صفحة الكاتب : اسماعيل عرفة

دعك من العلم واتبع هواك
اسماعيل عرفة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قليل من الملاحدة العرب يملكون الجرأة للاعتراف بالأسباب الحقيقية وراء إلحادهم، ونادرًا ما تجد أحدهم يعلن أن مبرر إلحاده الرئيسي هو رغبته في ممارسة أي فعل لا أخلاقي ثم التفلت من الحساب.

ففي الوقت الذي يتشدق فيه الملاحدة الجدد دائمًا بتقديس العلم واتباع المنطق وشرح المغالطات المنطقية –كأنهم يمتلكون توكيلًا حصريًا للتفكير المنطقي–، فإننا نجد أن بعض الملاحدة الجدد عادوا إلى ساحة الإيمان واعترفوا بكل وضوح أن إلحادهم لم يكن إلا لاتباع شهواتهم.

فهذا بول فيتز –أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك– يصرح في كتابه (سيكولوجية الإلحاد): “بالنظر إلى خبرتي الخاصّة فقد صار من الواضح بالنسبة إليّ أن الأسباب التي جعلتني ملحدًا ومتشكّكًا عندما كان عمري 18 إلى 38 سنة كانت أسبابًا سطحية، وغير منطقية، وبلا نزاهة فكرية أو أخلاقية، وأنا مقتنع أن الأسباب نفسها هي الشائعة الآن بين المفكرين”.

فهل يستطيع الملاحدة العرب الآن أن يعترفوا بكل صراحة بما اعترف به هذا البروفيسور الجامعيّ؟

وإذا لم يكفِ الملاحدة العرب ذلك فليعتبروا بمورتيمر أدلر، الفيلسوف الأمريكي ذي الإنتاج الضخم، فقد ظل طوال عمره ملحدًا لا يؤمن بوجود الله، وألّف كتبًا كثيرة في الجدالات الإلحادية-الإيمانية ينافح فيها عن عدم منطقية وجود الله ويشك في وجوده، حتى قرر في نهاية المطاف وهو ابن 81 عامًا أن يعتنق الديانة المسيحية، فلماذا اتخذ أدلر هذا القرار في هذه السن المتأخرة؟

يصرح أدلر بوضوح عن سبب عدم تحوله إلى شخص مؤمن في كتابه (Philosopher At Large): “إن الحقيقة البسيطة للأمر هي أنني لم أرغب في العيش كشخص متديّن مخلص، لأن هذا يتطلّب تغييرًا راديكاليًا في طريقة معيشتي، وتحولًا في مسار خياراتي اليومية!”.

فالمسألة بالنسبة لأدلر كانت صعوبة التكاليف الدينية في حياته، فمتى نرى الملاحدة العرب يعترفون بذلك أيضًا؟

ولينظر الملاحدة العرب كذلك إلى اعتراف توماس ناجل –أستاذ الفلسفة بجامعة نيويورك– عندما قال: “أنا أريد أن يكون الإلحاد صحيحًا. فالأمر ليس هو أنني لا أؤمن بوجود الله وبالطبع أرجو أن أكون مصيبًا في ما أؤمن به، لكن الأمر هو أنني أرجو ألا يكون هناك إله.. لا أريد أن يوجد إله، لا أريد أن يكون الكون هكذا!”.

فهل هذا اتباع للدليل وسير وراء المنطق؟ أم أنه لهث وراء الرغبات الشخصية لا أكثر ولا أقل؟

ومتى نرى الملاحدة العرب يعترفون بمبررات إلحادهم الحقيقية بدلًا من التستر بستور العلم والشبهات والمغالطات الساذجة؟
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسماعيل عرفة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/23


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • جيفري لانج، ضياع الملحد أم تحرره؟!  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : دعك من العلم واتبع هواك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net