من إشراقات السيّدة فاطمة بنت أسد
حامد عبد الصمد البصري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حامد عبد الصمد البصري

الحمد لله الذي خلق الإنسان ، علّمه البيان ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الذي أنزل عليه القرآن بلسان عربي مبين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين الأئمة الهداة المنتجبين ، والقادة الأبرار الميامين ،أهل الفصاحة والبيان .
وبعد :
عرفتُ منذ نعومة أظفاري ، بلين الجانب ،إنساني الطباع ، وكنتُ شغوفا بقراءة الكتب والاعتناء بها ، وميّزني أهلي بتلك الهواية ، حتى أصبحت الكتابة والقراءة زادي ، حتى تنفّستُ الشعر وأنا في مقتبل العمر ،ولـ(أنّ الأسلوب هو الرجل) ، وهذه العبارة تكتسب سحرا خاصّا وقوّة مؤثرة ، لذلك منحتني هذه العبارة شرعية أن أكتب بلغة تقترب من الشعر، إنْ لم تكن شعراً ، وأنا أعرف قبل كل شيء في أنّ قوّة وعظمة الأمة الإسلامية ، كانت ترجع إلى عظمة القادة ومبدعيها ، من الرجال والنساء ، ولقد كانت الشخصيات الإسلامية والعربية ، موضع اهتمام ، ودراسة عدد كبير من الكتّاب، والأدباء، والمؤرخين والباحثين .
لقد وجدتُ طمأنينة وسكينة في أعماقي ، دعتني أن أبدأ - بعد التوكل على الله - ومن الله التوفيق في التنقيب في سير وتاريخ النساء المميزات ،لأواصل رحلتي في قطار العمر ، وكنتُ كلما دققتُ النظر نمتْ (بنت أسد ) ولمع بريقها في ذهني ، وتفرّدتْ صورتها أمامي إذ لم أجد على مقربة منها صورة تسابقها ....أو تشبهها ، ولو شبـهاً بعيداً ، في السنوات التي عاشت فيها فاطمة في الأقل ، فهي امرأة مفخرة نستمد منها المثل ، والمعونة والفائدة .
إنّ لها صوتاً يحلّق دفاعا عن الإنسان وعن الإسلام، تتناقله الأصداء عبر المسافات ، يوم لم يكن للمرأة صوت يسمع ، فكانت صورتها شيقة بهيّة دائماً، حتى سجّلت فاطمة للمرأة حضوراً نبيلا ، باتجاه تأسيس ، وتوثيق عرى المحبة والتعاون والتقارب في الأخلاق ، والاجتماع ،والأدب ،والعقيدة والسيرة الأصيلة.
لقد سعيتُ جاهداً للكتابة عن السيّدة الجليلة فاطمة بنت أسد ووقفتُ مذهولا، أمام سيرتها
روى الثقات عن رسول الله محمد صلّى الله عليه وعلى آله وسلم أنّه قال :
" يا عليّ لك أشياء وليستْ لي منها : إنّ لك زوجة مثل فاطمة ، وليس لي مثلها ،وإنّ لك ولدين ، من صلبك ، وليس لي مثلهما من صلبي ، وإنّ لك أمّاً مثل فاطمة بنت أسد الهاشمية المهاجرة ، وليس لي مثلها.".
لا شكّ أنّ فاطمة بنت أسد ،هي سيدة كبيرة ، ولكن الكتابات عنها قليلة ، وهي تستحقّ الكثير الكثير، ولكنني قد حفّزتني القلة أكثر لأمسك القلم وأطرّز هذه الكلمات الملوّنة والتي هي بعض محبتي للسيدة فاطمة .
فالسيّدة الفاضلة النبيلة فاطمة بنت أسد أم عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، والإمام علي يجيء دائماً ، في صدارة الإسلام ،وأمّه وأبوه في الصدارة كذلك .
لأنّ فاطمة لها الصدارة ولها الفضل المتقّدم بين العرب عامة والمسلمين خاصة ، فهي طليعة اليقظة النسوية في تلك المرحلة ، كما أنّ الكثيرين من الناس وعلى امتداد سطح البسيطة، يعرفون فاطمة دون أن يلموا بما تتكّون منه شخصيتها ، والحقيقة إنّها أعطتنا ، من خلال سيرتها صورة مؤثرة ، أمّا رأيها في الحياة فحقيق بالانتباه والتبصر، لأنّه رأي كبير، فقد رسمتْ للأجيال طريقاً ، لن تظهر الأشواك فيه.
إنّني أعترف أنّ كتابتي رافقها سرور كبير، لأنّي أكتبُ عن امرأة لديها كل شروط الإيمان والإنسانية الرائعة
أنّ حبي لفاطمة كبير ، لذلك لملمتُ كل أيّامي ، ومرّ نهار ، ونهار ، حتى عبرتُ جدران الزمن ، وبعيون حالمة ، رحلتُ ، أحثُّ الخطى للحاق بشعلة متوقدة ،يترجّل حبها في دم المؤمنين ، في كل زمان ومكان ،غادرتُ الليل ،واحتضنتُ الأفكار ،وتذكّرتُ قولاً لرسول الله (ص) : " من أحبّ قوماً كان معهم ، ومن أحبّ عمل قوم أُشرك في عملهم " ولأنّي أحبّ فاطمة ، سأستأنف سعادتي معها ، برحلة ٍ تتفتح فيها الزهور والرياحين كل شيء بات جميلاً بهذه السيدة ، وسوف تشرق شمس جديدة ، تغمر الدنيا بالدفء والنور والسلام هذه السيدة الجليلة التي قال عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم" لم يكن أحد أبرّ بيّ بعد أبي طالب منها "
وأنا اكتب عنها رأيتُ نفسي تسير في طريق موسّد بالحنان "فلا توجد وسادة أنعم من حضن الأم ، ولا وردة أجمل من ثغرها "كما يقول شكسبير ، ولا أخطو أو أخطُّ كلمة إلا والعبير يحملني بيدين حانيتين ، ويأخذني إلى عالم علويّ شفيف ، وأرى أمامي صفاء لا حدود له ، ونظرات حب من السماء كأنّها تدعوني إلى لقاء ، فرفعتُ يديّ أصلّي :
، الهي الكريم "وأنتَ تحب العبد التقيّ ،الغنيّ الخفيّ"، وأنا عبدك
ما أروع ما أنا فيه ،الهي أنا ألآن في وعي تام ،وفي عيوني يشعّ الحنين، وقلبي ينادي الوفاء.. الوفاء لأم الإمام علي عليه السلام ،فهي عبق
عبق يأتي من خلف الربى والقفار والسنين ليعم علينا ،ونعرف فجر الإيمان ، ساعدني يارب
لأكتب بمحبة صادقة ،محبّة المؤمن المحب، لآل بيت الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله ،نصوصي ،وخواطري المتفرقات ،وبلغتي البسيطة الريّانة ،وبأسلوب المحبّ تماما
عن سليلة بيت الكرم ،والشرف الطاهرة العفيفة ،السيدة فاطمة ، التي لها الدور الكبير والفعال في مد الجسور للرسالة السماوية السمحاء ، ونشر الدين الاسلامي الحنيف على بقاع الأرض كلّها .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat