الجمهور الحسيني والعاطفة المركبة
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

يتحرّك الشخص بمفرده بما يمليه عليه عقلهُ وثقافتهُ والتزاماتهُ وقناعاتهُ وبشكلٍ أكبر من إملاءات عواطفهِ وأحاسيسهِ ومشاعره ..
ولكن عندما يجتمع أكثر من شخص على قضيّة معيّنة فإن نسبة الاعتماد على العاطفة ازاء تلك القضيّة تبدأ بالزيادة على حساب نسبة الإعتماد على العقل والفكر .. وكلّما كبر ذلك الاجتماع وإزداد حجم جمهوره كلّما كان أكثر عاطفياً وأرقّ أحاسيسا ، حتى قيل بأن الفرد ذكر والجمهور أنثى ..
ولهذا فقد إحتمل بعض أهل اللغة بأن لفظ الـ ( أميّة ) والتي تُطلق على غير المتعلّم أنّها أُشتقت من معنى الأمّة ، بإعتبار أنّ الأمة بما هي أمة أقرب الى الجهل منها الى التعلّم عندما تتحرك كتلةً واحدة في مسألة معينة .. وكذا يُقال للشخص قليل الثقافة في مجال معيّن بأنه عامّي ، أي يتصرف كتصرّف عموم الناس ..!
أريد من هذا المفهوم أن القضيّة الحسينية بالأصل مشحونة بالعاطفة ، ثم يزيدها عاطفةً طبيعة الإحياء الجماهيري الذي تتميز به .. فيتضخم عندها هذا الجانب كثيراً وتتعقد إدارته ويصعب إخضاعه الى أهداف القضية وفكرها وفلسفتها ، وبالتالي قد نخسر الكثير من مساحات إستثمارها بل قد تعود بنتائج عكسية لا سامح الله ..
هذه مخاوف نسجلها وأسباب نضعها لبعض الهفوات التي ربما حصلت هنا وهناك لا بد أن تؤخذ بنظر الاعتبار ، إلا أن القاعدة العامة للعزاء الحسيني وعلى طول خطه التاريخي هو مزيج اعجازي من الفكر والعاطفة ، هذه الخلطة التي أشرف عليها ائمتنا وعلمائنا والصالحين من شيعة واتباع أهل البيت ؏ .. وأجاد تطبيقها خدمة الإمام الحسين ؏ والمفجوعين بمصابه والمحيين لعزاءه في كل آن ومكان .
#آجركم_الله
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat