الشجرة في القرآن الكريم (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

عند ورود كلمة في القرآن الكريم مثل شجرة علينا الذهاب الى الكلمة ومشتقاتها في آيات القرآن ثم الى المتداول من كلمات في زمن نزول القرآن والسنة الصحيحة وتفسير الايات، فالشجر يشير في آيات انه نبات اي كان مثل الدواب للحيوان اي كان كآية سجود الشجر والدواب "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ" (الحج 18)، وآية اخرى تبين شجر بينهم اي هنالك تفرع لاكثر من شخص حصل بينهم جدال او شجار " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (النساء 65)، فالشجر ايضا نبات متفرع كاليقطين، والكلمة القرآنية تعني في آيات العموم وآيات الخصوص، بل تعني معنيين مختلفين كالنجم "وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ" (الرحمن 6)، والشجر في ايام نزول القرآن تعني نبات عام فقيل شجر البصل والثوم اي نبات البصل والثوم.
قال الله تعالى "وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (لقمان 27). وقد مثل القرآن الكريم القصب بالشجرة والحبر بماء البحر وتطور القصب ليصبح رصاصا او حبرا سائلا او جافا، لذلك سمي قلم رصاص او حبر او جاف. وقوله تبارك وتعالى "يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ" (النور 35) شجرة الزيتون شجرة مباركة كما جاء في سورة النور. خصصت الدول كل عام يوم للشجرة. فشجرة الزيتون واحدة من الأشجار المباركة كما قال الله تعالى "شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ " (النور 35). و المطلوب شتلها سنويا بأعداد كبيرة في هذا اليوم. فبالاضافة الى ثمارها فإنها تثبت التربة وخاصة في المنحدرات، وتمنع التصحر، وتقلل تلوث الهواء والغبار. فغرس فسيلة تعتبر حسنة حيث قال الله عز وجل "وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا" (النساء 40) و "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ" (الزلزلة 7). وبالعكس عند ازالة شجرة زيتون فهو عمل شرير "وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (الزلزلة 8).
قوله سبحانه وتعالى "أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ" (الصافات 62). فالنزل اما ان يكون مكان يريح النفس كالجنة في الاخرة او الفندق في الدنيا او مكان فيه العذاب كجهنم في الاخرة والسجن في الدنيا. وجاء في الحديث النبوي الشريف عن الدنيا (مالي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها). روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله). و يبرر بعض المعتقدين بعدم نبوة آدم عليه السلام بانه اخطأ وغير معصوم لاقتراب ادم وحواء من الشجرة "وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ" (البقرة 35). واخرين قالوا وعندما نلاحظ الآيات الحاكية عن نهي آدم عن الأكل من الشجرة لا نجد ما يشير إلى كونه نهياً مولويّاً حتّى يوجب عصيانه العذاب الاخروي الذي وعد الله به العاصين. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: وقوله "والنجم والشجر يسجدان" (النجم 1) أراد بالنجم ما تنبت الأرض ولم يكن له ساق كالعشب: والبقل من نجم: إذا طلع، والشجر: ما قام على ساق، وسجودهما: استقبالهما الشمس إذا طلعت ثم يميلان معها حتى ينكسر الفئ، والسجود: من الموات الانقياد والاستسلام لما سخر له.
جاء في موقع الحصن عن شبهات حول القرآن / دعوى خطأ القرآن في وصفه اليقطين بالشجرة: مضمون الشبهة: يدَّعي بعض الطاعنين أن القرآن الكريم أخطأ خطأً علميًّا في قوله سبحانه وتعالى: "وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِين" (الصافات 146)، حيث وصف اليقطين بالشجرة، ومعلوم لدى المختصين أن الشجرة نبات له ساق وتاج، وطول لا يقل عن عشرين قدمًا، بينما اليقطين من فصيلة القرعيات، وهو نبات صغير يفترش الأرض. وجه إبطال الشبهة: ليس في قوله سبحانه وتعالى: "وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِين" (الصافات 146) أي خطأ علمي كما يدَّعون فوصف اليقطين بالشجرة يتوافق مع ما جاءت به اللغة؛ فالشجرة كلمة عامة إذا أُطلقت دلت على ما له ساق وغيره، وإذا قُيِّدت بشيء تقيدت به، ومن الناحية العلمية، فليس هناك أي مشكلة علمية أن توجد شجرة من اليقطين أو يقطينة على شكل شجرة، ناهيك عن الإعجاز العلمي الذي تضمنته الآية الكريمة، وهو يتمثل في اختيار الله تعالى اليقطين الذي ثبت علميًّا فائدته الغذائية والدوائية دون غيره غذاء ودواء لنبي الله يونس عليه السلام، فهو المناسب لحالته المرضية بعد خروجه من بطن الحوت. التفصيل: إن القرآن الكريم هو الكتاب الخالد الذي لا يأتيه الباطل أبدًا من بين يديه ولا من خلفه، لأنه منزَّل من قِبل الله عز وجل على خاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه وسلم- من خلال جبريل عليه السلام بأوضح بيان وأعجز أسلوب، ومن ثم فإن قول مثيري الشبهة: إن القرآن أخطأ خطأً علميًّا في قوله تعالى "وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِين" (الصافات 146)، حيث وصف اليقطين بالشجرة، مع أنه نبات صغير يفترش الأرض هذا القول ينم عن قصور علمي، وذلك لما يأتي: أولاً: تعريف كلمة (الشجرة) لغويًّا: يقول ابن منظور: (الشجر من النبات: ما قام على ساق، وقيل: الشجر: كل ما سما بنفسه، دقَّ أو جلَّ، قاوم الشتاء أو عجز عنه). وجاء في الوسيط: (الشجر: نبات يقوم على ساق صلبة، وقد يُطلق على كل نبات غير قائم، وفي التنزيل العزيز: "وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِين" (الصافات 146)).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat