صفحة الكاتب : فاطمة السعيدي

اليمن لا تصلح بديلاً عن كربلاء
فاطمة السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    أشار بعض الهاشميين على الإمام الحسين ( عليه السلام)بالتوجه إلى اليمن بدلاً عن العراق ، ومنهم عبدالله بن عباس ومحمد بن الحنفية وغيرهم . نقف عند رأي عبدالله بن عباس ففي   حديث طويل له مع الحسين يقول:-

«...فإن أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن، فإن بها حصوناً وشعاباً. وهي أرض
عريضة طويلة، ولأبيك بها شيعة، وأنت عن الناس في عزلة، فتكتب إلى الناس،
وترسل وتبث دعاتك. فإني أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية».
فقال له الإمام الحسين (صلوات الله عليه): «يا ابن عم إني لأعلم أنك
ناصح مشفق. ولكني قد أزمعت وأجمعت على المسير».من  هذا الحديث يتبين لنا أن  اليمن أرض جبلية وعرة معزولة عن العالم تصلح مقر لمن أراد أن يقود حركة ضد السلطة ، ويحقق نصر عسكري ،
فهل كان الحسين( عليه السلام) هدفه الانتصار العسكري ؟ لا بل أفصح  الإمام الحسين (عليه السلام ) عند خروجه للعراق في كتابه إلى بني هاشم أن مصير من يتبعه الشهادة ليكونوا على بصيره من أمرهم ولم يلوح لهم بأمل النجاح العسكري  من أجل حثهم على الإلتحاق به ونصرته.
    أي لم يكن خروجه طلباَ للدنيا بل كان هدفه الإعلان عن عدم شرعية السلطة، والإصلاح في أمته جده ،وإن ترتب على ذلك التضحية بنفسه الشريفة ومن معه ؛
لتكون هذه التضحية هي الفتح الذي يكون محور الدعوة للدين الإسلامي ، ومن أرض اختارها الله ان تكون مركز اشعاع للفكر و محط انظار العالم أجمع. وقد وعد الله سبحانه وتعالى المسلمين ان يظهر دينهم على الدين كله.
فلو فرضنا أن الإمام الحسين (عليه السلام) توجه إلى اليمن هل يتحقق ما حققهه في كربلاء ؟ وهل يكون لنهضته صدى مثل الذي حققه في كربلاء؟
فاليمن كما قلنا أرض جبلية وعرة معزولة عن العالم وهذا يجعلها قليلة التأثير، كما إن الأمويين كانوا يتمتعون بإعلام مضلل قوي، و يستطيعون عزل دعوة  الحسين عن العالم إن لم يتمكنوا من قتله والانتصار عليه.
كما إن لو أتخذ الحسين اليمن مقر له لقدم فرصه للأمويين ان يقدموه للعالم (خارجي) متمرد على السلطة يتخذ من الجبال والمناطق الوعرة مقر له ، وهذا يُسهل عليهم القضاء على أهداف نهضة اعلامياً.
اما اسباب التي دعت الحسين يتوجه الى العراق دون اليمن فهي :أن في العراق اكثر عدد من الشيعة وهذا يعني انصار الحسين في العراق اكثر، كما إن انظار الدولة الاموية موجه نحو الكوفة اكثر من غيرها من الأمصار لأن الكوفة فيها قاعدة علمية متينة اسسها الامام علي عليه السلام، وبهذا الكوفة اكثر خطر على الدولةالأموية من غيرها لذلك وجهت لها السلطة الحاكمة أنواع من الإجراءات التعسفية كهدم الدور والتنكيل وسمل العيون ومنع العطاء ومصادرة الأراضي، والمطارده و السجن للرموز الشيعية. وهذه الأسباب دعت أهل الكوفة الى مراسلت الإمام الحسين ودعوته اليها . وهذه الدعوة كانت حجه على الامام الحسين حتى لو كان الامام يعلم انهم لم يوفوا له.
أن الإمام الحسين عليه السلام عندما خرج متوجها إلى العراق كان قاصد الكوفة مدينة أبيه لكن مشيئة الله ارادة ان تكون كربلاء مراكز لهذا الفتح العظيم
وهناك كثير من الروايات تؤكد ان نهضة الحسين بتخطيط الإلهي ، فقد أحاط النبي صلى الله عليه وآله أصحابه علما بمقتل ريحانته وسبطه، وأذاع ذلك بين المسلمين، حتى بات عندهم من الأمور المتيقنة التي لم يخالجهم فيها أدنى شك، يقول ابن عباس: " ما كنا نشك، وأهل البيت متوافرون أن الحسين بن علي يقتل بالطف " كما ان الامام الحسين ففي خطبته عند الخروج من مكة اخبر اتباعه ان يكون من يلتحق به باذلاً في أهل البيت مهجته موطناً على لقاء الله نفسه.لان الإمام الحسين كان يعلم إنه مقتول لامحال إن خرج للعراق وأن لم يخرج «لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض، لاستخرجوني منه حتى يقتلوني».بلحاظ ما تقدم نجد أن الأمام الحسين عليه السلام كان يريد العراق ويصر على التوجه إليه لإنه أفضل أرض للمصرع ولذلك لما ينطوي عليه العراق من استعدادات  لتأثير في نهضته ، والتغير نتيجه لها، وذلك لان الشيعه في العراق في ذلك الوقت اكثر مما في غيرها من البلدان ولان العراق لم ينغلق إعلاميا ونفسيا لصالح الأمويين بل العكس صحيح. كما إن لموقع العراق أهمية كبيرة فهو حلقة الوصل بين قارات العالم وغير منعزل عن العالم كما هو اليمن لهذا فاليمن لاتصلح لان تكون بديل لكربلاء


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاطمة السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/27



كتابة تعليق لموضوع : اليمن لا تصلح بديلاً عن كربلاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net