1 – طقــــــس .
كان على فراشه ، مستلقياً على ظهرهِ ، يقرأٌ "رائحة الشتاء" ، وحين انتهى من قراءة كلماتها ، ولملم أشياءها المتناثرة .ابتلعت الظلمة كل شيء حوله ، أحس انه يتمزق ، اثقل الوجع رأسه ، حتى كاد ينفجر ، على الرغم من انه كفّ عن التفكير في أي شيء ...! أقتعد ...مد أصابعه الطويلة النحيلة ، يعصر بها جبهته الملتهبة ، ثم قام ، وهو يرتج من الألم الشديد في قلبه ، وارتفاع ضغط الدم .جر خمول خطواته ببطءٍ ، على أرضيةِ الغرفةِ المربعةِ البسيطةِ ، محاولاً الوصول إلى مكتبتهِ .فجأةً سقطَ بهدوءٍ يطمرُ كلًّ ما عداه ، ويدفنه .بقيت ظلال البراءةِ ، شمعةً مستكينةً صامتةً .بانتظار "ثريا النص" و "تراتيل الأيام غير المنسية" على شاطئ الليل الخضم .
2– عنـــــــــــاق .
كان الحر على أشدهِ ، فأخذ القلمُ يعرقُ بين أناملي ويرسل الطرف بعيداً .. بعيداً ، وهو يوغل في البحر المتدفق بالأسرار ، ويحلم مثلي ، ويتهجى اغترابي ، وكلما طوقتني الليالي ، كانت تطوقهُ الكآبة ، ويحزن حزناً شديداً ، وعلى الرغم من طلاوة ألفاظ قصيدتي في هذا اليوم ، وحداثة صورها الكثيرة وامتلائها بالعافية ، الا أن قلمي أنهكه التعامل مع جسد القصيدة ، والعرقُ المتصببُ منه ، فذابت القصيدة على الورقة ، وهي تتشاغل ، بإخراج جسدها من البحر .. !
لتعتذر من القلم وتقول له :- " امسحْ دموعك " ..!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat