صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

ثقافة نقض العهود والمواثيق.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالى: (وأَوفوا بالعهد إِن العهدَ كان مسؤولاً). قال الزجّاج: (العَهْدُ كل ما عُوهِد اللَّهُ عليه، وكلُّ ما بين العبادِ من المواثِيقِ، فهو عَهْدٌ).(1)

اتصف اليهو د بهذه الصفة الذميمة منذ أن وجدوا على هذه الأرض وسبب ذلك أنهم يرون أنفسهم فوق البشر وأنهم الصفوة والشعب الذي اختاره الله وأنهم ملح الأرض، من هذا المنطلق أجازوا لأنفسهم التحلل من كل العهود والمواثيق التي يقطعونها لغيرهم ، ثم يُكسبون ذلك صبغة إلهية دينية فيزعمون أن الله أمرهم أن لا يُعاهدوا أحد، حتى الأنبياء إن لم يأتوهم بدليل مادي أو معجزة . وإذا عاهدوا نتيجة سبب من الأسباب وجب عليهم نقض هذا العهد عندما يشعرون بالقوة. فقال تعالى عن زعمهم هذا (الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار).(2) ولكنهم كاذبون لأن موسى جاءهم بأكثر من آية ومعجزة، ولكن لما عبروا البحر وشعروا بالأمان قالوا (اجعل لنا آلهة). فنقضوا كل آيات موسى، وعبدوا العجل.

ذكر الله هذه الميزة القبيحة عند اليهو د ومنهم تعلمت بقية الأمم ،فقد قال تعالى عنهم (أوكلما عاهدوا عهدا نبذهُ فريقٌ منهم).(3) هذا الفريق الذي ينقض العهود والمواثيق هم زعامات اليهو د وكهنتهم، وعندما ينقض هؤلاء العهود تتبعهم سائر أمتهم. فقد أجمع أهل التفسير بقولهم : (كلما عاهد اليهو د من بني إسر ائيل ربهم عهدا وأوثقوه ميثاقا، نبذه فريق منهم. لم يكن في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه، ويعاهدون اليوم وينقضون غدا).(4)

لم ينفرد القرآن وحده بهذا الاتهام، بل تورا تهم تصفهم هكذا ولكن تتعذر لهم بأن نقض العهود هو وصية من الله لهم كما نقرأ : (احفظ ما أنا موصيك اليوم.. احترز من أن تقطع عهدا مع سكان الأرض).(5)

وفي سفر التثنية ، أضافوا إلى قطع العهود ونقضها امر الله لهم بقتل الناس كما نقرأ : (متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها، فإنك تحرّمهم. لا تقطع لهم عهدا، ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم).(6) فكل تاريخ اليهو د على الأرض مليء بنقض العهود والمواثيق والغدر وهذه فلسطين شاهد على ذلك منذ ان احتلوها لم يعترفوا بأي ميثاق إن كان للأم المتحدة أو حلفائهم ممن قام بالتطبيع معهم. لأنهم يزعمون أن ذلك بأمر الله تعالى فقد أمرهم أن لا يقطعوا للشعوب عهدا ولا يشفقون عليهم لا بل يمتنعون عن الزواج من الأمم الأخرى.

المصادر :

1- انظر قواميس اللغة العربية.

2- سورة آل عمران آية: 138.

3- سورة البقرة آية : 100.

4- تفسير الطبري سورة البقرة 100.

5- سفر الخروج 34 : 12 ــ 24.

6- سفر التثنية : 1 ــ 3 . لا يُصاهرون الأمم، يعزلون أنفسهم حتى لو كانوا يعيشون وسط الأمم. ولذلك بقوا أقل الأمم عددا ثم يُبررون هذه القلة بأن الله اختارهم وميزهم على سائر الأمم لهذا السبب كما نقرأ : (التصق الرب بكم واختاركم، لأنكم أقل من سائر الشعوب).() سفر التثنية : 7.مع علمهم أن الذلّة مع القلّة (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله). اي كتب الله عليهم القلة تتخطفهم الشعوب من كل جانب ومكان وذلك بسبب غضب الله عليهم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/06/28



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة نقض العهود والمواثيق.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net