صفحة الكاتب : بان الاسدي

التَعليم بَيْنَ المِطْرَقَةِ والسَّنْدَانِ
بان الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أبدأها بكلماتٌ من نور، أشعتها تنيرُ طريق المتعلمين، وأبقها يشعر به الناس، وانسانيتها تكُن محطاً للأخلاقِ والعرفان، هي رمزٌ تزودنا بالعلم والمعرفة والوجدان، هي من  تنصع الأجيال؛ لغرض ان يكونوا هم أوتاد حقاً في البناء واعمار بلداننا، هي السلاح نفسه، هي الحصانة، هي العلمِ والمعرفة، من تمسك بها نَجَّى، ومن تخلف عنها هوى، هي المجتمع الأكاديمي صاحب المروءة والإنسانية والسماحة، هي مهما تكلم عنها المرء، وأتى فصاحة  من اللغة، فانه يعجز عن رد الدين، فهي التي خرجت  لنا الدكتور والمعلم والمهندس...

 أيها  القارئ العزيز ايدك الله بروح منه، اقرأ وتابع هذه السطور التي كتبت بأناملي جاءت نتيجة تجربه حيه وهذا كل ما فيها.

أودُ أن اذكر نفسي واياكم  أيها الكرام، والأساتذة الفضلاء، أن  التدريّس في كل المراحل مقدس، وتأتي قدسيته من التدريّسي نفسه، ومن قداسة المهنة؛ لأن الطالب مهما أوتي من موهبه وبلاغة فهو متلقي؛ أذاً النجاح يكمن في التدريّسي، والفشل يكمن منه.

 وأنا أرى وبصفه شخصية أن الحالة العلمية في كافة جامِعاتنا وكلياتنا معا هي حالة جيده وبرقي، عكس السنين الِعجاف ، لعدة أسباب ؛ لكون المعلومة أتيحت للجميع بالهواء الطلق وبعدة وسائل، وهذا شيء جيد، فلابد للتدريّسي أن يكون على علم ودراية في الامور النفسية للطلبة، والمتغيرات بما يسمونها بالحداثة، وأنا لا أشك بذلك؛ لكون هناك شرخ كبير بين بعض التدريّسين وأغلبية الطلبة في بعض الأحيان، ونرى نتيجة عملنا أن بعض الطلبة يعتبرون المرحلة الجامعية نزهة لا تعليم! وهناك وقاحات أدبية تظهر في الصف أو القاعة بين الاناث والذكور، وربما هناك تطاول لفظي، أو حركة أو إيماء بالوجه وتنمر يعرفها التدريسي دون غيره؛ لأنه المتحكم بالصف ، ومقترحي بأن نعرف ماهية أو أدوات مما نحن فيه؛  لغرض تقليلها أو محوها آخذيّن بنظر الاعتبار التغير العام  الذي حدث في بلدنا ، والذي كَثيرٌ منه ايجابي، وقلة منه انحطاط أخلاقي، وبما أننا استاذه جامعيين، وطلبتنا بالغين سن الرشد (كبار وراشدين)  وكما يقال "إن كبر ابنك خاويه" بما  أن الكثير من الأسر تخلت عن متابعة ابناءهم من الطلبة بشكل عفوي، لعدة اسباب منها زحمة العمل والمعيشة، ومن هنا أضع النقاط على الحروف اذا تلطف بي القارئ الكريم حسب ما اتصور أن الصواب وارد، والخطأ جائز في تقديري.

هناك كثيرا من الحلول النظرية المتبعة تكتب على الورق ولا تنفذ، وهذا أمر معتاد ربما ،ولي وجهة نظر أخرى بصدد البحث، ومن أجل التصويب أن نأخذ من الشكل النظري فكره وقياس بكل مفاهيمها، ونعد العدة بكافة أدواتها للتطبيق العملي المخطط والمبرمج، وربما ولا ابالغ أن قلت وضع الاستراتيجية محط التنفيذ، وقد يخالفني البعض بصدد الاستراتيجية .

        فلابد من معرفة الداء حتى نجد له دواء ،كورونا صابت شخص والفايروس غزى العالم أيها المتلقي الفطن؛ وبجهود العلماء اصبحت كورونا في خبر كان؛ فلابد أن نتصارح بشكل جلي، وان نَعرف أين يكمن الخلل، حتى "لَو أنْ تلقى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ"، وحسب رأيي الشخصي الاغلبية مقصرون عذراً في بعض الجوانب، الاسرة، والبيئة المجتمعية، الوضع الاكاديمي.

ولو استرسلت معي أيها القارئ اللبيب، وكما يقولون "اذا عرف السبب بطل العجب"، قسماً من طلبتنا ينظرون للتعليم كانه "وسيلة وليس غاية"، متأثرين في ذلك في (العولمة الثقافية)، مما تجعل الاسرة والاستاذ أمام بودقة  "بيْنَ المِطْرَقَةِ والسَّنْدَانِ"، وهذه مشكله بحد ذاتها.

أسترعي أنتباهك ايها القارئ العزيز من أن الكل مرتبطين بالأنظمة والتعليمات بين الوزارة ومرجعياتهم الاخرى غير قابلة للتجاوز من أي أحد ضمن قوانين أعدت لأغراض عده منذُ وقتٌ طويل، وحسب رأيي أن بعضها لا يتناسب والجو العام، والانفتاح الفكري الذي نعيشه؛ فلابد من تذليل بعض الصعوبات للتدريسي اولاً، وتفويضه بعض الصلاحيات، وفتح قنوات أمامه؛ ليكون هو في الصف ممثل الكلية بصفته عميداً ورئيسً للقسم، ومقرراً، أذا وعد الطلبة بشيْ يكون لزاماً تنفيذه، مراعيا في ذلك السلطات الادارية ضمن الصلاحيات والقوانين،  أي يكون له صلاحيات بالتعامل مع ما يراه مناسباً ضمن اختصاصه؛ لغرض أن يبدع به حتى يخرج من بودقة الروتين، ، كأن تكون هناك آلية  محدده للترفيه أو القاء المحاضرات في الجو الطلق،  أو عمل كروبات من الطلبة لكلا الجنسين؛ لغرض قراءة افكارهم عن طريق (صالون علمي) أسبوعي ربما يكون اون لاين أو مباشر حتى يشعر الطلبة بأن الاستاذ  قريباً منهم كابِاً لهم، ومرجعهم العلمي، والاخلاقي، والنفسي عندما نصل الى مستوى بهذا الشكل  يكون الترابط بين الأستاذ والطالب روحيا ، كأن تكون الكلية أو القسم هو بيته وأسرته بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فأن نجح الطالب فرحته اسرته، وأن أخفق تقوم الاسرة بتذليل الصعوبات، وحث الطالب على المسير باتجاه النجاح، وهيَ توفير له  بيئة حاضنه وبكل الوسائل المتاحة ، وهل يا ترى نرى النور آخر النفق ؟ وأمنياتي أن أرى بلدي في مقدمة البلدان التي تتسلح بالعلمِ والمعرفة، هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بان الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/16



كتابة تعليق لموضوع : التَعليم بَيْنَ المِطْرَقَةِ والسَّنْدَانِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net