صفحة الكاتب : السيد عبد الستار الجابري

اسس اصطفاء الافراد والجماعات  في القرآن الكريم عبد الستار الجابري الحلقة الثالثة والعشرون
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مسير الاحداث في نفوذ الزعامة القرشية قبل بدر وبعدها
كانت زعامات قريش تتوزع بين بيوتاتها الرئيسية كبني هاشم وبين امية وبني مخزوم وبني زهرة وبني عبد الدار وبني سهم، وفي يوم بدر شاركت كل بطون قريش تجمعها رغبة القضاء على الدولة النبوية التي كانت تشكل تهديداً وجودياً لهم، ولم يخرج مكرهاً على الحرب الا بنو هاشم حيث اجبر العباس بن عبد المطلب وعقيل بن ابي طالب (رضوان الله عليهما) على المشاركة في الحرب، كانت نتائج معركة بدر كارثة قيادية في قريش اذ قتل اغلب زعامات قريش، كأبي جهل المخزومي، وعتبة وشيبة الامويان، والوليد بن عقبة المخزومي وامثالهم، فأسهم ذلك في ظهور ابي سفيان الاموي كزعيم لقريش قاد حربين ضد الاسلام، الاولى معركة احد التي استشهد فيها حمزة سيد الشهداء (عليه السلام) والثانية غزوة الاحزاب التي ائتلفت فيها قوى الشرك من مختلف المناطق العربية ودخل معهم اليهود لضرب المسلمين من الخلف.
وبعد فتح مكة اسلم اهلها جميعاً كرهاً تحت لمعان بريق سيوف المسلمين، ثم تساقطت حصون الشرك بالتتابع، وقد اسهمت الفترة التي تلت غزوة بدر الكبرى سنة 2 للهجرة في تعزيز علاقات الامويين القبلية واستمر ذلك بعد فتح مكة.
كانت قناعة قريش بعد غزوة الحديبية ان الامور تتجه الى ان انتهاء الشرك اضحى قريباً لذا توجه عمرو بن العاص وخالد بن الوليد الى المدينة واعلنا اسلامهما، وكانت تلك مرحلة جديدة من مراحل الحركة السياسية لقريش، اذ اسهمت هذه التحولات في اعادة قريش نظم صفوفها تدريجياً داخل المدينة المنورة، للتأسيس الى مرحلة ما بعد سقوط مكة.
فما ان سقط مركز الشرك في مكة تحت سنابك خيل رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى تعاظم نشاط قريش في نظم صفوفها، لتهيمن على الواقع الجديد الذي تحقق على يد رسول الله (صلى الله عليه واله) فضموا الى جانبهم عدد من اهل يثرب الذين لم يرغبوا بإستمرار الحكم على النهج النبوي، بل ارادوا حكماً مُعدلاً بعضه الاسلام والبعض الآخر يؤمن مصالحهم الشخصية، وكذلك تحالفت معهم بعض القبائل البدوية، وكان اقربها الى المدينة واكثرها اثراً في تحقيق قريش لمشروعها السلطوي قبيلة اسلم التي احتلت المدينة بعيد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) وكانت القوة العسكرية الضاربة التي كانت تهاجم البيوت لإخراج من من لم يرض بمخرجات السقيفة من الانصار كرهاً واخذ البيعة منه تحت التهديد، واتفق القرشيون على تدوير الخلافة في بيوتات قريش وقبائلهم، ومضى الامر كما خططوا له الا ان بني امية ما ان تمكنوا من الحكم بعد مقتل عمر بن الخطاب حتى قلبوا لقريش ظهر المجن، وسعوا لتحويلها الى ملكية اموية، ولكن سوء الادارة الذي مس واقع الحياة اليومية للرعية واستهدف حتى رغيف الخبز الذي يقتاتونه دفع الامة للثورة عليهم، فكانت الحسابات غير الدقيقة لبني امية قد اسهمت في افشال المخطط الاموي مرحلياً، فجاء امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) الى الحكم برغبة الامة وطلبها، الا ان الامة انكفأت على نفسها بعد ذلك فخذلت عدل علي (عليه السلام) في صفين، وانتهى الامر الى سيطرة بني امية على الحكم بعد شهادة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وتخاذل الامة عن الامام الحسن (عليه السلام)، فاعلنها معاوية ملكية وراثية لا تمت الى الاسلام الا بشكل ظاهري محدود جدا, فلم يعد الاسلام هو الميزان والحكم فيه بل ما يحقق رغبات معاوية ومن بعده من حكام الجور وجرى الامر كذلك في العباسيين من بعدهم واستمر على الامر على ذلك عبر العصور التي تحكمت فيها الامبراطوريات بإسم الاسلام، فغدا الحكم عائليا متوارثاً وان كان الحكام في اقصى درجات الانحطاط الاخلاقي، وتبع ذلك شيوع الظلم والجور والاضطهاد وظهور اتجاهات اجتماعية تركت اثارها السيئة في ذهن الامة سواء على الصعيد الفكري او السياسي او الاقتصادي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد عبد الستار الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/25



كتابة تعليق لموضوع : اسس اصطفاء الافراد والجماعات  في القرآن الكريم عبد الستار الجابري الحلقة الثالثة والعشرون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net