صفحة الكاتب : كامل حسين الجنابي

ثواب البكاء على مصيبة الإمام الحسين عليه السلام
كامل حسين الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن رقة القلب ودمعة العين هي من صفات المؤمن، وإن كل إنسان ما إن يتذكر ويتصور قصة واقعة الطف في كربلاء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، حتى ينتابه الحزن في النفس، ويعتصر القلب، وتهتز المشاعر، وتدمع العين والبكاء.
إن للحسين عليه السلام منزلة ودرجة عظيمة عند الله تعالى، لا يعرف حقيقة قدرها ومنزلتها ودرجتها إلا الله (عز وجل).
قال رسول الله J: "إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً".
إن ثواب البكاء على مصيبة الإمام الحسين عليه السلام وسائر الأئمة عليهم السلام عظيم من الله سبحانه للفرد في الدنيا والآخرة، كما جاء في كثير من الأحاديث نذكر منها:
عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قال الحسين بن علي عليه السلام : "أنا قتيل العبرة، قتلت مكروباً، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب قط إلا ردّه الله إلى أهله مسروراً". (بحار الأنوار: ج44/ ص279).
عن الربيع بن المنذر عن أبيه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: "ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقباً". (نفس المصدر). والحقب كناية عن الدوام، والحقبة من الدهر مدة لا وقت لها.
روي أنه لما أخبر النبي J ابنته فاطمة عليها السلام بقتل ولدها الحسين، وما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة بكاء شديداً، وقالت: يا أبتِ متى يكون ذلك؟ قال J: في زمان خال مني ومنك ومن علي، فاشتد بكاؤها وقالت: يا أبت فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟ فقال النبي J: "يا فاطمة، إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل في كل سنة، فإذا كان القيامة تشفعين أنتِ للنساء، وأنا أشفع للرجال، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة.
يا فاطمة، كل عين باكية يوم القيامة، إلا عين بكت على مصاب الحسين، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة. (نفس المصدر: ص293).
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي حتى تسيل على خده، بوّأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً". (نفس المصدر: ص281). وأحقاباً بمعنى دائماً، وهذا الحديث يوضح أن من صفات المؤمن البكاء لمصيبة الحسين عليه السلام .
وكان أبو عبد الله الصادق عليه السلام يقول: "الحسين عبرة كل مؤمن".
وعن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أبو عبد الله الحسين بن علي C: "أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر". (نفس المصدر: ص284). وهذا دليل وسند آخر على أن من صفات المؤمن البكاء على مصيبة الحسين عليه السلام .
عن أبي عمار المنشد، عن أبي عبد الله J قال: قال لي: "يا أبا عمارة، أنشدني في الحسين بن علي، قال: فأنشدته فبكى، ثم أنشدته فبكى، قال: فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار.
قال: فقال عليه السلام : يا أبا عمارة، من أنشد في الحسين بن علي شعراً فأبكى خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى عشرة فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى واحداً فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فتباكى فله الجنة". (نفس المصدر: ص282).
في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام : "بكت السماء على يحيى بن زكريا وعلى الإمام الحسين بن علي عليه السلام أربعين صباحاً، ولم تبكِ إلا عليهما" قلت: وما بكاؤها؟ قال عليه السلام : "كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء". (تفسير الأمثل: ج6/ ص143). أي حمرة في أطرافها وضوئها.
عن أبي جعفر عليه السلام قال: "أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة حتى تسيل على خده، بوّأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً". (بحار الأنوار: ج44/ ص285).
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء على الحسين بن علي عليه السلام فإنه فيه مأجور". (نفس المصدر: ص291).
قال أبو عبد الله عليه السلام في حديث طويل: "ومن ذكر الحسين عنده (عند قبره في كربلاء) فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله (عز وجل)، ولم يرضَ له بدون الجنة". (نفس المصدر).
قال الرضا عليه السلام : "من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبكِ عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب". (نفس المصدر: ص278).
عن الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال لي: "يا ابن شبيب، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً.
يا ابن شبيب، لإن كنت باكياً لشيء فابكِ للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً، ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم (يا لثارات الحسين).
يا ابن شبيب، لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، أنه لما قتل جدي الحسين أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر، يا ابن شبيب، إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً.
يا ابن شبيب، إن سرّك أن تلقى الله (عز وجل) ولا ذنب عليك، فزر الحسين عليه السلام ، يا ابن شبيب، إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي J فالعن قتلة الحسين عليه السلام .
يا ابن شبيب، إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته: "يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً".
يا ابن شبيب، إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أن رجلاً تولى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة". (نفس المصدر: ص286). ومعنى هذا: إن من يوالي الأئمة المعصومين عليهم السلام فإن الله سبحانه يحشره مع الأئمة عليهم السلام يوم القيامة.
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: "من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبكِ عينه يوم تبكي العيون". (مكارم الأخلاق: ص206).
وما مصاب أكبر من مصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام فحضور المجالس الحسينية والبكاء على مصيبة الحسين لها الأجر الكبير بشفاعة نبينا محمد J وأهل بيته يوم القيامة.
اللهم نعوذ بك من قلب لا يخشع، وعين لا تدمع على مصيبة الحسين عليه السلام والأئمة عليهم السلام ... اللهم اجعلنا ممن يعمر مجالس الحسين عليه السلام في كل مكان وكل عام، إنه سميع مجيب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كامل حسين الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/06



كتابة تعليق لموضوع : ثواب البكاء على مصيبة الإمام الحسين عليه السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net