صفحة الكاتب : سلام محمد العبودي

قطار مجالس المحافظات ينتظر الانطلاق
سلام محمد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

توقفت عملية اِنتخاب مجالس المحافظات,  إثر التظاهرات التي  اندلعت في تشرين 2019, فقام البرلمان العراقي بإلغاء مجالس المحافظات غير المنضوية في إقليم وعددها 15 ، تضم 120 قضاء إدارياً وأكثر من 400 ناحية، وحلت مجالسها أيضاً. 

تلك المجالس  مفصل مهم في الدولة الحديثة, وكان يجب  العمل بها لأهميتها في تقديم مشاريع كل محافظة, لأخذ الموافقات الأصولية وتوفير التخصيص المالي لها, وإحالتها للحكومة المحلية حسب الاختصاص ومتابعة الرقابة والتنفيذ, , وإلغاءها يعتبر مخالفة دستورية, مما تطلب من الكتل السياسية الفاعلة, إعادة العمل بتلك المجالس وإجراء إنتخابات نزيهة تكسب ثقة المواطن بها.

المفوضية المستقلة للانتخابات من جانبها, حرصت على إنجاح العملية الانتخابية, من خلال نصب آلاف الكاميرات في كافة محطات الاقتراع, لمتابعة العملية بكل شفافية, وتعهدت بإعلان النتائج بوقت قياسي مقارنة بالإنتخابات السابقة, بدلاً من التأخر سابقاً ما اتاح فرصاً للمشككين, والاتهامات بالتزوير وإعلان نتائج غير حقيقية, ما يُنتج إيحاءً بعدم مصداقيتها.

الجديد في هذه الانتخابات مقاطعة التيار الصدري وعدم اشتراكه, وقد صرح قادته بأنهم وإن استقالوا من البرلمان, فإنهم يمتلكون الشارع, وتلك إشارة وتلميح ريما لرغبة بإثارة التظاهرات مرة أخرى, ما ينذر بحالة من عدم الاستقرار وعودة؛ الفوضى لمحافظات الجنوب والفرات الأوسط إضافة للعاصمة بغداد, لا سيما وأن هناك جزءً, من مكونات تشرين يعولون على تحشيد الشارع أيضاً.

المرحلة القادمة لمجالس المحافظات ليست بالسهلة اليسيرة, بل تحتاج للعمل المتواصل من أجل إثبات وجودها الدستوري, ومتابعة كل شاردة وواردة, من أجل تقديم أفضل الخدمات, من خلال المشاريع التي وعِدَ بها المواطن سابقاً, ورفع المشاريع للحصول على التخصيصات المالية اللازمة, وعدم هدرها أو فسح أي مجال, للفاسدين ليشوهوا عملها.

حركات تشرين أثناء اِحتجاجها إعتبرت مجالس المحافظات مفصلاً لا فائدة منه، وعلى لسان النائب علاء الركابي، فهل كان شعاره للوصول إلى قبة البرلمان من أجل تقديم الخدمة, للمواطن من خلال المنصب, أم إنه دخل ليكمل عملية التسقيط!.. هذا ما ستكشفه نتائج العمل من خلال المشاريع التي من المزمع طرحها.

الكتل السياسية النافذة يقع على عاتقها المسؤولية الأكبر, فقد كانت مشاركة في الانتخابات السابقة, وعليها متابعة المشاريع السابقة وكشف الخلل وإصلاحه, وتقديم المتسببين بالفساد للقضاء, خصوصا مع علمها أن المجالس السابقة تُكلف الدولة, نحو 200 مليون دولار أمريكي.

هل سيعود قطار مجالس المحافظات للعمل, بقيادات كفؤة ونزيهة تراقب وتقيم كل أجهزة المحافظة؟ هل ستعمل على اختيار محافظين, قادرين على خدمة أبناء محافظات, عانت من الإهمال لعقدين من الزمن؟  ليس من السهل الحكم بذلك، فهو مرتبط بحسن إختيارنا لمن يمثلنا في تلك المجالس.. وننتظر ونرى.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/06



كتابة تعليق لموضوع : قطار مجالس المحافظات ينتظر الانطلاق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net