عشرة دنانير ورقية
مصطفى عبد الحسين اسمر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى عبد الحسين اسمر

أذكر سنة 1988 تم تسريح أبي من الخدمة العسكرية بعد أصابته في معركة الفاو في الجمجمة والتقاعد لم يصرف له ولم يجد أبي المسكين عمل أحس والداي أنهم ثقل على الأقارب الذين ملوا من تزويدنا بمصرفنا لانهم أيضا أصحاب عوائل وهنا رفضت أمي العزيزة انتظار الحسنة الشهرية فقامت ببيع أساورها الذهبية الواحد تلو الأخر كي لا نشعر في إننا في عوز بالنسبة الي لم اشعر ان أهلي في ضائقة مادية بسبب انشغالي باللعب لكن الأساور التي في يد أمي قد انتهت و التقاعد لم يصرف ولم يجد أبي عمل وذات يوم جاءت إحدى جاراتنا تدعى (أم ماجد ) وأودعت مبلغ (عشرة دنانير ورقيه) لكن نحن لم نملك فلس واحد ويجب توفير ثلاث وجبات طعام مع احتياجات الأخرى أخذت أمي مبلغ العشر دنانير وذهبت إلى السوق مع العلم ان أم ماجد تعود العصر من اجل المبلغ لكن أمي العزيزة لم تتحمل موقف العوز ذلك اليوم ذهبت أنا مع أمي تسوقنا بالمبلغ كله ولم يبق سوى أجرة التاكسي لكن الحيرة لم تفارق وجه أمي وهي تفكر ماذا ستقول للام ماجد هنا حدث أمر غير كل الأحوال وبينما نحن نسير من اجل سيارة تكسي نادى صوت طفل لتفت أمي كان طفل صغير بعمر عشر سنوات يبدو عليه انه حمال وقال سيدتي هذه العشرة دنانير وقعت منك انا يومها لم اعرف ما يجري الآني كنت في السابعة من عمري لكن في المستقبل عرفت ان (الله) سبحانه وتعالى لم ينسانا بعد هذا تم صرف التعاقد ووجد أبي عمل لكن والدتي العزيزة لم تنسى هذا اليوم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat