صفحة الكاتب : صالح حميد الحسناوي

(توبة ملحد )2
صالح حميد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كل الذي نملكه من ثقافة هي ان نكرر انكار وجود الله في  كل محفل  ، ونكذب الرسل ( لاخبر جاء ولا وحي نزل ) مستمدة من وجودية بني أمية ، يعني اعادة الفكر الاموي  ، والتشكيك في يوم القيامة ، هذا ملخص هوية الملحد  مفاهيم غير ناضجة  ، واستنتاجات هزيلة يتحدث بها ويحاول ان يقنع الناس  باشياء هو لايفهمها ، افكار مستوردة تحت يافطة العلم  ، مثل( صدفة خلق الكون) ومن ضمن الاخطاء الكبيرة  والتي تؤذيني كثيرا  وانا اعيش رجاء قبول توبتي الى الله واسألكم الدعاء ومن تلك الاخطاء محاولة زرع الشك في الثوابت الدينية الراسخة وخلق فكرة وجود تناقض بين  الدين والعقل ،  وهذه الفكرة اعادة  لما حصل  لصراع الكنيسة ،  بينما القرآن الكريم  يدعو للتدبر والفكر وقراءة  النفس والكون  ، هذه الاشياء  كنا نتجاهلها  ان لم نكن نجهلها اصلا ،  الاسلام ليس  الكنيسة  التي كانت تحارب العقل وأهل  الفكر  وتحاكم غاليلو  لانه استنتج اشياء لايفهموها ، ، سألته وانتم  ؟ قال كنا ملحدين  صغار  نعتمد على  مباغتة  الشاب ببهرجة  معلومات  هو لم يسمع عنها من قبل فيتوهم النضوج الفكري ، كنا في كربلاء  ننتشر على المقاهي الشعبية والتي  كانت بمثابة  (مسطر عمال) او(جهة نقابية ) تجري فيها  اتفاقات العمل ،  مع قرب هذا المقاهي لصحن الامام الحسين ومنها مقهى البنائين باب القبلة وغيرها  من المقاهي التي كانت تضج بالمجادلات والنقاشات الخشنة وبالكفر وبنكران الله تعالى ، ولدينا لكل تجمع مسؤول يقتحم  التجمعات والعمال في دوائر البلدية  اغلب المسؤولين ماتوا ومن بقى منهم هو مثلي يبكي ليل نهار ويطلب من  الله المغفرة ،  سألته وهل نجحتم  أم وجدتم عرقلة كبيرة لدخول الالحاد لعقل الفقير الكادح ، رغم تردي وضعه الاقتصادي ؟ قال ، المرجعية  كانت لنا بالمرصاد ، فتوى  السيد عبد المحسن  الحكيم  (الشيوعية كفر والحاد  )،  انتجت بالمقابل  شعارات تضاد  لم تكن لصالحنا ، الان حين اتذكرها لا أصدق نفسي  اني كنت  مع وهذا يعني  ان نكران الله سبحانه تعالى يعرض الانسان الى  الشذوذ الفكري  والى تجاوز الاخلاقيات ،  تصور أننا تجمعنا  بصحن الحسين لعدةمرات لاغتيال سماحة السيد محسن الحكيم قدس سره ، صار الموقف علينا صعب بعد تكفيرنا من قبل المرجعية  وشعار اشاعة الاباحة  واسقاط قانون الزواج  في مجتمع اسلامي  ملتزم ، حتى صار  الناس  يطالبون الحكومة بمعالجة الامر على المستوى  الرسمي  ، ربما  نجحنا  بجعل  الموضوع  ضمن حرية  التعبير ، وصرنا نثخن  في مصطلحات  الديمقراطية ،  والناس لاتجيد التعامل معنا ، فيتعاملون  معنا بندية غير معرفية  ، وانما  تعاطف  مع فكرة تقديس الله سبحانه تعالى  ، لايعرف  الناس مداخل  التأثير  ، ولا يعرفون  ركائز  التصدي  لظاهرة غريبة عليهم ، والحقيقة  ان الالحاد  صديق الجهل  ولا علاقة  له بالمعرفة  ، لكون  الالحاد اساسا  لا يقوم الا  على عمي  والدين يلهم الانسان البصيرة ،  وفي طبيعة الامور  ان اليهود  ساهموا في نشر الالحاد ، خلال  نشر نظريات  ماركس  في الاقتصاد والتفسير المادي ، ونظريات  فرويد ، مستغلين محاربة الكنيسة  للعلم  فنعكس الردود على الكنيسة  ونصورها ردودا على الاسلام ، نروج  الحرب ضد  الكنيسة  الى الحرب  ضد الاسلام  ، كنا نتمسك بشعارات  هزيلة لا انصاف  فيها ولا حقيقة مثل شعار ماركس  ( الدين افيون الشعوب ) لصقنا بها لاننا لانملك شيئا ،  تصور  اننا نردد الشعار ونحن  نزور الحسين عليه السلام ، نعتني بثورة الحسين  عليه السلام ثورة سياسية اي اننا نسلب القدسية من الحسين لنجعله بمصاف قادة الثورات السياسية ، اي اننا نبعد عن نهضة الحسين  الامامة ـ  والنبوة ـ والرسالة ـــ  وعنوان الحسين عليه السلام هو محبة  الله وعبودية  الرحمن  ، وهذا  يعد  من أكبر  تناقضاتنا  ، سألني  يوما أحد الكربلائيين  ، هل  انت تحب الحسين  عليه السلام ؟ قلت  طبعا  ، فقال  كيف تحبه وهو يحب الله وانت تنكره ؟ في الستينات  من القرن المنصرم  تمثل الالحاد سياسيا  ، وفي السبعينيات تمثل الالحاد  فكريا ،  لذلك كان كل واحد منا  يبرز  نفسه انه  متعمق في دراسة وجود الخالق لأنكار وجوده  بالمفهوم العلمي على اساس اننا فلاسفة العصر ، ونحن بالحقيقة لانعرف الا السخرية من الدين ، بمعنى اننا  نعيش الالحاد  الكاذب  ارأيت من ينكر الله ويقرأ  كل يوم  سورة  الفاتحة لروح أمه واباه ؟  انها معضلة  وقلة فهم ،  سألني  يوما احد رفاقي من الملحدين الجدد  بماذا نحن نختلف عن الناس ، أجبته نحن ضعفاء جدا  لحد اننا نريد ان نتبع الفوضى ولانحب  القيود التي فرضها الدين ، نعشق الخروج عن المألوف  ،  ملخص الامر اننا  نخاف وجود  الله لذلك ننكره ،  قلت اسأل صاحبي التائب :ـ والناس وجودهم ، نصائحهم  قال  المشكلة ايضا  في بعض من يحاورنا ،  فهذا البعض يريد  لموضوع اثبات الله نفس الذي نريده لنكران الله اي انه يريد  ان يعرف  نفسه للناس كمثقف واع مؤثر
يعمل لفسه وليس لله ،  والبعض الاخر  يحاورنا  بايمانه  بوجود الله  ، يناقشنا بعاطفته لابعقله ، نحن  نصر على معرفته بحواسه ، ،  وكان يفترض على من يحاورنا ان يحصن  نفسه ، بالعقل  ، الان بعد توبتي والحمد لله  فهمت اشياء  كانت بعيدة عني ،  ان الانسان كائن  محدود العقلية  ،وهذا ما يقوله العلم  فيه ضعف لايمكنه  ان يلم  بكينونة الله  عز وجل ، ارعبني  يوما  قول للإمام الصادق عليه السلام  سأله احد الملحدين :ـ ماذا لومت واكتشفت  ان لاوجود لله ، اجابة الإمام  عليه السلام اعتبر عبادتي رياضة ، لكن ماذا تفعل انت لو اكتشفت بعد موتك  ان الله موجود  والحساب  موجود  فماذا ستفعل في حينه ،  هذا الجواب  أرقني كثرا  بل دمر اعصابي  ، سنلتقي ان شاء الله  وأسالكم الدعاء


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح حميد الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/02



كتابة تعليق لموضوع : (توبة ملحد )2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net