احياء مولد الامام الحسين(ع) من وجهة نظر علي الوردي
ظاهر صالح الخرسان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عالم اجتماع عراقي يعدُُّ علماً من اعلام الفكر الاجتماعي التنويري كتب عن حياة الناس الاجتماعية وعن قيمهم وعاداتهم وعصبياتهم وسلوكهم في الحياة اليومية فقد أثارت أفكاره النقدية واطروحاته الاجتماعية تساؤلات عديدة وبصورة خاصة بعد تهاوي النظام الدكتاتوري العراقي بهذه السرعة المذهلة وتركه لمجتمعاً مفككا وشعبا ممزقا ومنقسما على ذاته ،حين تفجرت المكبوتات التي تراكمت عبر أكثر من ثلاثة عقود من الزمن وظهرت أجيال جديدة لا تعرف معنى الانتماء الحقيقي ولا الولاء لأنها نشأت على التسلط والخضوع واضطرت بشكل او بآخر الى الالتفاف حول نفسها ومصالحها الآنية بالرغم من انخراط عدد كبير منهم في الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والمؤسسات العسكرية بين الخوف والحاجة والخضوع ....وغيرها
يتساءل الوردي عن سبب الاحتفال كل عام بذكرى مولد الحسين بن علي عليه السلام حيث يرى البعض انه ذهب الحسين وذهب يزيد في غياهب الماضي الذي لا يعود فما الجدوى من ذلك يقول الوردي((فلقد ذهب الحسين وذهب يزيد ولكننا مع ذلك نجد في كل زمن حسينا ويزيد يتنازعان الحياة))
وها هو ذا تاريخ الإنسانية مفعما بمثل هذ الكفاح ،بين الحق والباطل اذ انجرف المجتمع البشري في هذا السبيل تارة وفي ذلك السبيل أخرى
فإذا نحن أهملنا التفريق بين حسين ويزيد في التاريخ جاز لنا ان نهمل التفريق بينهما في أي زمان وبهذا قد يلتبس علينا وجه الحق وتشتبك حدود الظلم والعدل معا بحيث لانستطيع لها فصلا ولا تميزا)
فأن تأريخ الإنسانية مفعما بمثل هذا الكفاح الخالد بين الحق والباطل
فإذا نحن أهملنا التفريق بين حسين ويزيد في التاريخ جاز لنا ان نهمل التفريق بينهما في اي زمان وبهذا قد يلتبس علينا وجه الحق وتشتبك حدود الظلم والعدل معا بحيث لانستطيع لها فصلا ولا تميزا اذهب ببصرك وقلبه أينما شئت تجد أن في شؤون هذه الحياة صورا من ذلك الصراع الخالد تتكرر هنا وهناك كل يوم وان الذي يميز الإنسان الذي يعيش في مجتمع والحيوان في الغابة هو الضمير الاجتماعي الذي يخالج نفوس الناس فيردعهم عن ان يكونوا بهائم يخافون الظالم ويظلمون الوديع
فإذا لم يهذب هذا الضمير في نفوس الأفراد فليس من أمل عند ذلك في رفع مستوى المجتمع الإنساني وفي اصلاحه وفي إسعاده فإذا اعنت ظالما ولو بكلمة أو ابتسامة واختلقت له المعاذير قد جلبت على نفسك البلاء
فهو اذا اعتدى اليوم على غيرك فسيعتدي غدا عليك وسيلقي من الناس ابتساما وتأييدا على ديدنك القديم .. هذه حقيقة اجتماعية كبرى وهي لعمري من الحقائق المعترف بها في هذا العصر.. فالمجتمع الذي يرى منكرا لمنكر يزيد وأتباعه ثم لايستهجن منهم ذلك لا اظن انه سيهتدي في دنياه الى سبيل قويم
يقال ان الحسين عندما أحاط به الأعداء من كل جانب وضيقوا عليه الخناق خطب فيهم قائلا : (ويلكم ايها الناس أتظنون انكم بعد قتلي تتنعمون في دنياكم وتستظلون في قصوركم هيهات فعن قريب سيحاط بكم وتكونوا أّذل من قوم الأمة وسيسلط عليكم رجل ثقيف ليسقيكم كأسا مصبرة)
تالله أنها كانت من الحسين حكمة بالغة وقد أرنا الزمن مبلغ صدقها عيانا
فلقد تابعت الفتن على هذه الأمة بعد مقتل الحسين كامرىء يمسك بالزمام ترى الناس يتبعونه ويخضعون اليه لاينظرون الى هدفه ولا يكترثون بالأخلاق
فتناوب الطغاة والسفاكون جيلا بعد جيل يأخذون من هذه الامة ضريبة الثأر على شل غريب!
حتى أصبحت هذه الأمة التي كانت اعز أمم الأرض قاطبة أذل امة في العالم أفليس من الجدير بعد هذا ان نحتفل بالحسين كل عام وكل شهر وكل يوم .
ثار الامام الحسين (ع) من اجل تحرير الإنسان من قيوده ومن ربقة الذل والخنوع ،وتحرير الإسلام من حماته..... فلم يلجا كغيره الى الدعايات الكاذبه والشعارات المضللة ...انه كان يريد الوصول الى الحق لكن لا من طريق الباطل ويريد اقامة موازين العدل لكن لا من طريق الجور ...فلا يريد إلا الشهادة والتضحية ،لإحياء القلوب الميتة ((فمن لحق بي فقد استشهد ومن لم يلحق بي لم يبلغ الفتح ...))
وهذا مقتله قد كان ناوس الخطر ونذير الهلاك لهذه الأمة التي كانت من قبل خير أمة أخرجت للناس فالاحتفال بالمولد هو احتفال بالمبدأ الذي يسير عليه المجتمع الذي يميز بين الحق والباطل بين الحسين ويزيد ، فالإحياء للمجتمع الذي له ضمير اجتماعي حي لا يساوم ولا يداهن الظلمة لا مجتمع متملق يظهر للسلطة عكس ما يضمره ويتودد لها طمعا في المال أو الجاه او دفعا لشر يتوقعه
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ظاهر صالح الخرسان

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat