالي منذ الفترة المملوكية وحتى يومنا هذا. ذلك أنه قد طرأ عليها تغييرات عديدة جراء الهزات الأرضية والحروب المدمرة والتي تخللت العهود الإسلامية. باب حطة: وهو أيضاً من أبواب المسجد الأقصى القديمة فقد تم ذكره عند ابن الفقيه وابن عبد ربه والمقدسي كما مر معنا سابقاً. ولكن بناءه الحالي يعود للفترة الأيوبية، حيث تم تجديده في سنة 617 هجرية/ 1220 ميلادية وذلك حسب النقش التذكاري الذي كان موجوداً فيه، والذي ورد فيه ما نصه: (جدد هذا الباب في أيام دولة السلطان الملك العظيم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أبوب وذلك في شهر رجب من سن سبع عشرة وستمائة).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat