في يوم عاشوراء تزاحمت على أهل البيت الأهوال والمصائب ، وهبت عليهم رياح الفراق والنوائب . تسابق الأصحاب في الدفاع عن العترة ، وكان لنسائهم مواقف في النصرة.
نذكر من تلك المواقف موقف ام خلف كانت مع زوجها مسلم بن عوسجة في الركب الحسيني
خرج زوجها مسلم بن عوسجة مع الحسين في الحملة الاولى ليكشفوا الحصار عن الفرات بعد ان منع الأعداء عنهم الماء ثلاثة أيام، ومرت ساعات على الأطفال والنساء كالموت صبراً ، وهم يصارعون شدة العطش.
حمل ابن الحجاج قائد ميمنة جيش عمر بن سعد على اصحاب الحسين "ع". تطاعنت الفرسان وعلت الفريقين مزن الدماء، وسحائب غبار الهيجاء ، اقتتلوا ساعة ثم انجلت الغبرة وإذا بمسلم بن عوسجة صريعاً مخضباً بدم الشهادة والكرامة. بعد أن حصد عدد من رؤوس أتباع الشر و أعوانه، وزرع في نفوسهم الخوف و الرهبة...
ولما رأى خلف مصرع أبيه برز كالأسد الجريء للدفاع عن الحق واهلة ...
قال له الحُسَين «عليه السلام» مشفقاً عليه :إن خرجت وقُتلتَ ستبقى أُمك في الصحاري وحيدة».
واذا بصوت يرتفع من الخيام ، غص بعبرة الألم ، هو صوت أم خلف كأنها تقول: بني خلف قاتل بين يدي ابن البتول، ودافع عن عيال الرسول . إن الشهادة معه مفازة عظيمة لا يرقاها إلا ذو شرف أصيل ، وصاحب هدف نبيل، « يا بني اختر نصرة ابن بنت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على سلامة نفسك» لا خير في العيش بعد أهل الفضائل ، في دنيا زائلة يحكمها أهل الرذائل،
ما أحلى الموت اذا ايقن الانسان بالخلود ،تقدم بني خلف و استأذن القائد الصنديد،
وابرز لجيش الطغاة و قاتلهم ببأس شديد.
استاذن خلف من سيده الحسين "ع"
ثم برز كاليث الهائج وحمل على أهل الغدر يقاتلهم قتال الابطال ، لم يرتعد من صليل السيوف، وتشابك الرماح .قتلَ ثلاثين فارساً منهم ، ارعبهم فتكاثروا عليه واحاطوا به من كل جانب ليلحقوه بوالده الشهيد. مضرجاً بدمه .
وامه عند باب الخيمة تناديه « ابشر ياولدي إنك ستسقى من ماء الكوثر»
وبينما هي تجر حسرتها وتطوي الم الفراق تحت اضلاعها واذا بالاعداء يرمون رأسه إليها . احتضنت الرأس وقبّلته باكية صابرة محتسبة ماجرى بزوجها وولدها عند الله . مواسيه بهم سيدة نساء العالمين ؛ لتكون بعد ذلك
مثالاَ للمرأة الصالحة الموالية لاهل البيت المشجعة لولدها على نصرة الدين والتضحية بين يدي حجة الله ،ترملت بفقد زوجها ورغم الرخصة التي منحها الامام الحسين لولدها شجعتة ليتردى بدماء الشهادة ويفوز بالدنيا والاخرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat