أطباء تورطوا في السياسة
ايات الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ايات الموسوي

لايختلف اثنان في ان مهنة الطب من انبل المهن في الحياة طالما انها ارتبطت بالانسان وكينونته التي امنها الخالق للعلماء من عباده ناهيك عن انها وظيفة نادرة تمنح صاحبها تقدير المجتمع وتغنيه عن ذل السؤال .
ويبقى السؤال الذي يدور في خلجي ويعترك شاهرا سيفه امام كل السجالات التي حبكها الناس من تبرئة الموقف على ترك اولئك الاطباء مهنتم وامتهانهم حرفة السياسة ؟
تلك المفردة التي باتت وباءا ينخر في جسد الدولة التي عجز الاطباء من ان يضمدوا جرحها االنازف او ان يضعوا يدهم على شق النزيف او ان يستاصلوا تداعيات تلك المفردة من حمى والم لواقع الشعب .
في سوريا لم يفلح ثلاثة اطباء مجتمعين على قلب رجل واحد ان يحكموا بلدهم ثلاث سنوات عجاف بينما استطاع عسكري متمرس وداهية هو حافظ الاسد ان يضعهم في اول سيارة متجهة الى سجن (المزة) في الشام ويحكم بدلا منهم سوريا لثلاثة عقود من الدهر ويورثها لنجله طبيب العيون بشار الاسد .
انهم نور الدين الاتاسي ووزير الخارجية وقتذاك ابراهيم ماخوس ويوسف ازعين رئيس الوزراء .
اطباء مهرة فشلوا في ادارة دفة الحكم وان يرسوا في مرفأ السلطة في حين قدم ضابط من ثكنته العسكرية وحكم بلاد امية بقبضة من حديد .
وكذا الحال في العراق كان الطبيب عزة مصطفى الشخص الثاني بعد الرئيس احمد حسن البكر في تسلسل قيادة الدولة .
وكذا يتذكر اللبنانيون بعرفان اريحية وهيبة الطبيب عبد المجيد الرافعي في طرابلس وعلاجه للفقراء مجانا بينما لايتذكره احدا نائبا او عضوا في القيادة لثلاثة عقود انها معضلة ,هذه المهنة التي لايشاطرها نظير ولايمسك معصمها ماسك ان يستبيح مكانتها تلك التي سمت على دخان البرجوازية الطبقية تلك المهنة التي رياضيا لاتقبل القسمة على اثنين اما ان يحالفك الحظ او ان تفشل فشلا ذريعا حتى لو اصبحت رئيسا للوزراء كما هو الحال مع ابراهيم الجعفري وليت الطبيب الاخر علاوي اكتفى بعيادته البائسة مع دقات بندول الساعة الجدارية معلنة بدء وقت دوام العيادة لكان قد وفر على العراق عشرات الالاف من الانفس التي زهقت قتلا وغدرا زهق النياق غسق العيد ليصحى الناس على صوت اذان مهللا بدء فجر عيد باتت ليلاه مكتحلة بدماء من اسمه وهويته وانتماءه جل جرمه .
ننطلق بقافلة قلمنا الى اليمن فذاك حال وزير خارجية اليمن الطبيب ابو بكر القربي لم يترك بصمة واحدة على جدار الوزارة كما ترك السياسي البارز والدبلوماسي عبد الكريم الارياني
لابد انها لعنة من يترك المهنة الرحيمة مهنة الطب .
ختاما : الاسماء تطول والاستثناء للاسماء وارد لكن للقاعدة سطوة وليت اطبائنا العرب يهوون الشعر بدل السياسة مثلما كان حال الطبيب المصري ابراهيم ناجي الذي ترك لنا ارث رائعته قصيدة (الاطلال) بجنجرة كوكب الشرق ام كلثوم . .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat