أزدواجية الغرب.. أستفزاز المسلمين وحرية التعبير
حوراء جبار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حوراء جبار

انشغل العالم خلال الايام القليلة الماضية بجريمة حرق القرآن الكريم في السويد من قبل احد العراقيين المتطرفين المهاجرين الى السويد سلوان موميكا، الذي تم اعتقاله في العراق في العام 2017 بتهم انتهاكات وجرائم حرب، وقد أطلق سراحه بتدخل دولي وبعدها لجأ إلى السويد، وبعدما نجح بأثارة الرأي العام لدى شريحة واسعة من المسلمين حول العالم بإقدامه على هذا الفعل المشين تزامناً مع ايام عيد الاضحى، سلون موميكا يعلن نيته تكرار فعلته رغم كل الإدانات التي رافقت فعلته المرة الأولى!
بتصرفاته هذه يقتفي سلوان موميكا أثر السياسي السويدي-الدينماركي المتطرف راسموس بلودان الذي سبق له أن أحرق نسخاً من القرآن الكريم في مناسبات عدة، اخرها في كانون الثاني عام 2023 أمام السفارة التركية في السويد محققاً بدوره شهرةً عالميةً واسعة في مختلف الأوساط، فوصفة الشهرة التي يتبعها هؤلاء وغيرهم واحدة وهي تعمدهم الأساءة والعنصرية ضد المسلمين واستفزازهم.
ان محاولات هدم وإسقاط قدسية القرآن عند المسلمين واجبارهم على التطبيع مع هذا الاسقاط لاقوى قدسية تجمعهم، وبالتالي شيئا فشيئأ تنعدم قدسية القرآن وارتباط المسلمين به، ومحو اي هوية تمثلهم، وليست هذه المرة الأولى، ولن تكون بطبيعة الحال الأخيرة التي يُعتدى فيها على حرمات الإسلام ومقدساته، وتنتهك بطريقة مستفزة ووقحة وبعيدة عن الأخلاق الإنسانية والسلوك الحضاري.
فهل تجرؤ حكومة السويد او اي دولة غربية تدعي حرية التعبير.. على السماح بحرق التوراة أو الإنجيل (وهو أمر نرفضه تماما نحن المسلمين) أمام سفارات السويد أو الدانمارك أو فرنسا مثلا أو سفارة الكيان الصهيوني على سبيل المثال، فضلا عن تقديم الحماية لذلك السلوك؟ وهل ستعطي حكومة السويد لمواطنيها المسلمين وغيرهم الإذن بالتظاهر مثلا أو بحرق علم الشواذ وشعاراتهم في ميدان عام؟
فعندما حرق نسخة القرآن الكريم من قبل ذلك في مدينة سويدية أخرى غير العاصمة ستوكهولم، وخرج بعض الشباب المسلمين رفضا لهذا الفعل الشائن، قبض عليهم وعوقب من تظاهر تعبيرا عن حرية الرأي بالسجن 4 سنوات! من دون أي اعتبار لدعاوى الحرية والديمقراطية الجوفاء!! وكدليل على ازدواجية المعايير في التعامل تعهدت السويد لسفير إسرائيل بمنع أي محاولة لحرق التوراة أمام سفارة الكيان الصهيوني، وذلك بعد تقدم مواطن سويدي بطلب رسمي للسماح له بذلك لاختبار صدق الديمقراطية السويدية في حماية حرية التعبير، وقد شكر السفير الإسرائيلي حكومة السويد على تفهمها.
تتجرأ الأنظمة الغربية على مقدسات المسلمين وأستفزازهم، لأنها واثقة من أن ردود الفعل الرسمية من الدول الاسلامية محدودة وليست على مستوى عظم الجريمة، لكن هذه المرة فوجئوا بموقف حازم من المرجعية الدينية العليا والشعب العراقي، فقد اصدر المرجع الأعلى السيد السيستاني بيانا موجه الى الامين العام للامم المتحدة تضمن (ادانة هذا التصرف) وركز البيان على (أن اجازة الحكومة السويدية لمثل هذا الفعل امر جديد وخطير)، وحذر المرجع من (ان تودي هذه التصرفات الى التطرف)، طبعا المرجع الأعلى وجه كلمته الى الامم المتحدة لانه اراد ان يخلق راي عام للدفاع عن الاسلام، وايضا هي نوع من الشكوى ضد الحكومة السودية، واهم ما يمكن تاكيده هو ان بيان ورسالة المرجع الأعلى السيد السيستاني كانت واضحة وجرئية وجعلت الحوزة العلمية والمرجعية الدينية الشيعية في مقدمة القيادة العالمية بينما تخاذلت المنظمات تسمى بالاسلامية..
حيث كانت رسالة المرجع الاعلى ذات اثر كبير جداً فقد اتصل الامين العام للامم المتحدة فوراً بوزير خارجية العراق وحمله رسالة الي المرجعية واكد له ان يتابع الامر وانه يدين هذا العمل وأوضح الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "استلمت رسالة المرجع الأعلى السيِّد علي السيستاني، وأقدر عالياً جهود سماحته، وسأقوم بإعداد رسالة جوابية بهذا الشأن"، كما ان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أعلن انه سيناقش جريمة حرق المصحف الشريف هذا الأسبوع.
الخارجية السويدية كذالك هي الاخرى اصدرت بيان استجابة لبيان المرجع وهكذا الخارجية الامريكية والاتحاد الاوربي قاموا باصدار بيانات ادانة لإحراق المصحف الشريف واعتبروه عملاً معادياً للإسلام
أن رد العراق من مختلف الشخصيات والقوميات والمذاهب وعلى راسهم المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله) انهى الحلم الأمبريالي بان العراق بلد علماني او ليبرالي وتاكد انه بلد مسلم يحافظ على ثوابته ولا ينفع القوى الليبرالية والعلمانية اي مخطط لتذويب المجتمع العراقي ومحو هويته الاسلامية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat