( كربلاء هي كربلاء ) 8 / من ذاكرة مدرس التأريخ الاستاذ عبد الرزاق الحكيم رحمه الله)
اسعد عبد الرزاق هاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبد الرزاق هاني

سعادة كبيرة وفرح غامر يعم الروح عند كل جلسة من جلسات تلك الذاكرة المضيئة ، واغلبها كان يتسم بالحزن والالم ، لااحد يستطيع ان يتصور مقدارالوجع الكربلائي دون ان يتعمق بتاريخها ودراسة تلك الحوادث المؤلمة التي مرت على كربلاء ، ومع هذا الالم الذي كان يؤرقني من شدة الحزن ، كنت ارى ان وجود الاستاذ عبد الرزاق الحكيم هو نعمة لابد ان تستثمر ، ابتدأت الجلسة بحسرة من الحسرات الكبيرة وسؤال يكابد كل متأمل بالاحداث ، كربلاء العظيمة التي استطاعت ان تثبت للعالم سر انتماءها الى القوة والمنعة في جميع مواقفها ، ومع هذا تعرضت لغزو مباغت من قبل ابناء سعود ، طيب ما دور الحكومة العثمانية التي يفترض ان تدافع عن حامياتها ، أبتسم لي ابتسامته المعهودة وقال ، حين استولوا على مكة والمدينة وضواحيها قاموا بتهديم العتبات المقدسة ومراقد أهل البيت عليهم السلام بالبقيع واستولوا على الاملاك والخزائن وهدموا كل المباني التي كفروها ، صارت عندهم فكرة الاستيلاء على كربلاء ، أشعر أحيانا أني اشغله عن رزقه وادارة محله ، وكلما اقرر تقليص اللقاءات يأخذني زحام الاحداث الى المتابعة كونها تثير الكثير من الاسئلة ، وهو يعرف تماما ما اعانيه ، يقول هناك العديد من الاتفاقات فاختاروا المكان والزمان المناسبين فكان يوم الغدير يو م زيارة النجف حينها تكون المدينة خالية من الناس ، ارسل عبد العزيز النجدي ابن سعود على راس جيش يتكون من 12 فارس لمدينة كربلاء ،من جهة طريق النخيب ، ، قلت لأبد هناك تواطىء واضح أو اتفاق مع الحكومة العثمانية ، اجابني ، دخلوا جماعة متنكرين بزي الزوار وأتصلوا بحاكم كربلاء وكان اسمه ( عمر العثماني ) كان والي كربلاء العثماني وعقدوا معه اتفاقا سريا ، انسحب الجندرمة ( الشرطة ) بشجاعة من قبل والي كربلاء ، سألته بلهفة وماهو دوربغداد؟،أجاب :ـ لحظتها ضرب الطاعون بغداد وهرب حاكم العراق مع حاشيته الى ديالى ( الخالص ) وقد ابتعدوا عن المرض ،وحين علم بأمر الغزو ارسل علي باشا ) الى كربلاء ، وقبل ان يصل طويريج وصله خبر الغزو ، قلت ا الامر محزن وغريب ما عانته كربلاء ، الغرابة بان اي امر يتعلق باسم دين الله لابد ان تكون فيه الرحمة ، وهذا الحقد النجدي يدخل في معنى التعطش للدم وللغدر والسرقة وللخراب ، سلبية روح البداوة فيهم ، أكمل الحكاية المؤلمة دخل الوهابيون من محلة باب المخيم وفتحوا ثغرة بالسور وهاجموا اقرب باب من ابوابها ، واصبحوا الناس يهربون على غير هدي ، والوهابيون قتلوا أهل المدينة من دون رحمة ، وسرقوا كل دار ، ولم يرحموا أمرأة ولا طفل وشقوا بطون الناس قلت مندهشا الله اعلم كم كانت ضحايا كربلاء أجابني 6000 شهيد ،، اغلبهم نساء وشيوخ وأطفال ، اما الجرحى فيفوق العدد،التحقق بالامور التاريخية يجعل الفكرة أوضح ، لعلهم وضعوا الدين فخاخا يصطادون بها ، يسرقون باسم الدين يقتلون باسم الدين ، جاءوا كربلاء ليسرقوا ذهب الاضرحة ، حينها قال الاستاذ بغضب ، اقتلعوا القصب المعدنية ونهبوا النفائس والحاجات الثمينة من هدايا .. الملوك والامراء ، وسلبت شمعدانات الذهب وسلبوا السجاد الفاخر والمعلقات الثمينة والابواب المرصعة ، وجميع ما وجد داخل الضريح سحبوه ونقلوه الى الخارج حيث استشهد قرابة ال 50 شخصا بالقرب من الضريح ، و400 في الصحن ، قلت اسأل :ـ كم دام هذا النهب والسلب والقتل ،اجابني الاستاذ عبد الرزاق ، تقول الروايات ان كربلاء استبيحت لمدة 8 ساعات ، وهذا الوقت يكفي لتدمير دولة ، ، سألته استاذ اذا امكن اريد ان اعرف ، اين دور العشائر والمحافظات القريبة ، اجابني الرجل بكل هدوء :ـ أحد ابناء المدينة ذهب بجواده ودخل النجف ضاربا على راسه ، واعلمهم الخبر ، اثار غضب العشائر والاهالي هبوا لنجدة كربلاء جماعات ــ جماعات ، دخلوا المدينة وجدوها ابيدت تماما ، قلت استاذ أعتقد ان مثل هذا الامر الكبير لابد ان يظهر للناس بشكله الصحيح ، للاعلام للعالم مهما بعد الزمان ، القضية غير معنية بالتحريض بل بمصداقية التأريخ انصاف الناس ، هذا الحدث المؤلم اشعر وكانه من بقايا الطف واعتقد انه سمي بواقعة الطف الثانية ، لماذا سكت التأريخ عن مثل هذه الجريمة ، اين دور التربية ، أين دور المنابر والاعلام ، الان لابد من محاكمة تاريخية وما دام هناك صمت اعلامي سيجعل الحكومات تتشجع للتجاوز وستكون كربلاء هدفا لهذه الحملات اجابني بالم :ـ نعم سميت واقعة النهب السعودي بواقعة الطف الثانية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat