صفحة الكاتب : علي هادي الركابي

الشهيد ..المفقود الاثر ..القائد الاسماعيلي ..عروج للتاريخ .
علي هادي الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الحديث عن الرجال ومواقفهم التاريخية  يحتاج الى فهم خاص جدا ؛ يفصل بين ما خطه قلم التاريخ من افعال واقوال وما خطه  القدر الغيبي الالهي  من  اسناد لتلك الافعال؛ فرسم التاريخ لوحات لم ولن ينساها العالم؛ فقد حفرت تلك اللوحات في ثنايا اقدار الشعوب؛ تاريخا يبقى خالدا سفر الايام يتناقلها رواة الحديث جيلا جيلا .
ولد الشهيد عمران موسى الاسماعيلي في محافظة ذ ي قار عام 1979 من اسرة جنوبية كادحة ولاق صعاب الحياة منذ نعومة اظافره ، ورفض النظام البعثي وتسلطه الوحشي على رقاب العراقيين وهو في بداية شبابه ،هاجر الى سوريا عام  2002  عمل في مقام السيدة زينب عليها السلام كشواني خدمة  للزوار تطوعي منذ وصوله الى سوريا . وظل يمارس الاعمال الحرة في كسب قوته وعائلته ، وكذلك العمل الطوعي في مقام السيدة زينب ع حتى اندلاع الاحداث في سوريا بداية عام 2011،تزوج من سيدة من النجف الاشرف له ثلاث بنات ولدن في سوريا ،والابن الاصغر محمد علي ولد بعد استشهاده .
 بعد الاحداث التي مر بها مقام السيدة زينب عليها السلام كان من اول المدافعين عن المقام ولم يقبل الرجوع الى العراق رغم الوضع الامني وخطورته وآل على  نفسه بعدم ترك المقام بعد ان كتبوا عبارات على المقام ( سترحلين مع النظام ) ، تم تشكيل اللجان الشعبية لحماية المقام وبعدها لواء ابا الفضل العباس وبعدها لواء ذوالفقار حتى اصبح مسؤول المربع الامني لمقام السيده زينب وقبل تدهور الاوضاع الامنيه في سوريا كان مسؤول تشريفات المقام.
وقف بصدره العاري امام  هجمات التكفيرين وجبهة النصرة  والجيش الحر ، وقف وهو ينادي بصوته العراقي الجهوري ذات الغيرة العالية ، وبدموع تجري من عينيه التي لم تر النوم لايام عدة  ؛ سيدخلون على جثتي ، سيدتي لا وبل ارحل قبل ان اراك تسبين ثانية ، سيدتي فداك روحي وما املك ، هكذا كان يخاطب السيدة زينب ويذود عن حرمها . صولاته وجولاه ازعجت المعتدين الاوباش حفاري القبور .كان اول من رفع الراية على قبة مقام السيدة زينب ع وكانت هي اول راية من حرم الامام العباس ترفع على القبة ولم تك هنالك اي راية قبلها مطلقاً . 

مرت الايام و كانت الهجمات تتوالى على الحرم ، والقصف كان يوميا وبشكل اعنف عن الذي قبله ، حتى هاجر اكثر سكان حي السيدة زينب الى مناطق امنة ، وبقي الشهيد القائد الاسماعيلي مع اخوته يصدون هجمات الرعاع يوما بعد اخر ، حتى اقترب المهاجمون  من الحرم  مسافة 400 متر فقط ، كان الشهيد ورفاقه داخل الحرم  يزداد الحصار عليهم يوما بعد اخر ، وفي احد الهجمات اليومية في شهر رمضان ويوم شهادة امير المؤمنين ع في 21 رمضان عام 2013 تصدى لهم ببسالة حتى ضايقوا الخناق عليه واشتشهد ورفاقه  وتم اخذ جسده الطاهر من قبل الجيش الحر واخذوه الى جهة مجهولة ولم يعثر الى اليوم على رفاته رحمه الله . له قبران رمزيان احدهما  في سوريا مقبرة الشهداء والآخرفي مقبره وادي السلام في النجف الاشرف .
رحل الاسماعيلي القائد الى جنان الخلد ، معاهدا الامام ابو الفضل العباس ع بان هنالك رجال صدقوا في الدفاع عن حرم اخته الطاهرة ع ، سائرين على طريق الامام الحسين في هيهات من الذلة، مخلدين في ام الكتب وتتذكرهم الاجيال  ، اما من كتب سترحلين مع النظام فرحل قبلها وكان موعده مع يزيد ومعاوية ...في مزبلة التاريخ 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي هادي الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/23



كتابة تعليق لموضوع : الشهيد ..المفقود الاثر ..القائد الاسماعيلي ..عروج للتاريخ .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net