من معجزات القران الكريم في دراسة علمية: العلاج النفسي بالقران
اسامة النجفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسامة النجفي

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تبارك وتعالى وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الاعراف 204 )
وقوله تعالى: «و إذا قرىء القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون»: الإنصات السكوت مع استماع، و قيل: هو الاستماع مع سكوت يقال: أنصت الحديث و أنصت له أي استمع ساكتا، و أنصته غيره و أنصت الرجل أي سكت، فالمعنى: استمعوا للقرآن و اسكتوا والآية بحسب دلالتها عامة و إن قيل: إنها نزلت في الصلاة جماعة (تفسير الميزان).
لاشك فيه ان القران الكريم هو معجزةالاسلام الخالدة الى يوم القيامة وقد الفت الكثير من الابحاث التي اثبتت ان القران قد تحدث عن العلوم الطبيعية واثبت الكثير من القوانين الفيزيائية والكيميائية والجيولوجية قبل اكتشافها بمئات السنين . وفي هذا المقال اشير الى دراسة حديثة حول اثر استماع القرن الكريم على النفس البشرية والشفاء من امراض العصر مثل الاجهاد والتوتر والكابة. والجديد بالموضوع هو ان الدراسة شملت اشخاصا غير مسلمين ولايعرفون اللغة العربية. فقد أشارت دراسة أمريكية إلى أن الاستماع للقرآن المرتل يتسبب في حدوث تغيرات فسيولوجية لا إرادية في الجهاز العصبي عند الانسان.هذا ما جاء في موقع وكالة الأنباء الكويتية الذي أضاف: أدت بحوث جديدة أجريت على مجموعة من المتطوعين في الولايات المتحدة، أن الاستماع للقرآن المرتل يتسبب في حدوث تغيرات فسيولوجية لا إرادية في الجهاز العصبي عند الانسان، فيساعد في تخفيف حالات التوتر النفسي الشديدة.ووجد الباحثون أن لتلاوة القرآن أثراً مهدئاً على أكثر من 97% من مجموع الحالات، وتم رصد تغيرات لا إرادية في الأجهزة العصبية للمتطوعين، مما أدى إلى تخفيف درجة التوتر لديهم بشكل ملحوظ، بالرغم من وجود نسبة كبيرة منهم من غير المسلمين الذين لا لا يتحدثون اللغة العربية.وأظهرت الاختبارات التي استخدمت رسومات تخطيطية للدماغ أثناء الاستماع إلى القرآن الكريم، أن الموجات الدماغية انتقلت من النمط السريع الخاص باليقظة، 13-12 ذبذبة/ الثانية، إلى النمط البطيء 10-8 ذبذبة/ الثانية، وهي حالة الهدوء العميق داخل النفس.ولاحظ الباحثون أن الأشخاص غير المتحدثين بالعربية شعروا بالطمأنينة والراحة والسكينة والاسترخاء أثناء الاستماع لآيات كتاب الله، رغم عدم فهمهم لمعانيه . اقول وهذا من اسرار القرآن العظيم وإعجازه، التي كشف الرسول (ص) النقاب عن بعضها، حين قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) . وهذا الحديث الشريف تتفق معه الدراسة العلمية التي ذكرناها انفا ونعده لذلك من الاعجاز العلمي للسنة النبوية.
ان من المعروف في علم النفس العضوي والسريري ان القلق النفسي المستمر والاحباط والاكتئاب وغيرها من صور عدم الاطمئنان النفسي والروحي تؤدي الى مختلف الامراض العضوية مثل امراض القلب والجهاز الهضمي والجلطات الصدرية والدماغية. وبالتالي فان تقوية الروح بالايمان والصبر والرضا بما قسمه الله وقراءة القران واستماعه من اهم عناصر شفاء النفوس التي تؤدي الى شفاء الابدان كما ان معرفة الله واحكامه وتشريعاته تطمئن القلوب وتستقر الحياة وتهنأ الاسرة والمجتمع.
ولاباس بان نتبرك هنا بذكر بعض الاحاديث الشريفة حول اهمية الاستماع وقراءة القران لما لها الفائده الدنيوية بصحة الجهاز النفسي للانسان (بل وحتى لغير المسلم) كما اثبتت الدراسة اعلاه. اضافة بالطبع للاجر الاخروي للمسلم الذي ينوي فعل القربة لله. ففي الدر المنثورللسيوطي، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقرأ خلفه قوم فنزلت: «و إذا قرىء القرآن فاستمعوا له و أنصتوا».
و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: القرآن غني لا عنى دونه ولا فقر بعده.و قال صلى الله عليه وآله وسلم: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته. وعن البراء بن عازب ، قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف، وعنده فرس مربوط بشطنين، فتغشته سحابة فجعلت تدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي - صلى الله عليه واله وسلم - فذكر ذلك له، فقال: «تلك السكينة تنزلت للقرآن» ..
والشطن في هذا تعني الحبل. والمراد بالسكينة في هذا الحديث كما قال النووي: أنها شيء من المخلوقات فيه طمأنينة ورحمة، ومعه الملائكة.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلمون كلام الله، المقربون عند الله، من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، يدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا وعن أقاربه بلوى الآخرة، والذي نفس محمد بيده لسامع آية من كتاب الله وهو معتقد (إلى أن قال) أعظم أجراً من نبير ذهبا يتصدق به، ولقاري آية من كتاب الله معتقدا أفضل مما دون العرش إلى أسفل التخوم.
ونختم بقوله عزو جل (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد) (سورة ق - سورة 50 - آية 37).
والحمد لله رب العالمين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat