صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

الشعائر الحسينية وفنّ إدارة العواطف
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحريك وتوجيه العاطفة وإستدامة زخمها والتحكّم بها وإستثمارها لصالح قضية معيّنة .. من الفنون والمهارات التي تحتاج الى إمكانيات ومواهب خاصة ، بالإضافة لحاجتها إلى الخبرة وطول الممارسة وبما يتناسب مع أهميّتها وخطورة نتائجها ..

قد يكون مصطلح ومفهوم " الذكاء العاطفي " والذي يتم تداوله في الوقت المعاصر منسجماً مع ما نريده من هذا المقال ، حيث يعرّف الذكاء العاطفي بأنه : قدرة الشخص على تحديد وإدارة عواطفه ومشاعره ومشاعر الآخرين كذلك ..

والقضيّة الحسيّنية من أهمّ وأوسع مجالات هذا النوع من الفن والإدارة ، كون العاطفة وإثارة المشاعر من أركانها الأساسية وأنها تحمل تاريخاً ورصيداً متراكماً وبما يقرب ال ١٤٠٠ عاماً من الخبرة والإشتغال ..

وأستطيع القول أن المشتغل بإحياء القضية الحسينية يقع على عاتقه مسؤولية التركيز على مسألة السيطرة والتحكّم بعواطفه وعواطف الجمهور المتفاعل معه وتوجيه إشعاع حرارة تلك المشاعر الهائجة نحو هدفها وغايتها الصحيحة .. أكثر من مسؤولية أصل إشعال تلك الحرارة وتوليد شرارة إيقادها .. كون كربلاء بطبيعتها عبارة عن فاجعة وظليمة تهزّ الضمير البشري وتعزف على جميع الأحاسيس الجياشة للإنسان .. فهو- المشتغل بالإحياء - وبنسبة كبيرة مسدود الحاجة والمؤونة من هذه الناحية .

فلو أُطلق عنان العاطفة والحزن في شعائر أبي عبدالله الحسين ع فإنها قد تؤدي إلى نتائج وخيمة ، تارةً على صحّة وحياة الشخص المفجوع وأخرى على سلامة دينه وعقيدته ، كالوقوع في شرك الغلوّ أو ارتكاب المحرّم وما شاكل ذلك ..

ولهذا كان الخطباء والرواديد يدركون هذا المعنى ويقطعون النعي أو القصيدة في ذروة حماس الجمهور وشدة تفاعله .. بل هذا ما فعله الإمام الحسين ع مع أخته زينب ع في تلك المحاورة التي جرت بينهما ، فتقول الرواية بأن السيدة ( لطمت وجهها وهوت إلى جيبها فشقته وخرّت مغشياّ عليها ) فقام إليها الحسين عليه السلام فصب على وجهها الماء وقال لها : ( يا أختاه ! اتقي الله وتعزي بعزاء الله .. ) ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/18



كتابة تعليق لموضوع : الشعائر الحسينية وفنّ إدارة العواطف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net