صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

 الخدامة الحسينية
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الزيارة المليونية مشياً لأبي عبدالله الحسين ؏ في العشرين من صفر ، ومجالس العزاء الكثيرة التي تستقبل ملايين المعزين والمنتشرة في الكثير من بقاع العالم .. بلورت لنا مفهوم الخدامة وأعطته زخماً معنوياً كبيراً الى الدرجة التي ارتقى بها هذا العمل وهذا المفهوم الى مفهوم وأهمية نفس الزيارة والعزاء لأبي عبدالله وسائر المعصومين صلوات الله عليهم .. فأصبح هناك ( زائر ) و ( معزي ) و ( خادم ) ..

الخدامة بشكل عام - خارج إطار القضية الحسينية - وبمعناها الذي نعرفه هي ذات أصول إسلامية راسخة إعتنت بها النصوص الشرعية وجعلت منها عملاً إسلامياً مستقلا ، نذكر نماذجاً من هذه النصوص :

١. في الكافي عن أَبي المُعتَمرِ قال ، سمعتُ أَميرَ المؤمنينَ ع يقول قالَ رسولُ الله ص وآله أَيُّمَا مسلم خدَمَ قَوماً منَ المُسلمينَ إِلَّا أَعطاه الله مثلَ عددهم خُدَّاماً في الجَنَّ .

٢. عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ما من رجل يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة .

٣. عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم .

٤. عن أبي عبد الله (عليه السلام) : من أطعم أخاه في الله كان له من الاجر مثل من أطعم فئاما من الناس ، قلت : وما الفئام [ من الناس ] ؟ قال : مائة ألف من الناس .

٥. عن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : اكلة يأكلها أخي المسلم عندي أحب إلي من أن أعتق رقبة .

نعم .. خدمة وسدانة المساجد والمراقد المقدّسة معروفة عند المسلمين ومُمارَسة من قبلهم ، ولكن التخصص بخدمة المؤمنين والاجتهاد والتميّز بهذه الخدمة وإنشاء وبناء مؤسسات وبنايات وهيئات تحمل شعار الخدمة وتوقف كل امكانياتها لذلك .. يعتبر مستوى متقدم لهذه الشعيرة الإسلامية قدّمته وطورته لنا الخدامة الحسينية بحيث باتت الخدامة ثقافة منتشرة في أكثر من مكان خارج وداخل العراق ولأكثر من مناسبة حتى غير الدينية منها ..

وليس بعيداً عنّا خليجي ٢٥ الذي شهدنا به ثقافة الخدامة على غرار الخدامة الحسينية عندما انبرى أهلنا في البصرة بالخصوص الى استقبال واستضافة الخليجيين الى الحد الذي أبهر الجميع .. وكذا الخدمة والدعم اللوجستي الذي قدمه الشعب العراقي الى الجيش والحشد الشعبي في الحرب ضد داعش أو الشعب السوري عندما ضربه الزلزال الأخير ..

إذن نحن أمام تأصيل لشعيرة إسلامية كبيرة وثقافة إنسانية عظيمة ، هنيئاً لمن كانت له يد في ذلك ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/28



كتابة تعليق لموضوع :  الخدامة الحسينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net