صفحة الكاتب : د . رعد هادي جبارة

طُرحت في الآونة الأخيرة قضية *(الذكاء الاصطناعي)* وما نتج عنه من تطور في مختلف مجالات الحياة.
د . رعد هادي جبارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  وكالعادة ؛انبرى أنصاف المتعلّمين ليزعموا أن الذكاء الاصطناعي هو المحطة الأخيرة وقمّة التطور في مسيرة البشرية،وليس بعده ما هو أعلى منه!!.

 

    أنصاف المتعلمين هؤلاء مشكلة عويصة ، و ظاهرة غريبة ، و شريحة مريبة.فكلما ظهر اكتشاف جديد انبهروا به ، و عابوا على دينهم و أمتهم تخلفهم عن ركب البشرية!! واعتبروا الاكتشاف الجديد والإختراع المفيد الذي ظهر دليلاً على تألّق و سموّ ونفوذ الغرب و انحطاط وتخلف شعوب الشرق الملتزمة بدينها الذي أنزله الله عز و جل على قلب نبيه الكريم خاتم الأنبياء و سيد المرسلين محمد المصطفى (ص).

   يقول البعض:

   إن انصاف المتعلمين هم من يتطاولون على المثقفين ورجال العلم و الدين والادب، ويسفّهون آراءهم، ويطلقون عليهم بعض الاوصاف الساخرة ..وأنصاف المتعلمين قد لا يفهمون أصلاً ما يُكتب أو يقال، بينما غير المتعلم لا يقرأ بالمرة ولا يقحم نفسه عادة فيما لا يفهم ولا يتدخل فيما لايعنيه، أساساً.فالجاهل يسكت، ولا يقبل منه لو تكلم في ما لايعلمه، والعالِم يفتي بعلمه، لكن المصيبة في أنصاف المتعلمين هؤلاء.

 

   هؤلاء المنبهرون بالغرب و اختراعاته عندما ظهر الهاتف تعجبوا وقالوا [أنت في مكانك تتكلم عبر سلك فيسمعك الآخر على مسافة مئات أو آلاف الكيلومترات،فهذا قمة التطور)!!

  

   وعندما ظهر الراديو قالوا(المذيع يتكلم في مبنى الإذاعة،ويسمعه ملايين الناس عبر أجهزة الراديو،حتى دون سلك، فهذا أكثر تطوراً من الهاتف الأرضي المتصل بالاسلاك.هذه قمة التطور)!!.

 

    وعندما ظهر التلفزيون قالوا مثل ذلك وأكثر، وعندما اكتُشف الهاتف النقال أو الجوال انبهروا به واعتبروه قمة التطور.وعندما ظهر الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي قالوا هذه هي أرقى ثمار التطور.وهكذا الأمر بالنسبة لعالم الجينات و الروبوت و الحاسوب و المركبة الفضائية و الخلايا الجذعية والطائرة المسيرةوو... والآن عندما ظهر الذكاء الاصطناعي اعتبروا قبلتهم الغرب و اليابان وتنكروا لأمتهم ودينهم وقيمهم!!

 

    لاشك أن كل هذه الوسائل والاختراعات مفيدة ومهمة وجيدة (وفيها سلبيات أيضاً) و لكن مصدر العلم الأصلي هو الله جلت عظمته.

  

    لنقرأ معاً:

*{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}* [الإسراء/۸۵].

*{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾* [العلق ٣ - ٥].

*{ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ }* [الأنعام/ 38 ] .

أي: ما أهملنا ولا أغفلنا، في اللوح المحفوظ شيئا من الأشياء، بل جميع الأشياء، صغيرها و كبيرها، تم تثبيتها و توضيحها.

*{ وَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ } .*

 [النحل: 89]

نزل عليك يا محمد هذا القرآن بيانا لكلّ ما يحتاجه الناس من معرفة الحلال والحرام والثواب و العقاب والعلوم و المعارف، وما تحتاجه البشرية في مسيرتها يلهمه الله -سبحانه- للعقل البشري تدريجيا ، رحمة منه بمخلوقاته.

ختاماً:

*{نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَ فَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨) أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلى‏ أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَ نُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (٦١) وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‏ فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣) أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧) أَ فَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَ أَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (٧٠) أَ فَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَ مَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣) }* الواقعة [٥٧-٧٣] *{فاعتبروا يا أولي الألباب}* ~~~~~~~~~~ ✏️✏️✏️✏️✏️


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رعد هادي جبارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/15



كتابة تعليق لموضوع : طُرحت في الآونة الأخيرة قضية *(الذكاء الاصطناعي)* وما نتج عنه من تطور في مختلف مجالات الحياة.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net