الزيارة المليونية مشياً لأبي عبدالله الحسين ؏ في العشرين من صفر ، ومجالس العزاء الكثيرة التي تستقبل ملايين المعزين والمنتشرة في الكثير من بقاع العالم .. بلورت لنا مفهوم الخدامة وأعطته زخماً معنوياً كبيراً الى الدرجة التي ارتقى بها هذا العمل وهذا المفهوم الى مفهوم وأهمية نفس الزيارة والعزاء لأبي عبدالله وسائر المعصومين صلوات الله عليهم .. فأصبح هناك ( زائر ) و ( معزي ) و ( خادم ) ..
الخدامة بشكل عام - خارج إطار القضية الحسينية - وبمعناها الذي نعرفه هي ذات أصول إسلامية راسخة إعتنت بها النصوص الشرعية وجعلت منها عملاً إسلامياً مستقلا ، نذكر نماذجاً من هذه النصوص :
١. في الكافي عن أَبي المُعتَمرِ قال ، سمعتُ أَميرَ المؤمنينَ ع يقول قالَ رسولُ الله ص وآله أَيُّمَا مسلم خدَمَ قَوماً منَ المُسلمينَ إِلَّا أَعطاه الله مثلَ عددهم خُدَّاماً في الجَنَّ .
٢. عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ما من رجل يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة .
٣. عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم .
٤. عن أبي عبد الله (عليه السلام) : من أطعم أخاه في الله كان له من الاجر مثل من أطعم فئاما من الناس ، قلت : وما الفئام [ من الناس ] ؟ قال : مائة ألف من الناس .
٥. عن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : اكلة يأكلها أخي المسلم عندي أحب إلي من أن أعتق رقبة .
نعم .. خدمة وسدانة المساجد والمراقد المقدّسة معروفة عند المسلمين ومُمارَسة من قبلهم ، ولكن التخصص بخدمة المؤمنين والاجتهاد والتميّز بهذه الخدمة وإنشاء وبناء مؤسسات وبنايات وهيئات تحمل شعار الخدمة وتوقف كل امكانياتها لذلك .. يعتبر مستوى متقدم لهذه الشعيرة الإسلامية قدّمته وطورته لنا الخدامة الحسينية بحيث باتت الخدامة ثقافة منتشرة في أكثر من مكان خارج وداخل العراق ولأكثر من مناسبة حتى غير الدينية منها ..
وليس بعيداً عنّا خليجي ٢٥ الذي شهدنا به ثقافة الخدامة على غرار الخدامة الحسينية عندما انبرى أهلنا في البصرة بالخصوص الى استقبال واستضافة الخليجيين الى الحد الذي أبهر الجميع .. وكذا الخدمة والدعم اللوجستي الذي قدمه الشعب العراقي الى الجيش والحشد الشعبي في الحرب ضد داعش أو الشعب السوري عندما ضربه الزلزال الأخير ..
إذن نحن أمام تأصيل لشعيرة إسلامية كبيرة وثقافة إنسانية عظيمة ، هنيئاً لمن كانت له يد في ذلك ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat