الجدة العجوز .. تهدد العراق.
ايليا امامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ايليا امامي

منذ شهر تقريباً انتفضت نخبة المجتمع .. وتحرك الغيارى بشكل جماعي .. ووقفوا بوجه المحاولات الخبيثة لتشويه الفطرة والقيم الدينية والاجتماعية بأكذوبة #النوع_المنحرف
وخلال هذا الشهر .. كانت الأطراف الداعمة للانحراف مترددة في شن هجوم مضاد .. بين خجول من إعلان دعمه الواضح لهذا الجنون .. وبين من ينتظر الأوامر من سادته.
وقبل أسبوع تقريباً .. ومع حضور فزاعة الأمم المتحدة .. بدأ (التسخين) لهجوم مضاد ومنسق .. نصرةً للتفسخ .. وغيرةً على الشذوذ .. ولكنه جاء ضعيفاً متخبطاً مخيباً للآمال .. لأن الأدوات المستخدمة _ أساليب وأشخاص _ باتت مستهلكة جداً ومكشوفة للمجتمع.
ودخلنا في موجة ( عُجالة ) فقد بدأ الهجوم المضاد عبر التقرير الهزيل لقناة الحرة .. والذي يبدو أنه كُتب على عجالة .. ومر بمجموعة منشورات وتصريحات مرتبكة تم حذفها أو التنصل عنها على عجالة .. ثم انتهى إلى الابتزاز الصريح للعراق من قبل السيدة (جينين بلا تسخيت) الذي سنشير إليه بعد قليل .. والذي تلاه كتاب توضيحي من رئاسة الوزراء على عجالة أيضاً .. يعلن فيه أنه غير ملزم بجميع النقاط التي ذكرها المفوض السامي للأمم المتحدة .. ويعتذر بأنه كان ناقلاً فقط لفقرات البيان وناقل المث$لية ليس بمث$لي .. وهذه المسرحية والتخبط كله كان من باب ( مو صوچي هو الگال خل نشمر حصو)
وكانت استراتيجية هذا الهجوم العاجل .. تقوم بشكل عام على ثلاث محاولات:
#المحاولة_الأولى: تركز على أن جهود الأخيار لرفض الانحراف تشغلهم بأمور غير مهمة لتنسيهم المشاكل الأساسية للبلد كالماء والكهرباء والوضع الاقتصادي والمعيشي والصحي والتعليمي ووو
وقلنا أن المجتمع ليس قطيعاً من الماشية (أجل الله القارئ) لتجعلوه مخيراً بين كرامته أو علفه .. وتفترضوا أن معاناته مع لقمة عيشه وسوء خدمات بلده .. تمنعه من المطالبة باحترام دينه وأخلاقه!
حتى السيدة بلا تسخيت استخدمت هذا الأسلوب الأخرق بوصفها للرفض المجتمعي بأنه ( يصرف الانتباه عن العديد من التحديات المركزية لمستقبل العراق) !
هذا خطاب مريض لا يقبله شخص يحترم نفسه!!
#المحاولة_الثانية : تركز على أن هذه الوقفة لرفض الشذوذ هي حركة مسيسة وتقف خلفها أحزاب وتيارات .. لغايات سياسية معينة.
وهذه التهمة أكثر بؤساً وتخلفاً من السابقة .. فإذا كان جميع الرافضين بداية من المرجعية العليا في رسالتها لبابا الفاتيكان .. إلى الشخصيات الدينية والأكاديمية والعشائرية مضافاً للخطباء والشعراء والرواديد والمواقع الإعلامية .. كلهم مسيسون وأحزاب .. فأين المستقلون ؟ وماذا تريد القول ؟ أن المستقل متصالح مع هذا الشذوذ؟
ويكفيك أن تنظر إلى البرلمان .. وترى جهود بعض النواب لرفض هذا المشروع رغم تقاطع وتباين توجهاتهم السياسية .. لتعلم أن الأمر أكبر من حزب معين.
وتلك محاولة أخرى للاتهام .. منيت بالفشل.
#المحاولة_الثالثة : تهدف إلى تصوير المجتمع المسلم الرافض للجندر والنوع الاجتماعي بأنه مجتمع جاهل لا يفهم حدود ما يتكلم عنه .. ومتطرف يبث خطاب الكراهية.
بل تجاوزت الأمور هذه المرة إلى حد تهديد العراق بلغة إبتزازية مكشوفة .. حيث قالت السيد جينين بلا تسخيت ((محاولات حظر المصطلحات المقبولة عالميًا لا تساعد العراق على تحقيق الاستقرار والازدهار، بل العكس تمامًا)).
وهذه النظرة الاستعلائية المقيتة .. التي تربط بين كل ما هو ديني وبين الجهل .. وتربط بين الخضوع للمقبول (عالمياً) والمشي مع الركب .. وبين الازدهار .. أصبحت لغة تثير الشفقة على الأمم المتحدة المغلوبة على أمرها في كل العالم !
فلينظروا للعنصرية في أوربا وامريكا الي طالت كل شيء من سينما إلى أندية رياضية وتمييز ضد اللاعبين السود والعرب .. إلى إهانة المسلمين المتكررة في فرنسا والسويد .. ولتجد الجدة العجوز ( الأمم المتحدة ) حلاً لهذه التجاوزات وخطاب الكراهية ضد المسلمين .. قبل أن تحاضر العراق حول خطاب الكراهية !!
كم وكم من ممثل ولاعب وسياسي غربي .. يمشي مع الجندر بغير قناعة .. مشي النعجة في القطيع .. مستسلماً محافظاً على نفسه وشهرته ومكانته .. وبعد كل هذا الرعب والقمع الفكري في الغرب .. تحدثنا اليوم السيد بلا تسخيت بكل رفاهية عن خطاب الكراهية والاحتفاء ببعض المخنثين المرضى.
#وحاليا : ومع فشل محاولات الرد على الرفض المجتمعي .. تبقى هناك ملاحظتان:
#أولا : أن يستمر الضغط على الحكومة لتتخذ قراراً بحظر استخدام المصطلحات التي تصفها السيدة بلا تسخيت بأنها (مقبولة عالمياً) لأن قبولها جاء بالأصل بحكم دعمها لجنون المثل=يين .. الجنون الذي أصاب العالم كله بالخرس باستثناء بعض الدول التي وقفت وقالت تباً لهذه المهزلة.
وأما محاولات تفسير هذه المصطلحات بحسن نية فقد تجاوزناها وقدم شبابنا من الأدلة والحقائق العلمية ما يكفي لإدراك خطورة هذه المصطلحات وترك الباب مفتوحاً لها.
من الواضح أن تهديد الأمم المتحدة موجه للعراق ..
لكن العراق إذا كان يدرك حجمه القوي ويجيد اللعب بأدواته .. ويشعر بقليل من الثقة ( مثل قطر في كأس العالم ) فعليه أن يتشجع ويقف بثبات .. على الأقل أسوة بأخته الصغيرة ..
أعتقد أن الغرب المشغول بنفسه وبمصادر طاقته واقتصاده وحربه الكبرى شرقاً .. سيبقى بحاجة للعراق .. وإذا جد الجد ولمس الغرب رفضاً قاطعاً من العراق لأجندة الشذوذ .. فسيتوقف عن نفاقه المعروف .. ولن يتخلى عن مصالحه لأجل حفنة من المخنثين.
#ثانيا : قد يؤثر انشغال المجتمع بجهود #الزيارة_الأربعينية خلال الشهر القادم .. على زخم هذه الحملة .. وسيكون النزوح #من_المواقع_إلى_المواكب .. وهذا لا يعني انتهاء كل شيء وترك الحكومة في مواجهة منفردة مع الجدة العجوز وخلفها الغرب ..
بل على العكس .. يمكن اعتبار هذه الملايين الزاحفة إلى الحسين عليه السلام .. استفتاءً واضحاً حول هوية العراق ورفضه لما يمس دينه وقيمه.
فما قيمة وفد من أبناء الجنادر يزور جينين بلا تسخيت .. أمام هذه الملايين ؟
علينا فقط أن نستغل هذه الزيارة في التعبير عن الرفض .. ونستثمر التلاقي والتواصل بين النخب الاجتماعية .. لتكوين بعض الوفود التي تستمر بالضغط بعد موسم الزيارة .. وتتحرك داخل الدوائر الخاصة باتخاذ القرار.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat