صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي /دام عزه (17) (تجديد العهد)
علي حسين الخباز

 التأمل في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي 

للنظر في مجموعة من الدلالات الفكرية والروحية لطرح جملة من الأمور المتعلقة بالمفاهيم الأخلاقية أو العقائدية بأسلوب الدعاء، والبحث عن بؤر التميز في الصحيفة السجادية المباركة، / ومتابعة فكرية لمضامين الدعاء الروحية بعدد من المفاهيم المهمة 

 المفهوم الأول   

ماهية الارتباط بين الإنسان وبين الله سبحانه وتعالى، والارتباط بالله تبارك وتعالى هو إدراك حقيقة النفس بأن ليس لها القدرة إلا من القادر المطلق، النفس ميتة لولا أمان يمنحها الله سبحانه الحياة، والإنسان لا يستطيع أن يتحرر من هذا الارتباط كونه بحاجة دائمة إلى المدد ــ إلى العطاء، يرى سماحة السيد الصافي أن مثل هذا الإدراك يجعله يذهب إلى الكشف  

المفهوم الثاني  

ولا يتم هذا الكشف إلا بمعرفة  حقيقة النفس أمام  حقيقة الله تعالى، لذلك  يقول النبي ﷺ (من عرف نفسه عرف ربه) الكشف هو الطريق للوصول إلى الله تعالى لتهذيب النفس وإصلاحها، واكتشاف جوهر وجودها سبيلا نتعرف به  الله تعالى والكشف الوجداني يبين  الملازمة بين معرفة النفس ومعرفة الله، يدرك الإنسان أن الله سبحانه عليم لا تخفي عليه خافية، لكن كشف الإنسان عن أخطائه أمام الله هو إقرار بمحدودية معرفة الإنسان لنفسه أمام الخالق سبحانه وهذا الكشف يفتح للإنسان صفحة ذنوبه أمام الله والاستكانة لديه هو مراجعة للنفس وتوجيه بالقلب والأدراك باستمرارية الحاجة لله سبحانه وتعالى. 

الدعاء تحويل الحاجة المادية إلى روحية لإدامة التعلق بالله سبحانه وتعالى ووجودنا مرتبط بكرم المدد وإلا ما كان لنا دونه وجود. 

 الدعاء يجدد العهد والارتباط، وقراءة الإنسان لوجوده قراءة واقعية، تجعلنا نبحث في الدعاء عن الامل،  

 (المفهوم الثالث)  

طلب الرحمة من الله يبعث الأمل والذي هو وسيلة لنهضة الإنسان، 

علاقة الدعاء بالأمل هو اليقين من رحمة الله تعالى، والتذلل لله سبحانه هو طلب الاستكانة له سبحانه. 

 يستدل سماحة السيد الصافي على وسع رحمته من خلال الإنسان نفسه، الصورة المعتبرة للإنسان، صورة الظاهر بصورة المخفي، هذه الصورة المختلفة عند الإنسان لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، نجد الامام السجاد عليه السلام يركز على مفردة واعجب (والعجب الأناة والحلم وإبطاء المعاجلة)، ومجموعة صفات خاصة به، ويعني أن الله لكونه لا يحده حد، ومن صفاته العفو والصفح والستر، ومن جملة النعيم أن الله تعالى لا يعاجل الإنسان بالعقوبة، والرحمة تشمل جميع العباد، 

 (المفهوم الرابع)  

هناك فرق بين الإنسان والعبد وفرق بين عباد الله، أي بمعنى كل مخلوق هو مملوك، لكن هل كل عبد عرف أنه عبد، وأبرز العبودية، وآمن بعبوديته، هل كل المخلوقين عبيد الله، سماحة السيد الصافي شخص لنا هذه العبودية بأن يكون على أتم الاستعداد النفسي مجمع الأمر لله سبحانه تعالى، والغفلة ولو للحظة هو خروج عن رسم العبودية لتي ينسب الإنسان لها، بالبناء النفسي..  

الرهبة الخوف والإقبال على الله سبحانه والإطاعة وأي غفلة تعد عصيانا يستحق العقوبة. 

البناء الفكري أي للعبد كيان فكري يختلف عن الكتابات الفكرية عند الناس، والتي تحد بالمصلحة والمنفعة، والفكر العبادي هو أقرب إلى السماء، وميزة الكيان الاجتماعي الذي لا يتقبل من لا يرى فيه نفسه أثرا لزهو والغرور، يتطلب من العبد أن يمتاز بروح التواضع والسكينة وبروح الوقار. 

 العصيان تجعل خارج البناء النفسي العبادي وخارج الفكر والروح ونتعبد حينها لغير الله سبحانه والعبادة لغير الله عدم امتثال لمقدرته سبحانه. 

 (المفهوم الخامس) 

 

الميزان / العدل الالهي / الهدف من خلق الله سبحانه للإنسان هو وصول الإنسان إلى الكمال الروحي، وهناك الكثير من الآثار الوضعية السلبية لها آثار تكوينية وضعية. 

الله سبحانه خلق  لنا إرادة، إرادة قوية، عند المعصية سنستحق العقوبة لكن الله سبحانه لا يعاقب في ابتداء المعصية، يصف الإمام السجاد عليه السلام الله  سبحانه وتعالى عن المعاجلة، وأحتسب الإمام عليه السلام هذا الأمر بالتأني والفضل، ويرى سماحة السيد الصافي أنه بمقتضى قواعد العدل أن الله سبحانه  ينتقم ويعاقب، لكن كرمه العالي يجعله لا يعاقب، والمعصية مسخطة مخالفة أمر الله سبحانه،  التأجيل هنا أو الصبر الإلهي على العبد هي محاولة  كريمة لمنح الإنسان الفرصة ليحاسب نفسه ليرتدع عن المعصية، وإلا فالمعصية لا تضر الله بشيء، ولا تنفعه طاعة العبد بشيء، الميزان البشري يحكم أن لكل شيء وزنه، حتى على سبيل التعامل لكن ميزان  الله يختلف والعلاقة مع الله غير العلاقة مع البشر، أن يجافيه يرد له المجافاة بأشد منها، لنتأمل في سؤال سماحة السيد الصافي. 

لماذا يتحبب المولى الينا؟ 

والتوضيح يبين لنا أن المعصية لا تضر الله
ولا الطاعة تغنيه فهو غنى عنها، ومع هذا يوضح لنا الإمام السجاد عليه السلام وزن هذه العلاقة، وهذا الميزان الالهي العجيب (إنك تتحبب إليَّ وأتبغض اليك*) الله يعفو والإنسان يذنب والله هو الغفور الرحيم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/02



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي /دام عزه (17) (تجديد العهد)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net