خطـوات على الطريـق / خيـر الـزاد
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

لكلِّ سفرٍ زاد ، والتقوى زاد سفر الآخرة بل هي خير زادٍ في هذا السفر بصريح القرآن المجيد ، ومتى ما أضيف هذا المتاع - التقوى - الى أمتعة سفر الدنيا وتزيّنت به فإنه سيضفي عليها صفة التكامل والمسير نحو درجات الآخرة وبالتالي سيعود على صاحبه بالنفع في معادهِ ويزيد من غلّة حسناته ..
ولهذا عندما أمر الله تعالى في آية الحج بالتزوّد لسفر الحج ، فإنهُ سبحانهُ أرشد الى الزادَين ، ولكنه جلّ وعلا فضّل زاد التقوى منهما ( ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ) البقرة ١٩٧
وحقيقة زيارة الإمام الحسين ؏ هي سيرٌ الى الله ، لأنه وبحسب الرواية ( كمن زار الله في عرشه ) ، ولمّا كان بفضل الله وخَدَمَة أبي عبدالله قد أكفوا الزائر مؤونة زاد طريق الدنيا ، حيث يسير وسط موائد مملوءة بالنعم والبركات ، ومدن وقرى سخّرت له كامل الخدمات والإمكانيات .. فما عليه إذن سوى الإهتمام بخير الزاد وزينة سفر المعاد .. قال تعالى ( وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُمۡ وَبَيۡنَ ٱلۡقُرَى ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَا قُرٗى ظَٰهِرَةٗ وَقَدَّرۡنَا فِيهَا ٱلسَّيۡرَۖ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ ) سبأ ١٨
ولعلّ هذا المعنى هو من مستويات تفسير الطلب الوارد في دعاء الزيارة ( وَاَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْق فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَسْأَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الَْمحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ ) ، فالقدم التي يضعها زائر الحسين وهو متحلّي بلباس التقوى على طريقه هنا ، لها موضع على الطريق السالك الى الله هناك ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ ) الانشقاق ٦
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat