من دلالات ( لفظ الخطوة ) في روايات المشي
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

ورد لفظ الخطوة أو ما يؤدي معناها في أخبار المشي لزيارة أبي عبد الله ؏ ، مثل ما جاء عن أبي الصامت ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) وهو يقول : "من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيّئة ، ورفع له ألف درجة .." .
ولفظ ( الخطوة ) غني بالمعاني والدلالات التي يقصدها المعصوم منه .. نحاول ذكر ما يتبادر الى الذهن منها :
١. إشارة الى أهمية وثواب المشي الى زيارة الإمام الحسين ؏ من القريب فضلاً عن البعيد لكربلاء ، فلا يزهد أحد بهذا العمل المبارك مادام الثواب يقاس بالخطوات لا بالكيلومترات ..!
٢. استعمال لفظ الخطوة هو لتقربب المسافة البعيدة ، فإن استعمال وحدة قياس البعيد تُشعر بالبعد ، والعكس صحيح ، فمسافة بعد النجوم تقاس مثلاً بالسنة الضوئية.. وهكذا، فعن أمير المؤمنين ؏ : ( العمر أنفاس معدده ) ، استعمل عليه السلام ( النَفَس ) كوحدة قياس لإشعارنا بقصر العمر .
٣. لعلها دعوة للإهتمام بتفاصيل هذه الزيارة ودقائقها ، فقد يحسب أحدنا نفسه بأنه أدى الزيارة بالمجمل ولا يهتم بالأخطاء الصغيرة التي تحصل هنا أو هناك باعتبار العمل ككل راجح ، فكما يُحسب ثواب الخطوة فإنه يؤشر علينا عتاب الخطلة الصغيرة لا سامح الله ..
٤. الأشياء الثمينة تقاس بأصغر وحداتها ، فالذهب يقاس بالغرام والمثقال ، بينما يقاس الحديد بالطن ، والدرجات العالية في الصف السادس الاعدادي يتم التنافس على ما بعد الفارزة .. وهكذا
٥. لتعظيم الثواب وبيان الأثر العظيم للعمل ، فعندما أراد الله سبحانه وتعالى بيان أهمية الإنفاق في سبيل الله استعمل لفظ ( الحبة) بقوله تعالى : ( مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة ٢٦١
آجركم الله
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat