كلمات مختارة من القرآن الكريم (أوتادا، سوط)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

قال الله تعالى عن أوتاد "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ" ﴿ص 12﴾ الْأَوْتَادِ: الْ اداة تعريف، أَوْتَادِ اسم، ذُو الأَوْتَادِ: الأوتاد التي يشد إليها المعذب، هؤلاء الجند المكذِّبون جند مهزومون، كما هُزم غيرهم من الأحزاب قبلهم، كذَّبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون صاحب القوة العظيمة، وثمود وقوم لوط وأصحاب الأشجار والبساتين وهم قوم شعيب. أولئك الأمم الذين تحزَّبوا على الكفر والتكذيب واجتمعوا عليه، إنْ كلٌّ مِن هؤلاء إلا كذَّب الرسل، فاستحقوا عذاب الله، وحلَّ بهم عقابه، و "وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا" ﴿النبإ 7﴾ الجبال أوتادًا: كالأوتاد للأرض لئلاّ تميد، وَالجِبَالَ أَوْتَادًا: لتثبيت الأرض، والجبال رواسي، كي لا تتحرك بكم الأرض؟ و "وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ" ﴿الفجر 10﴾ الأَوْتَادِ: التي يربط بها الرجل للعذاب، ذي الأوتاد: الجُيُوشِ الكثيرةِ التى تَشُدُّ مُـلـْـكَه، وكيف فعل بفرعون مَلِك مصر، صاحب الجنود الذين ثبَّتوا مُلْكه، وقوَّوا له أمره؟
وردت كلمة وتد ومشتقاتها في القرآن الكريم: الْأَوْتَادِ، أَوْتَادًا. جاء في معاني القرآن الكريم: وتد الوتد والوتد، وقد وتدته أتده وتدا. قال تعالى: "والجبال أوتادا" (النبأ 7) وكيفية كون الجبال أوتادا يختص بما بعد هذا الباب، وقد يسكن التاء ويدغم في الدال فيصير ودا، والوتدان من الأذن تشبيها بالوتد للنتو فيهما. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (وتد) "وفرعون ذو الأوتاد" (ص 12) قيل: كان يمد الرجل بين أربعة أوتاد حتى يموت.
قال الله تعالى عن سوط "فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ" ﴿الفجر 13﴾ سوط اسم، سَوْطَ عَذَابٍ: ضربا من العذاب، هؤلاء الذين استبدُّوا، وظلموا في بلاد الله، فأكثروا فيها بظلمهم الفساد، فصب عليهم ربُّك عذابا شديدا، إنَّ ربك أيها الرسول لبالمرصاد لمن يعصيه، يمهله قليلا ثم يأخذه أخْذَ عزيز مقتدر. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (سوط) "سوط عذاب" (الفجر 13) السوط: هو العذاب ولم يكن ثمة ضرب بسوط.
جاء في تفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي: قوله: "والجبال أرسها" (النازعات 32) فسر الدحو الذي هو التمهيد للأرض والبسط للسكنى بما لابد منه في تأتي سكناها، من: تسوية أمر المأكل والمشرب، وإمكان القرار عليها بإخراج الماء والمرعى، وإرساء الجبال أوتادا لها لتستقر ويستقر عليها. قوله تعالى "ذو الأوتاد" (ص 12) مستعار لثبات ملكه، كما قال الأسود: ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة * في ظل ملك ثابت الأوتاد. وقيل: كان يعذب الناس بالأوتاد. وقيل لفرعون: "ذو الأوتاد" (ص 12) لكثرة جنوده ومضاربهم التي كانوا يضربونها إذا نزلوا، أو: لتعذيبه بالأوتاد كما فعل بآسية. وامرأة فرعون: آسية بنت مزاحم، آمنت حين سمعت بتلقف عصا موسى الإفك، فعذبها فرعون بأن وتد يديها ورجليها بأربعة أوتاد واستقبل بها الشمس، وأضجعها على ظهرها ووضع رحى على صدرها. قوله تعالى "الذين طغوا" (الفجر 11) نصب على الذم، أو: رفع على: هم الذين طغوا، أو: جر صفة للمذكورين: عاد وثمود وفرعون. يقال: صب عليه السوط وغشاه وقنعه، وذكر السوط إشارة إلى أن ما أجله بهم في الدنيا من العذاب بالقياس إلى ما أعده لهم في الآخرة كالسوط إذا قيس إلى سائر ما يعذب به، وكان الحسن إذا أتى على هذه الآية قال: إن عند الله أسواطا كثيرة فأخذهم بسوط منها. قوله "ألم تر كيف فعل ربك" (الفجر 6) إلى قوله: "سوط عذاب" (الفجر 13)، وقيل لعقب عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح: عاد، كما قيل لبني هاشم: هاشم، ثم قيل للأولين منهم: عاد الأولى، وإرم تسمية لهم باسم جدهم، ولمن بعدهم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat