صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

تصدير الثورة والحكومة الطائفية
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 قرأت موضوعا في جريدة وارثون البصرية بعنوان {نحن والآخر} للسيدة نادية محمد جاسم تحدثت فيه عن كون نفسنا معيارا وأفكارنا وافعالنا هي المقياس على تصرفات الآخرين...وان تصرفاتي مثالية وتصرفات غيري تجر المجتمع إلى التهلكة...الخ
              هذه الرؤيا هي عين الخلاف في واقعنا الديني والسياسي والاجتماعي ، لأننا أساسا لا نعترف بالآخر وليس لنا إمكانية الاستماع للمخالف ، فحكمنا على الجميع دون { أنا } على خطأ وحكمي على أنا دون الجميع كله صح ..!!  وقد المني كثيرا أن أرى  احد الكتاب الذين خدموا صدام حسين حينا من الزمن ثم ضاق حبل النفاق من رفاقهم ليبعدوهم وكانت فرصتهم بالبقاء في منظومة القيادة الإعلامية البعثية ضيقة، هربوا من العراق ليس حبا بأهل العراق ولا لمعارضة لصدام حسين ، بل لان الملتفين حول صدام أوصلوا الحالة إلى قطيعة سرعان ما ترقى إلى خيانة ثم إعدام .. كتبوا حين هربوا ضد صدام واتهموه بالدكتاتورية وانه بدد ثروات العراق من خلال اندفاعه بأوامر من أمريكا والدول الإقليمية في قيام حرب ضد الجمهورية الإسلامية ...دون الإشارة إلى إن ثورة إيران لو لم تكن شيعية لما حاربتها أمريكا والدول التي تدور بفلكها.. وحين سقط نظام البعث المقبور عاد أولئك الفارون إلى مرابعهم في بغداد ليتقاسموا الكيكة المسمومة{ العراق} وينالوا حصتهم كما نال أقرانهم...
         وحين فشل كل أولئك في الحصول على كرسي في برلمان النواب { ولو بالاحتياط } ذلك لان الشعب مل من تصريحاتهم الخرعة النتنة التملقية الملونة كل يوم بطابع جديد ، وبسبب الأوضاع الأمنية ودخول التنظيمات السلفية التكفيرية في حلبة الصراع  التي اعتبرت موقف مروان يوم الجمل برنامج عمل لها.. هرب الرجال النشامى خارج العراق ، هربوا إلى أعشاشهم في أوربا والأردن والسعودية وقطر لينبشوا أوراقهم القديمة ويعيدونها من جديد مصدقين أنفسهم إنهم أصحاب رأي ولهم ذوق في تحديد أراء الناس فقالوا من وحي عنصريتهم ومذهبيتهم في قضية أصبحت من الماضي لمصلحة البلدين ....كانت الحرب العراقية الإيرانية حربا طائفية بامتياز، وكانت شرارتها الأولى هي فكرة الخميني في تصدير الثورة إلى العراق، ومنه إلى دول المنطقة الأخرى، لإقامة إمبراطورية فارسية جديدة، بعباءة الطائفة الشيعية وحدها، وبغطاء الفهم الخميني للإسلام. ... {{ ثم التوى قلمه ليسجل أقبح نكتة رديئة فاشلة  حين قال}} .... ولولا أنْ تصدت له الطائفة الشيعية العراقية التي أثبتت أن انتماءها القومي أكثر فاعلية من طائفيتها، ولولا طاغية ٌ عنيد آخر كان يمارس السياسة بالعضلات والاغتيالات وقطع الألسن والمقابر الجماعية، لكانت المنطقة كلها مستعمرة، ولكانت الانتفاضات التحررية من ربقة الاستعمار الفارسي لم تتوقف، ولم يتوقف معها القتل والحرق والاعتقال والاغتيال.
       كان هذا الكاتب بعثيا يومها يرتدي الزيتوني ويضع قلمين في ردن قميصه تقليدا لصدام ، وقد قرأت له مواضيع عديدة ينتقد فيها الشيعة الذين يزورون قبر أئمتهم في كربلاء والنجف والكاظمية ، ولا أرى الرجل يحمل ذرة من أخلاق ومصداقية حين قال إن شيعة العراق تصدوا للثورة الإسلامية ومقاتلة الجمهورية الإسلامية .. من هم الشيعة في ذلك الوقت ..؟ وهل لهم رأي  أو قول في مثل هذه القضية  وغيرها واقل منها.. ؟؟ هل يذكر المدعو الكاتب إن للشيعة في العراق صلاة جماعة وتكرمت إذاعة بغداد وصوت الجماهير ليوم واحد في تاريخ حزب البعث التي كان يدير الكاتب  أحداهما إن رفعت أذانا فيه كلمة اشهد أن عليا ولي الله ...؟؟ باعتبار إن كل الشيعة يقولون بهذا  واليوم حكومة العراق طائفية لأنها حققت هذا الحلم للشيعة وأذانهم يرفع كأذان أخوانهم السنة .. وكل العراقيين  يتذكرون لسنوات إنهم منعوا من زيارة الحسين {ع} مشيا على الأقدام ، أو الخروج في مواكب عزاء أيام محرم الحرام ... وقد شاهدت بعيني في مستشفى كربلاء عام 1995 سيارة بيكاب عائدة لمنظمة حزبية كربلائية فيها ثلاث جثث لمشاية زوار  قتلوهم قرب قرية السادة بين كربلاء والنجف ، وحين جاءوا بهم رموهم في حديقة المستشفى وقال السائق الحزبي { هؤلاء كلاب مجرمين جاءوا يمشون إلى كربلاء خلافا لأوامر الحزب القائد }.... واليوم القوى الأمنية الداخلية والدفاع والوزارات كلها تقف في خدمة زوار أبي عبد الله {ع} .......وهل يعلم المدعو الكاتب إن جميع نزلاء المقابر الجماعية من الشيعة واغلبهم من الزوار والمثابرين في الحضور للصلاة  ومن الجمهور الحسيني .. واليوم هؤلاء يذهبون إلى صناديق الاقتراح ويرشح بعضهم نفسه  لمجلس النواب والوزارات وان يكون سفيرا للعراق ... طبعا هذا يعتبر حكومة طائفية وان سبب إيابهم إلى مراكز السلطة هي إيران لأنها تريد ابتلاع العراق واحتلاله وان تجعل من المظلومين سادة وأصحاب قرار .. وهذا نوع من أنواع تصدير الثورة الإيرانية .. ويتذكر المدعو الكاتب المسؤول الحكومي في زمن صدام إن رفع علم الإمام الحسين{ع} أو حيازته  يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون بالإعدام .. وقد زج بعدد لا يعلمه إلا الله من الشباب المؤمنين بالخط الحسيني  في غياهب سجون اللا عودة حين يرفع صاحب البيت راية حسينية . هذه حكومة وطنية غير طائفية 100% لأنها بعثية ......واليوم لا تخلو سيطرة من سيطرات وزارتي الداخلية والدفاع المنتشرة في جميع أرجاء العراق من راية أو صورة مرجع أو صورة إمام ، حتما الجهة الحكومية  التي وافقت على هذه الإجراءات ورفع الأعلام والصور  ترجع إلى حكومة طائفية ، وان الصور والرايات تصدرها إيران الفارسية { علما إن الصور والأعلام في الفترة الأخيرة استوردها التجار العراقيون من جمهورية الصين الشعبية} ولكن لا زالت إيران متهمة بتصدير الثورة ... وكنا في مناسبات الوفايات والولادات نقيم احتفالات بنطاق ضيق جدا .. يتهموننا بالرجعية والعمالة لإيران .. واليوم نحيي جميع شعائرنا علنا وتقوم بعض الفضائيات بنقلها مباشرةً على الهواء.. هذا هو الامتداد الإيراني وتصدير الثورة عند الكاتب المحترم ...
 القضية تحتاج وقفه رجولية ، أن يدافع الإنسان عن ذاته ومعتقداته دون حرج وخوف من هذا وذاك  ، مع احترامه لشعائر الطوائف الأخرى دون تعدي ولا استهزاء بالآخرين ولهم الحق الكامل في أي ممارسة دينية أو غيرها  ، من ناحية أخرى  لا أن نعتبر المساعدات التي تقدمها إيران للفقراء ولبعض منظمات المجتمع المدني الشيعية  نوعا من أنواع تصدير الثورة واحتلال العراق وان هؤلاء عملاء النظام الفارسي { كما يحلو للموتورين من آل علي وأبناءه-ع- والمذهب الشيعي }الذين يزايدون بوطنيتهم الجوفاء ضد الشيعة .... بينما مساعدات دول أخرى سنية مثل السعودية وقطر والأردن  نوعا من الإنسانية والرحمة الإسلامية..!!  ..
                           يذكر الشيخ عبد الكريم الزنجاني رحمه الله ، انه اشترك في مؤتمر علمي طبي  إسلامي في مصر في زمن السيد محسن الحكيم{قدسره} يقول أثناء انعقاد الجلسة الأولى ...جلست في الكرسي المخصص لي سألني معمما مصريا بعد أن عرفني من عمامتي ولباسي الذي يختلف عن الآخرين .. قال : جنابك من العراق ..؟ قلت نعم .. قال من أي بلد في العراق..؟ قلت من النجف الاشرف .. قال: لعلك من الذين يقولون بالتقية ..؟ قلت له: لعن الله من حملنا على التقية . ونحن نقول الان لعن الله على كل من حملنا على التقية { والعاقبة للمتقين}.....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/18



كتابة تعليق لموضوع : تصدير الثورة والحكومة الطائفية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : راشد حميد ، في 2013/01/27 .

جزاك الله خيرا شيخنا العزيز ، فدع القافلة تسير والكلاب تنبح . ان ايران ارادت ان تصدر الخير الى العالم كما اراد الرسول ذلك وهي رسالة كل المسلمين إن كانوا حقا مسلمين . فليس واجب المسلمين ان يصوموا ويصلوا فحسب، انما اقامة حكم الله بالحكمة والموعظة الحسنة لايقل شئنا ومسؤولية عن الصلاة وغيرها وان الامام الخميني (قدس سره الشريف ) حقق حلم الانبياء لو يعلموا وكان الشوكة في اعين اعداء الاسلام .
ولكن حاول الآخرون جعلها طائفية لأنهم لم يذوبوا في الاسلام كما ذاب الامام الخميني وكما ذاب الرسول فقال سلمان منا أهل البيت




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net